شهدت الإسكندرية جريمة إرهابية غادرة مع أولي لحظات العام الجديد هزت منطقة ميامي, عندما فجر إرهابي انتحاري نفسه وسط الجموع الغفيرة أمام كنيسة القديسين مارجرجس والأنبا بطرس بشارع خليل حمادة في سيدي بشر. في أثناء اقامة الصلوات داخل الكنيسة احتفالا بالعام الجديد والتي كانت تضم أكثر من ألفي شخص من الأطفال والسيدات والشيوخ وأوقع الانفجار الارهابي21 قتيلا وأكثر من80 مصابا بينهم بعض المسلمين وأفراد الحراسة الأمنية, كما أحدثت الموجة الانفجارية للعبوة تلفيات جسيمة بواجهة الكنيسة والمنازل الملاصقة طالت أيضا واجهة مسجد شرق الكنيسة المواجه للكنيسة, وأحدثت به بعض التلفيات فضلا عن اتلاف عدد من السيارات المتوقفة بالشارع. وقد اهتزت المنطقة لدوي الانفجار المروع والذي يشبه الزلزال بسبب انفجار عبوة تقدر وفقا للتقديرات الأمنية من8 الي10 كيلوجرامات مصنعة محليا, وتحتوي علي كمية كبيرة من الصواميل الصغيرة ورولمان البلي لأحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية لتحقيق الهدف المنشود من وراء العمل الجبان. وقد سادت حالة من الفزع والرعب والارتباك بين المصلين بالكنيسة والشارع وساد صوت العويل والصراخ وسط صيحات من شاب يبحث عن أمه العجوز, الذي حول الانفجار جسدها الي أشلاء, وأب يبحث عن أطفاله وأم تنادي علي زوجها وأبنائها, فقد أصابت الجريمة الجميع بفقدان الوعي والانهيار وتحولت الأفراح والصلوات الي دماء وأحزان واختلطت الدماء بالأشلاء والتصقت بملابس العيد ووجوه المصلين التي فارقتها الفرحة وتوقفت فيها الدماء. ملحمة وطنية ووسط أجواء القتل والدم التحم الجميع مسلمين ومسيحيين وتسابق الكل لنقل الجرحي وجثث الضحايا الي المستشفيات القريبة من مسرح الجريمة الإرهابية, توحد الأهالي في احتواء آثار الحادث البشع فلا وقت للكلام والسؤال عن الأسباب ومن يقف وراءه أو أمامه, فالأزمات دائما تصهر مشاعر المصريين وتوحد جهودهم, حتي تعالت هتافات الشباب مسلمين ومسيحيين بالروح بالدم نفديك يا مصر, في الوقت الذي هرعت فيه سيارات الإسعاف والشرطة والنجدة وأقامت قوات الأمن طوقا حول مكان الحادث واقامت المتاريس لفحص آثار الحادث وأسبابه وكشف ملابساته وتهدئة روع المواطنين الغاضبين من مباغتة الجريمة الإرهابية لهم مع بدايات العام الجديد, وفي أثناء أداء صلوات قداس رأس السنة. المشهد.. والوقفة وبعد أن هدأت الجموع وبدأ الموجودون في تمالك أنفسهم وتدبر الأمور توحد الجميع في وقفة احتجاجية غاضبة أطلقت صرخات هادرة من الصدور المحتقنة والحناجر المختنقة, وردد الجميع يحيا الهلال مع الصليب, بينما كان المشهد داميا مؤلما باكيا.. حيث كان المحتجون يهتفون وأمامهم أشلاء آدمية وبقايا جثث تطايرت فهذا ذراع شاب, وهذا كف سيدة وبالقرب منها قدم عجوز وسط حطام مختلط من الأحذية الملطخة بالدماء وملابس تمزقت وفارقت أجساد أصحابها اختلطت ببقايا زجاج وأخشاب ومسامير من الحديد, وقد طالب الغاضبون الرئيس حسني مبارك بالتدخل العاجل لأخذ القصاص لدماء الضحايا والمصابين من المصريين والكشف عن مرتكب هذا العمل الإرهابي الخسيس, حتي ظل المحتجون طوال أربع ساعات متواصلة يعبرون عن غضبهم بينما قوات الأمن تقوم بحمايتهم. وصل الي مكان الحادث اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية, الذي عقد اجتماعا مع القيادات الأمنية ضم اللواء خيري موسي مساعد وزير الداخلية واللواء محمد ابراهيم مدير أمن الاسكندرية, كما قام بزيارة المصابين بمستشفي شرق المدينة الذي شهد نقل سيدة مصابة بحروق تجاوزت35% من خلال الاسعاف الطائر لتلقي العلاج في القاهرة في مستشفي الحلمية العسكري, وأكد في تصريحات صحفية, اهتمام القيادة السياسية بالحادث وضرورة التحقيق فيه والوصول لأسبابه, مؤكدا أن الحادث إرهابي وليس له أي أبعاد طائفية وأنه استهدف مصر والمصريين وأن الاصابات والوفيات لم تفرق بين مسلم ومسيحي وقرر علي الفور صرف5 آلاف جنيه لكل مصاب و15 ألفا لكل متوفي, كما أكد لبيب في رده علي سؤال حول ربط تلك العملية الارهابية بتهديدات تنظيم القاعدة وانها رد من الموساد علي كشف الأجهزة الأمنية المصرية لواقعة الجاسوس الإسرائيلي أن جميع السيناريوهات مفتوحة وأن التحقيقات وتقرير الأدلة الجنائية هو الذي سوف يحسم الأمر. وفي الساعة السابعة بدأت أجهزة الأدلة الجنائية في مباشرة عملها, حيث تم أخذ عينات من أشلاء الضحايا التي تناثرت علي واجهة الكنيسة وواجهة المسجد, كما تم معاينة السيارة المفخخة وأخذ عينات من الزجاج المتناثر, وأكد مصدر فني أنه من المرجح أن تكون العبوة المتفجرة قد وضعت في الجانب الأيسر من السيارة وقوة الانفجار كانت عنيفة للغاية لأنها من مادةT.N.T شديدة الانفجار.