سمير راضي تجولت حول العالم.. فرأيت انقلاباً مكتوما داخل جميع شرائح المجتمع الأمريكي.. من الفقير المعدوم إلي الثري الملياردير.. الجميع في حالة غليان مختلط بالفرح والغضب.. بالنشوة والانكسار.. بالحقد علي المجتمع.. والآخر المملوء بالأمل. فقد حانت ساعة تفسير الكلمة الأبيح التي هزت أركان المجتمع الأمريكي بالكامل علي يد هذا الشاب الأسمر الذي فاز بالانتخابات ليس من خلال اللوبي التقليدي المتحكم في مصير هذا البلد بل جاء من ملايين الشباب الذين قذفوا بدولارين في صندوق التبرعات عبر الإنترنت من مصروفهم الخاص دعماً لهذا الشاب الجديد. بدأت الشرارة الأولي حينما ذكر منذ فترة دون ذكر تفاصيل عن كيفية تشجيع التأمين الصحي لكل فئات المجتمع الأمريكي.. وأسقط من بين شفتيه عن قصد بالطبع كلمة public option وهو ما يعني أن يكون هناك تأمين حكومي أو شعبي مواز للتأمين الاقتصادي أو الاستثماري للفرد الأمريكي.. غير موضح هذا الشكل الدعم الحكومي فأنقلبت عليه أساطين الأسرة الامريكية فأذهب النوم من عقول مليارديرات أصحاب المستشفيات والدواء والاطباء من جانب وفصيل آخر عاش عشرات السنين علي مبادئ الرأسمالية من أصحاب المصانع والشركات التجارية البعيدة عن القطاع الطبي.. ينظر الي هذه الكلمة بخوف ورعب شديد.. فهذه الكلمة غير واردة إطلاقاً في القاموس الأمريكي.. وثالث بدأ ينظر في غدٍ أفضل طبيا وصحياً وهو قطاع يمثله حوالي 46 مليون أمريكي لايقدر علي دفع ثمن علاجه.. وهي فئة ليست مؤثرة بالشكل الكبير داخل هذا المجتمع الرأسمالي شديد القسوة.. ولا يمثل أيضا أدني لوبي يمكن أن يدعم هذا الشاب الأسمر في معركته أمام المارد الرأسمالي الذي بني وأسس ووضع الدستور الأمريكي وتعهد بأن يعطي 100٪ فقط وبالكامل للحرية الرأسمالية. عاد الرئيس أوباما.. ليثير جدلاً عنيفاً داخل البيت الأمريكي بكل أطيافه.. بعد أكثر من 200 يوم منذ توليه السلطة هناك بعد أن صار انتخابه أيضا مثار جدل بالاضافة إلي اكتساحه العديد من الولايات واحدة تلو الأخري بشكل لافت. المهم.. أن هذا الشاب الافريقي الأصيل.. حامل الجنسية الأمريكية أصبح رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية.. وقع بين المطرقة والسندان.. فقد أثار حوله كل من لهم مصالح في ابقاء الولاياتالمتحدة الدولة الرأسمالية الأولي في العالم وحاملة شعلته.. وحامية مبادئه.. من الفلاح الصغير حتي الملياردير الكبير.. من الواقف علي باب الثراء الشرعي.. والقاذف من الشباك بالحلم لثراء سريع هناك.. هذا من جانب.. أما الجانب الأخطر.. وهو محاولة الضغط المستمر علي وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وزعزعة أوصال اليمين المتطرف الإسرائيلي بالإضافة إلي رسم خريطة سلام تنفيذية لشكل العلاقة بين الإسرائيلي والفلسطيني في الفترة المقبلة.. وأشياء كثيرة أخري داخلية وخارجية.. جعلت مستقبل هذا الشاب الأسمر الجديد علي فوة بركان يكاد ينفجر في أي لحظة محطما آمال الملايين.