جدد الزلزال المدمر الذى ضرب المغرب الذكريات الأليمة لسلسلة من الزلازل التى شهدتها البلاد من قبل، والتى كان أكثرها إيلاما زلزال أغادير سنة 1960 الذى بلغت شدته 5.7 درجة على مقياس ريختر وخلّف مقتل حوالى 15 ألف شخص وجرح 12 ألفًا آخرين، بينما ترك ما لا يقل عن 35 ألف شخص بلا مأوى وبلغت خسائره 290 مليون دولار. وفى 24 فبراير 2004، ضرب زلزال عنيف مدينة الحسيمة شمال المغرب، وبلغت شدته 6.3 على مقياس ريختر وخلّف هذا الزلزال خسائر بشرية ومادية وعمرانية كبيرة، حتى أن المناطق المجاورة للمدينة هى الأخرى تضررت من هذا الزلزال، حيث قتل ما بين 628 و631 شخصًا معظمهم من سكان المناطق القروية وجرح 926 وشرد ما يصل إلى 15 ألف شخص. واهتزت الحسيمة عدة مرات بزلازل، كان أبرزها عامى 1910 و1927، وكذلك فى سنة 1994 عندما شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوته 5.4 درجات، نجم عنه انهيار الآلاف من المنازل، خصوصًا فى القرى والمناطق النائية. وتجدر الإشارة إلى أن زلزال لشبونة يبقى أقوى الزلازل التى ضربت شمال المغرب سنة 1755، حيث قدرت قوته ب 9 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى تدمير شبه كامل لمدينة لشبونة والدار البيضاء، وقتل خلاله بين 60 ألفًا و100 ألف شخص فى حصيلة غير دقيقة. أما الزلزال الذى ضرب سواحل المغرب عام 1719، فقد دمر أيضا أجزاء واسعة من مراكش، وتبعه فى 27 ديسمبر 1722، زلزال عنيف تسبب فى خسائر جسيمة ببعض المدن الساحلية. وفى تاريخ المغرب، سلسلة أخرى من الزلازل التى شهدتها عدة مدن ولأكثر من مرّة تسبّب بعضها فى تدمير بعض الأحياء، من بينها أغادير سنتى 1761 و1731 وفاس سنوات 1522 و 1624 و 1755 ومراكش سنتى 1719 و1755 ومكناس سنتى 1624 و1755 وفى مليلية سنتى 1578 و1660، كما وقعت زلازل فى مدينة الرباط. وتجدر الإشارة إلى أنّ المغرب يقع فى منطقة عدم استقرار زلزاليا، لانتمائه إلى حوض البحر المتوسط الذى عرف زلازل قوية عبر التاريخ.