ماذا حدث.. ؟ وما الذي آلت إليه شوارعنا وحاراتنا.. وبدون مقدمات تحولت معظم شوارع القاهرة إلي مقالب زبالة ولم ينج من هذه السمة إلا شوارع وسط البلد والتي نجت بأعجوبة من هذا التكدس القمامي والذي أصبح الكل يعاني منه ليس من الناحية الجمالية فقط ولكن لتفشي الأمراض والروائح الكريهة ورغم أن هذا الموضوع قد اثير ونوقش أكثر من مرة إلا أنه لا حياة لمن تنادي.. ففي الدول المتقدمة تعد القمامة ثروة يستفاد منها ودخلاً قومياً لا يستهان به.. أما في قاهرة المعز فالوضع برمته مختلف فمن المألوف.. أن تجد صناديق حديدية من الحجم الجامبو كما يطلق عليها وقد امتلأت لنصفها بالقمامة وحولها أكياس مفتوحة ومغلقة من الزبالة بعد أن نبشت بفعل البشر أو الحيوانات لا فرق في هذه الحال فالكل يبحث عن غايته دون الالتفات لما يخلفه من فوضي.. ومن المعتاد أيضاً ألا تري عربة جمع القمامة وقد جاءت تتهادي ليقف عمال بالكاد يقيمون أنفسهم لا نستطيع أن تعرف أنمن عمد متكاسلين أم عن ضعف أم لغاية أخري في استعطاف الناس..!! وفي كسل وتكاسل يبدأون في جمع القمامة والتي يفترض أنها خدمة مدفوعة مسبقاً ومرتين مرة من فاتورة الكهرباء ومرة من الزبال الذي يتفضل ويتعطف ويأخذ القمامة من المنزل ليقوم بفرزها اسفل العمارة ويأخذ ما يأخذه ويترك الباقي في حال يرثي لها وليأتي العامل والذي يحتاج نفسه إلي عملية تنظيف.. ليجمع ما يجمعه ويترك الباقي غير مبال بما تخلفه هذه القمامة من أوبئة وروائح.. ويفيض الكيل بالناس فيتبرع أحدهم يحرق هذه القمامة.. ويتكرر هذا المشهد ولا أحد يتحرك وكأن الزبالة أصبحت معلم من معالم شوارعنا ومياديننا. اتكلم عن هذه الظاهرة وأنا من سكان المعادي والتي بها أكثر من مسئول ووزير وشخصيات اعتبارية وجاليات وسفارات، فإذا كان هذا هو حال حي من أرقي وأغلي أحياء مصر، فما بالك بالأحياء الأخري...!