باتيناج وسط البلد

المتابع لتطورات شوارع منطقة وسط البلد يستطيع بسهولة أن يلحظ انتشار مجموعة من الشباب من الجنسين فى عدد من الشوارع وتحديدًا فى شارع شريف بجوار مبنى البنك المركزى يقومون بالتزلج على الأسفلت باستخدام الباتيناج ولا أدرى فى الحقيقة من أين جاءوا ولماذا اختاروا هذه البقعة الحيوية بالذات خاصة أن الباتيناج فى ثقافة جيلى كان مرتبطًا بالنوادى الرياضية من خلال صالات أو ملاعب خاصة لها أرضية من البلاط ثم بدأ فى الانتشار تدريجيًا فى مداخل المولات التجارية سواء على أرضيات صلبة أو على الجليد، بمناسبة الجليد فإن تجربتى الوحيدة مع هذه اللعبة كانت أثناء زيارة قديمة للولايات المتحدة الأمريكية وأتذكر كم المعاناة فى هذا الأمر وكم الألم فى العضلات، بالطبع فشلت فى التزلج الذى تحول فى نهاية الأمر الى مجرد سير بطئ حذر يذكرنى بالخطوات الأولى لأى طفل وسط تصفيق امه وأبيه وسخرية وضحك اخواته الأكبر سنًا.
شباب وسط البلد يسمونه «سكيت» من الكلمة الانجليزية التى تعنى «التزلج» وبالبحث فى الأمر وجدت أنهم ينتشرون فى مناطق أخرى كالدقى والزمالك وأنهم يقومون بتأجير الباتيناج بالساعة، تماما مثلما كنا نؤجر العجل فى الماضى خاصة فى أيام الأعياد، ويصل سعر الساعة الى 40 جنيهًا، فأسعار الباتيناج ليست بسيطة خاصة الأنواع الجيدة منها وهى التى يوصى بها هؤلاء الشباب فهى أكثر أمانًا وسهولة فى الاستخدام وعلى الرغم من ذلك فإنهم يحذرون أيضا من الحوادث التى من الممكن أن تقع لمن لايعرف الاستخدام ويتعامل بلا حذر، فالإصابات كثيرة ومتعددة بداية من الرأس والرقبة وصولًا إلى الركب والسيقان، كما أن القانون يجرم ممارسة هذه اللعبة فى غير الأماكن المخصصة لها لما قد ينجم عنها من حوادث طريق أو تعطيل لحركة المرور، وذلك بغرامة تصل إلى 500 جنيه.
أما على الجانب الرسمى فإن لهذه اللعبة اتحادًا يدعى «الاتحاد المصرى للانزلاق للهواة» حيث يتم تنظيم عددٍ من البطولات المحلية كما تتم المشاركة فى البطولات القارية والدولية وتحقق فيه مصر مراكز متقدمة تؤكد ضرورة الاهتمام بهذه اللعبة وإلقاء المزيد من الضوء عليها.