سخرية القدر وتقديره للواقع الذى نعيشه يجعل القوة ضعفًا والنور ظلامًا نقول هذا الكلام بمناسبة استجداء أمريكاللبنان لتسليمها أحد الصواريخ الثمانية التى قامت إسرائيل باستخدامها فى ضرب لبنان وأحد هذه الصواريخ لم ينفجر وعدم انفجاره تمت بمشيئة إلهية ليكون من ضمن الأدوات التى يمكن للبنان أن يستخدمها فى منع اتساع العدوان الإسرائيلى على جنوبلبنان بحجة ضرب البنية العسكرية لحزب الله، ويرجع السبب المباشر والمهم للضغوط الأمريكية على لبنان لتسليمها الصاروخ الذى لم ينفجر هو التكنولوجيا المتقدمة لهذا الصاروخ فى قوة انفجاره وأنه يحمل أكثر من قنبلة واسعة الانتشار والأكثر أهمية، الرعب والخوف الأمريكى من تسريب تكنولوجيا هذا الصاروخ الذى لم ينفجر إلى إيران أو روسياوالصين وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أمريكا وجهت طلبا عاجلا للبنان لاستعادة الصاروخ أو ما يعرف بالقنبلة الجوية الإسرائيلية الذكية الذى لم ينفجر بعد سقوطه فى جنوبلبنان خلال الفترة التى استهدفت القيادى فى حزب الله هيثم الطبطبائى خلال شهر نوفمبر الماضى، الأمر الذى أدى إلى قلق وتوتر وخوف كل من واشنطن وتل أبيب من أن تتمكن كل من روسيا أو الصين من الحصول على التقنيات العسكرية المتقدمة لهذا الصاروخ، التى تعد من أبرز الذخائر الدقيقة التى تصنعها شركة بوينج وتتميز برأس حربى شديد وفعال مناسبًا إلى وزنها وأيضا تحمل منظومات توجيه وتكنولوجيا لا تتوافر لدى موسكو أو بكين، لذلك تصر أمريكا على استعادة سريعة لهذا الصاروخ وتولى هذا الأمر أولوية كبيرة لمنع تسرب أى معلومات حساسة متعلقة بقدرتها العسكرية. ويشبه كثير من المراقبين هذا الأمر بأنه من غرائب وعجائب هذا العالم بأن تطلب أمريكا من لبنان إعادة صاروخ أطلق لقتل أبنائه ونسائه وأطفاله.. صاروخ أمريكى - طائرات أمريكية - استجداء أمريكى - هيمنة أمريكية - بشاعة إسرائيلية - كلها أشياء غير مفهومة وغير قابلة للتصديق حتى فى الخيال إنها أمور غريبة وعجيبة للسياسة والهيمنة الأمريكية لخدمة إسرائيل. هل ما نقوله هو تشاؤم أم هل هو فى محله؟! الجواب قد يستلزم عودة قصيرة إلى الوراء ففى 23 نوفمبر هذا العام فى منطقة حارة حريت فى جنوبلبنان استهدفت الطائرات الأمريكية شقة سكنية داخل مبنى محاط بالأطفال والنساء والبيوت، ولم تكن هذه المنطقة جبهة قتال ولا على أطراف حدود لبنان مع إسرائيل، سبعة صواريخ انفجرت وأشعلت هذه المنطقة نارًا، أما الصاروخ الثامن الذى لم ينفجر هو الصاروخ الذى تريد أمريكا استعادته وفى أقوال استهزائية أخرى تريد أمريكا استرجاع الصاروخ لتهذيبه وضربه لعدم انفجاره وقتل المدنيين ،ولم يكمل مهمته فى قتل المزيد من الأطفال والنساء والشيوخ، هكذا دائمًا أمريكا تخدعنا وتمتص دماءنا وأموالنا وتطلب دون خجل إعادة الصاروخ الذى لم ينفجر وأيضا مزيدا من الأموال ومزيدا من الضغوط، وكأن من يقتل ويحصل على الثروات العربية يملك الحق فى استرجاع أسلحة القتل حين لم تنفجر لإعادة استخدامها مرة أخرى فى القتل والتشريد والحرق أى مهزلة هذه وأى عالم هذا الذى يعامل القتيل كأنه هو القاتل والسارق والحرامى هو صاحب الأموال. ماذا ستكون عليه المحصلة بعد كل هذه التطورات؟ ببساطة احتمال تكون أمريكا قد تسلمت هذا الصاروخ على خلفية عبثية الانتظار دون جدوى وهذا الانتظار يبدو أن جدواه بدأت تظهر فى المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل بغرض انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان مقابل تسليم حزب الله لسلاحه. إضافة إلى ذلك يلوح فى الأفق أن الدبلوماسية اللبنانية توافقت مع الدبلوماسية الأمريكية ويظهر ذلك فى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية على بيع عتاد عسكرى للجيش اللبنانى ب90 مليون دولار. فى هذه الحال وعند هذا المستوى هناك المزيد من التوافقات التى يمكن أن تجرى فى المستقبل يمكن أن تتم بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية.