في عالم السياسة الدولية.. الدول أفراد يشكلون مجتمعاً دولياً، يكون لكل فرد فيه ملامح لشخصيته.. واعتبارات حاكمة لسلوكه وله أيضاً طموحاته وأهدافه التي يسعي لتحقيقها وفق نسق قيمي اختاره لنفسه.. وشأن الدول في ذلك شأن الأفراد العاديين.. ولكن يبدو أن الدول قد يطولها من الأمراض النفسية ما قد يتعرض له الأفراد الأمر الذي قد يدعو فقهاء القانون الدولي لتدشين علم جديد يسمونه “علم النفس الدولي”. ومناسبة هذا الحديث هو ما توارد من أنباء عن اتفاقية أمنية بين قطر وإيران والتي اقتربت المفاوضات من نهايتها بين الجانبين حسب ما تقوله التقارير الإعلامية في هذا الشأن وتنتظر توجه صادق المحصولي وزير الداخلية الإيراني إلي الدوحة للتوقيع عليها وبغض النظر عماستحمله هذه الاتفاقية التي لم يفصح عن بنودها بعد ورد الفعل العربي منها وعلي الأخص رد فعل دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتل إيران جزرها الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبو موسي. ولكن.. في حالة ازدواج الشخصية أو كما يعرفه الطب النفسي بالشيزوفرينيا الصارخة التي باتت تعاني منها الشخصية القطرية، فالدوحة هذه هي نفس العاصمة التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة ومنها أمدت إدارة بوش إسرائيل بقنابل ذكية أثناء حرب إسرائيل علي غزة مطلع العام الجاري والآن تشرع في تعاون أمن مع إيران.. ماذا تفعل قطر؟.. وماذا تريد؟ .. وما ملامح وجهها الدولي الذي لا يعرف حمرة الخجل؟.. كلها أسئلة تستدعي أطباء نفسيين أكثر من إجابات المحللين السياسيين. أحمد الطاهري