تعهّدت دول مجموعة السبع التى تعقد قمة فى ألمانيا، أمس الثلاثاء «دعم» إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر دولى وخطة، بحسب ما جاء فى مسودّة البيان الختامى. وأدانت المجموعة إضافة إلى 5 دول ناشئة بينها الهند، الغزو الروسى «غير الشرعي» لأوكرانيا. قالت الدول السبع فى ختام قمّتها، إنها «مصمّمة على إعادة إعمار أوكرانيا من خلال مؤتمر وخطة إعادة إعمار دولية». وأكد مسئول أمريكى رفيع أن قادة دول مجموعة السبع سيدينون ممارسات الصين التجارية الدولية «المشوّهة» فى بيان قمّتهم الختامى أمس الثلاثاء. وقال المصدر للصحفيين: «القادة أصدروا بيانًا جماعيًا، وهو أمر غير مسبوق فى سياق مجموعة السبع، يقر بالأضرار الناجمة عن التوجيهات الصناعية الصينية التى تفتقد إلى الشفافية وتشوّه السوق». وأضاف « تعهد القادة بالعمل معًا لتطوير مقاربة منسقة لضمان شروط تنافس منصف للشركات والعمال». وتابع «ناقش القادة أيضًا دور الصين فى نصب فخ ديون للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل»، مؤكدًا أن هذا يمثل أيضًا «سابقة لمجموعة السبع». كما أشار المسئول إلى أن مجموعة السبع ستلتزم أيضًا «تسريع التقدم فى مكافحة العمل القسرى بهدف القضاء على كل أشكال العمل القسرى من سلاسل التوريد، بما فى ذلك العمل القسرى الذى ترعاه الدولة كما هو الحال فى شينج يانج» وهى مقاطعة صينية تقول منظمات حقوقية إن «الأقليات المسلمة فيها تتعرض للقمع من النظام الصينى». وتعهد زعماء مجموعة السبع، أمس الثلاثاء، بتقديم 4.5 مليار دولار لمكافحة الجوع فى العالم واتفقوا على تكثيف جهودهم لمساعدة المزارعين الأوكرانيين على مواصلة العمل ومعالجة نقص الأسمدة. ووافقت المجموعة فى ختام قمة استمرت 3 أيام فى جبال الألب البافارية على توجيه الدعوة لأولئك الذين يملكون مخزونات لتوفير الغذاء وشددت على الالتزام بالحفاظ على الأسواق الزراعية مفتوحة. حضّت دول مجموعة السبع الصناعية، البلدان والشركات التى تملك مخزونات غذائية كبيرة على المساعدة فى تخفيف حدة أزمة الجوع الناجمة عن الغزو الروسى لأوكرانيا. ودعت فى بيان «جميع الدول إلى تجنّب المبالغة فى تخزين الغذاء الذى من شأنه أن يؤدى إلى زيادة الأسعار بشكل إضافي». وتضمنت مسودة نهائية للإعلان الذى صدر عن قمة مجموعة السبع، وأطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، أن القادة اتفقوا على تأسيس ما يسمى ب»نادٍ للمناخ» اقترحه المستشار الألمانى أولاف شولتس، وذلك بحلول نهاية عام 2022. وتضمن الإعلان أن قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولاياتالمتحدة «يدعمون أهداف نادى مناخ دولى مفتوح وتعاوني، وسيعملون مع الشركاء باتجاه تأسيسه بحلول نهاية عام 2022». وتضمن الإعلان تأكيد القادة على الالتزام «بقطاع طرقٍ خال من الكربون بدرجة عالية بحلول عام 2030، وقطاع طاقةٍ خال بالكامل أو فى الأغلب من الكربون بحلول عام 2035 وإعطاء أولوية لخطوات ملموسة وفى الوقت المناسب باتجاه هدف تسريع التخلص التدريجى من توليد الطاقة من الفحم». من جانبه، قال مستشار الأمن القومى الأمريكي، جيك سوليفان، إن واشنطن ستعلن اليوم الأربعاء أثناء قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى إسبانيا، عن «تعهدات عسكرية طويلة الأمد» فى أوروبا، خاصة فى شرق القارة، تحسبا لروسيا. وجاءت تصريحات سوليفان للصحفيين، بينما كان على متن طائرة الرئاسة الأمريكية «إير فورس وان» المتجهة إلى مدريد، حيث ستنعقد قمة حلف «الناتو»، وفق «فرانس برس». وقال سوليفان إن واشنطن ستكشف «عن إعلانات محددة بشأن «تعهدات عسكرية جديدة طويلة الأمد على الأرض وفى البحر وفى الجو» فى أوروبا، خصوصًا فى شرق القارة. وأضاف أن عددًا من الدول» فى الحلف سوف تعد بزيادة مساهمتها فى المجال الدفاعى للجناح الشرقى». ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فى 24 فبراير، تزايدت المخاوف الغربية من امتداد الحرب إليها، وعملت على رفع مستوى استعدادها العسكرى. وتعهد شولتس بأن تحمى ألمانيا نفسها وحلفاءها فى شرقى أوروبا. وذكرت تقارير إخبارية أن لدى الولاياتالمتحدة أكثر من 100 ألف جندى أمريكى متمركزون فى أوروبا، متوقعة الحفاظ على هذا العدد فى المستقبل المنظور، وسط توقعات بزيادة العدد فى حال حدوث أى تغييرات فى البيئة الأمنية. وكان عدد القوات الأمريكية فى أوروبا عند حدود 60 ألفًا قبل اندلاع الحرب فى أوكرانيا فى 24 فبراير الماضى. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس الثلاثاء إنه كلما أرسلت الدول الغربية مزيدًا من الأسلحة إلى أوكرانيا طال أمد الصراع. وألقت روسيا باللوم مرارًا على الغرب فى إطالة أمد الصراع الذى وصفته موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة» واستهدفت ضربات صاروخية مستودعات لتخزين أسلحة أرسلتها الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى كييف. وفى موسكو، قال الكرملين إن هجومه فى أوكرانيا سينتهى عندما تستسلم السلطات والجيش الأوكرانيين. وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أنه «يمكن للجانب الأوكرانى إنهاء النزاع فى غضون يوم واحد، يجب إصدار أوامر للوحدات القومية بإلقاء السلاح، ويجب إصدار أوامر للجنود الأوكرانيين بإلقاء أسلحتهم، ويجب تنفيذ كل الشروط التى وضعتها روسيا، حينها سينتهى كل شيء خلال يوم واحد». وفى رد على العقوبات التى فرضتها واشنطن عليها، أعلنت موسكو، أمس منع دخول 25 أمريكيًا إضافيًا إلى أراضيها، بينهم جيل بايدن، زوجة الرئيس الأمريكى جو بايدن، وابنته آشلى. وتتضمن اللائحة أيضًا زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وأعضاء آخرين فى المجلس على غرار شارل جراسلى وكيرستن جيليبراند وسوزان كولينز وأساتذة جامعيين مثل فرانسيس فوكوياما. وسبق أن فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على أفراد من عائلة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ولاسيما ابنتاه وحتى على الرئيس نفسه. فيما بايدن ممنوع من الدخول إلى الأراضى الروسية أصلًا. وفى كييف، غداة غارة روسية على مركز تسوق وسط أوكرانيا، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، طالب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، أمس، تصنيف روسيا «دولة راعية للإرهاب». وقال زيلينسكى فى كلمة عبر تطبيق تلغرام إن «الإرهابيين فقط - هم المجانين الذين لا يجب أن يكون لهم مكان على الأرض - قادرون على إطلاق الصواريخ ضد أهداف مدنية». كما اعتبر أن «هذه ليست ضربات صاروخية أخطأت هدفها وأصابت رياض أطفال ومدارس ومراكز تسوق ومبانى سكنية، إنما ضربات متعمدة»، على حد قوله. فى المقابل، ردت موسكو على الاتهامات الأوكرانية نافية الأمر جملة وتفصيلًا. وأكدت وزارة الدفاع، أنها قصفت بالصواريخ مستودع أسلحة أمريكية وأوروبية فى كريمينتشوك، ما أسفر عن انفجار ذخيرة أدت إلى نشوب حريق فى المركز التجارى القريب.