فارسكور.. مدينة أنصفها التاريخ وأكرم أهلها عندما استبسلوا في الدفاع عنها ضد الحملة الصليبية فسجل التاريخ شجاعتهم في أسر لويس التاسع ودون أيضاً حضارة أبنائها وابداعهم في احتراف المهن والصناعات اليدوية حتي أن اسم المدينة يدل علي هذا المعني فهو يتكون من شقين الأول فارس وتشير إلي الشجاعة والثاني كور وهي آلة كانت تستخدم في ورش الحديد للنفخ في النار حتي يتم صهر الحديد.. لكن المدينة الآن تبدل حالها وبدأت معالم الحضارية في الاندثار.. غزاها التوك توك.. واحتل شوارعها الباعة الجائلون وتقلصت القدرات المهنية الكبيرة لابنائها حتي باتت المدينة معروفة بالموبيليا الشعبية الأقل كفاءة ومستوي عن بقية مراكز دمياط. محمد عباس حواس أحد رجال التعليم بفارسكور، أكد أن أبناء فارسكور معروفون بالمهارة في الأعمال اليدوية خاصة النجارة والحدادة والبناء، وهو ما يفسر اسمها الذي يرمز له بتمثالين لفارس يمتطي حصاناً واحد علي مدخل المدينة والآخر في نهاية مخرجها، مزج فيه بين شجاعة أهلها ومهاراتهم في الأعمال اليدوية. وأوضح أن هذه الشهرة انعكست علي المنازل والبيوت، فلا يخلو واحد منها من شخص أو اثنين سافرا إلي دول الخليج خاصة الكويت للعمل هناك، فهي معروفة بداية من منتصف الستينيات بأن معظم أهلها يسافرون للدول العربية والخليج للعمل في المهن والحرف اليدوية، حتي صاروا الأشهر في هذا المجال بتلك الدول، وصار البعض منها يطلب أبناء فارسكور تحديداً لإنجاز تلك الأعمال. الكويت من أكثر الدول العربية التي يتواجد فيها أبناء مركز فارسكور، هكذا قال عبد الله مصطفي فعص عضو مجلس محلي الذي سافر للكويت عام 1977 وقضي بها 8 سنوات تخللتها بعض الإجازات وأوضح أن فارسكور مشهورة دائماً بالمهارة والعمالة، وهناك الآلاف من عمالها في الكويت التي كانت تطلب نجارين وعمالاً من دمياط خاصة فارسكور. ونتيجة لذلك، وبسواعد أبنائها، نفذوا مشروعات كبري هناك ما بين مستشفيات وشركات ومبان كما انهم يتجمعون في عدة مناطق معروفة هناك مثل خيطان وحولي وحي السفارات يحرصون علي زيارة بعضهم البعض في المواسم والأعياد. وأضاف أن فاقت شهرة أبناء فارسكور ومهارتهم في أعمال النجارة والحدادة والمحارة التوقعات في الكويت، وصار العديد منهم مقاولين كباراً يأخذون عمليات كبري لحسابهم ولهم كلمة مسموعة خاصة عند الاستشاريين والمهندسين. رغم هذه الشهرة الكبيرة التي حازتها المدينة وانعكاس ذلك علي مستوي أهلها ومبانيهم، إلا أن مشاكلها وأزماتها ظلت كما هي دون حل، حسب ما أكد البعض هناك. التوك توك بات صداعاً في رأس المدينة، ويعاني منه أهاليها. الباعة الجائلون احتلوا الشوارع بعرباتهم وبضاعاتهم وزاحموا المارة. عدد من قري مركز فارسكور حسب تأكيد الأهالي محروم من الصرف الصحي، والقري التي بها شبكات تحتاج إلي صيانة وتوسعة لاستيعاب الزيادة السكانية مثل قريتي كفر العرب والحوراني مشكلة أخري أشار إليها عبد الله فعص عضو مجلس محلي، وتمثلت في انخفاض مستوي أبناء المدينة وشبابها العاملين في نجارة الموبيليا بسبب هجرة عدد كبير من الأهالي للخليج والكويت، ولأنها مهنة متوارثة، لم يعد أحد يهتم بتعلمها، حتي باتت فارسكور معروفة بالموبيليا الشعبية أي الأقل مستوي وتكلفة عن بقية مراكز دمياط.