وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس إلى بلجراد، فى زيارة رسمية هى الأولى من نوعها، وكان فى استقباله بالمطار الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، وقد رافقت المقاتلات الصربية شرفيًا طائرة الرئيس السيسى، ترحيبًا به منذ دخولها المجال الجوى الصربى، حتى الهبوط بالمطار. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الزيارة ستشهد عقد مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربى «ألكسندر فوتشيتش»، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربى، وذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن النظر فى سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولى والإقليمى. كما سيتخلل الزيارة عدد آخر من الأنشطة المكثفة على رأسها قيام الرئيس بإلقاء كلمة فى جامعة بلجراد تتضمن التركيز على مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعظيمها، فضلاً عن استعراض محددات السياسة المصرية تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة. كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد استقبل أمس فى ختام زيارته لألمانيا، أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع ألمانيا، والتى تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً فى هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الألمانى خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك. من جانبها؛ رحبت وزيرة الخارجية الألمانية بزيارة الرئيس إلى برلين، مؤكدةً أنها ستساهم فى دعم مسيرة العلاقات بين البلدين على نحو بناء وإيجابي، خاصةً فى ظل التزام الحكومة الألمانية بتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، ومشيدةً فى هذا الصدد بجهود الرئيس لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر والمنطقة بأسرها، مع الإعراب عن دعم بلادها لتلك الجهود. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد أيضاً التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً تطورات الأوضاع فى أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية السلبية على المستوى العالمي، إلى جانب مستجدات جائحة كورونا، وكذلك ظاهرة تغير المناخ فى ظل انعقاد "حوار بيترسبرج" واستضافة مصر المرتقبة للقمة العالمية للمناخ فى شهر نوفمبر من العام الجارى. كما تم التطرق إلى تطورات الأوضاع فى كلٍ من شرق المتوسط وليبيا وسوريا واليمن، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضى الدول وسلامة مؤسساتها الوطنية، ومن ثم يوفر الأساس الأمنى اللازم لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة. ومن جانبها؛ أعربت وزيرة الخارجية الألمانية عن تطلع بلادها لتكثيف التنسيق المشترك مع مصر حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك فى ضوء الثقل السياسى المصرى فى محيطها الإقليمي، مشيدةً فى هذا السياق بالجهود التى تبذلها مصر لدعم مساعى التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة.