من حق السيد رئيس مجلس الوزراء أن يعلن عن إنجازاته العظيمة وبالطريقة التي يراها ومن حقه أن يفاخر ويتفاخر بتلك الإنجازات بدءاً بتلك الانتصارات الكروية الهائلة علي مستوي القارة الأفريقية والتي تمت بفضل توجيهات وتعليمات وزارة السيد رئيس الوزراء انتهاء بأي شيء وكل شيء يري سيادته أنه يدخل ضمن إنجاز وزارته كما أنه من حق سيادته علينا أن نفخر جميعا كمصريين بذلك الإنجاز العلمي والتكنولوجي والعالمي والمسمي بالقرية الذكية وغير مهم أنني لا أعلم ما هي تلك القرية وما هي إنجازاتها حيث أني مازلت أمياً ولا أتعامل مع التكنولوجيا الذكية والحديثة ولكن طالما الجميع يتحدث عن ذلك الإنجاز العظيم المسمي بالقرية الذكية فأنا لا أملك سوي التظاهر والامتثال والفخر بهذا الإنجاز حتي لا أظهر تخلفي التكنولوجي ولكن وبصراحة شديدة أريد أن أسأل وبحسن نية ألا يوجد أدني علاقة بهذا الإنجاز العظيم وبين تلك المشاكل التي لا تنتهي والتي تسيطر علي حياة البشر خاصة البشر غير القادرين علي حل أي مشكلة تمعتريهم وهو غير البشر السوبر الذين لا تصيبهم أي مشكلة حيث إنهم محصنون ضد تلك المشاكل وإذا كانت تلك القرية الذكية تعني أن هناك نقلة علمية كبري قد تمت بفضل وبمجهود تلك الوزارة ألا يعني هذا أن يكون هناك تأثير لتلك النقلة العلمية علي باقي وكل عمل الوزارات التابعة للسيد رئيس مجلس الوزراء ومؤسس القرية الذكية، فنحن نسمع عن فضل تلك القرية وهذه النقلة من حيث ما يسمي بميكنة حياة البشر حتي إن أصحاب المعاشات التعبانين يمكنهم الآن أن يحصلوا علي معاشاتهم من خلال تلك الميكنة وأصحاب بطاقات التموين الفقراء الذين لايزالون سبباً مؤرقاً للحكومة هم ودعمهم والمطلوب التخلص منه يمكنهم التعامل أيضا مع تلك الميكنة وهذا لا شك شيء جميل وكلام معقول ولكن ألا يوجد فارق شاسع ومهول بين تلك النقلة التكنولوجية وبين سلوك تلك الحكومة مع أقل المشاكل الجماهيرية والتي تحتاج إلي حسم وعلاج أليس الالتزام بالعلم واستعمال التكنولوجيا يحتاج أول ما يحتاج إلي وجود وتواجد ذلك المنهج العلمي في العمل بشكل عام فهل يوجد أدني منهج علمي حقيقي لدي الوزارات التابعة للقرية الذكية هل توجد أساليب لرصد المشاكل علي أرض الواقع بشكل علمي وموضوعي وحقيقي دون تهوين أو تهويل هل يتم الوصول إلي حلول عملية وتطبيقية لتلك المشاكل علي أرض الواقع ومن خلال خطط وهل يتم تنفيذ تلك الخطط بكل مراحلها وهل يتم تقييم ما تم من إنجاز لتلك المراحل ورصد الأخطاء ومعالجتها؟ وإذا كان كل هذا قائماً ويتم وحتي ولو لم نشعر به أو نعلم عنه شيئاً هل النتائج الظاهرة والملموسة والمعاشة لدي المواطن تنبئ بأن هناك تلك الخطط فعلا وعلي ضوء ذلك ما هي الخطط الحقيقية التي وضعت ونفذت وتمت متابعتها في إطار علاقات مصر مع دول حوض النيل خاصة أن مشكلة المياه ليست وليدة اليوم ولكنها مستمرة منذ سنوات فهل هناك اهتمام بتلك المشكلة المصيرية والتي تمس أمن وحياة مصر كلها وأين علاقات مصر بالقارة الأفريقية كلها عندما كان القرار المصري دولياً يعني القرار الأفريقي؟ وهل مشكلة المياه لا تصل إلي مستوي الأهمية القومية والتي تتطلب قمة الاهتمام وفي كل الأطر دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا؟ مع العلم أن الجميع يعلم أن حق مصر من مياه النيل والبالغة 55 مليار متر مكعب لا تكفي استهلاك مصر ناهيك عن زيادة السكان بتلك المعدلات الخطيرة التي تفاقم وتضاعف من المشكلة ودليل خطورة القضية أن مشكلة المياه لم تنتظر إنقاص تلك الحصة بعد قيام بعض الدول بإنشاء مشروعاتها علي نهر النيل مما يقلل من حصة مصر. ولكن قد ظهرت المشكلة سريعًا وبشكل مخيف. حيث إن شح مياه النيل خاصة لبعض الأراضي التي لم تصل إليها تلك المياه، الشيء الذي جعل المزارعين يقومون بري زراعاتهم من الخضراوات التي يتم استهلاكها بشكل مباشر من مياه المجاري، الشيء الذي يمثل عدة جرائم مركبة لا تضع أدني اهتمام بالمواطن ولا بصحة المواطن ولا بعرف أو قانون، ولكن المهم هو حل المشاكل حتي ولو علي حساب البشر، الغريب في الأمر أن وزارتنا الذكية بكل وزارات الري والزراعة والبيئة والحكم المحلي والمحافظين لا علاقة لهم البتة بتلك المشكلة، فلا زراعة تتابع وتهتم ولا ري يدري ما يتم ولا بيئة تتابع ولا حكم محلي يري شيئًا غير تسيير الأمور بالطريقة المعروفة والتي جعلت الرشوة بمسمي هدية والأغرب أن كل وزارة تتنصل من المسئولية وترمي علي الأخري، وللأسف رئاسة الوزراء لا علاقة لها بتلك الوزارات فهي لا تراهم سوي مرة كل شهر في الاجتماع الشهري والذي يتم فيه قراءة بعض التقارير فلا تناغم ولا تكامل ولا مسئولية تضامنية، فكل وزارة في واد، ومن الطبيعي بعد إثارة هذه المشكلة وأي مشكلة تتم بعض الاجتماعات وتصدر عدة من التصريحات ويتم نسيان المشكلة التي لم تحل فتأتي بعدها وعليها مشاكل ومشاكل، والحل الحقيقي الذي يرد علي تلك الحالة وهذه المسخرة هو كتاب السيد رئيس الوزراء بإنجازاته الجماهيرية التي لا يستطيع أن يزايد عليها أحد، فمبروك علينا القرية الذكية وكتاب الإنجازات الذكي، وكل عام ومصر بخير بفضل الله وشعبها الصابر.