سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس خلال افتتاح الاجتماع السنوى للبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد: احتجنا 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية بمصر خلال السنوات الماضية مصر تقود إفريقيا للتكامل الاقتصادى
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، انطلاق الاجتماعات السنوية ال29 للبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد «أفركسيم بنك» بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يشارك فى الاجتماعات، التى ينظمها البنك المركزى المصرى بالتعاون مع «أفركسيم بنك»، نحو 3 آلاف شخصية مصرفية وحكومية ودولية رفيعة المستوى، بحضور محافظى البنوك المركزية ورؤساء الحكومات والوزراء الأفارقة، وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقى والبنك وصندوق النقد الدوليين، بجانب ممثلى البنوك والهيئات والخبراء الدوليين. من جانبه، دعا الرئيس السيسى، إلى تغيير وجه القارة الإفريقية وتحقيق طموحات شعوبها عبر توفير بنية أساسية من طرق وكهرباء ومشروعات مختلفة، مؤكدًا ضرورة أن تضع الدول الإفريقية آليات وخطوات ملموسة لتحقيق حلم القارة فى تغيير واقعها وتطويره. وتساءل الرئيس فى مداخلة خلال الجلسة الحوارية بعنوان «إفريقيا فى مواجهة الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية»، «هل البنوك بالدول الكبرى مستعدة لتقديم قروض لإفريقيا لتطوير بنيتها التحتية من أجل تنميتها؟» وقال الرئيس إن مجموعة العشرين التى تضم أكبر الاقتصادات فى العالم، هى مجموعة قليلة من الدول قياسًا بعدد دول العالم، وإن قدراتها الاقتصادية تضعها فى مرتبة متميزة، وتساءل الرئيس عن مصير باقى دول العالم التى لا تمتلك المكانة الاقتصادية لدول مجموعة العشرين. وأضاف، أن جائحة كورونا كانت كاشفة حيث أظهرت عدم قدرة بعض الدول على الوصول إلى مكانة تلك الدول، متسائلًا: «هل البنية التحتية فى إفريقيا جاهزة للتطوير وانطلاق دول القارة نحو الأفضل». وتابع: «إننى أتحدث من واقع مصر التى تطور البنية التحتية فيها.. فقد احتجنا مبلغًا يتراوح ما بين 400 و500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية خلال السنوات الماضية»، لافتًا إلى أن مشروعات التطوير كانت على ما نسبته 10 إلى 12% من مساحة مصر فقط. وأوضح الرئيس، أن المقارنات والبيانات هى التى تعطينا فرصة للتعرف على الحقائق والاستنتاجات والأهداف حول التنمية، مضيفا أن العالم يضم 20 دولة غنية فقط، بما يعنى أن 20 دولة حول العالم، هى من تستطيع من خلال قدراتها الاقتصادية والصناعية أن تكون فى هذه المرتبة المتميزة، ولكن باقى دول العالم ماذا سيكون مصيرها؟. وأشار الرئيس إلى أن مساحة القارة الإفريقية تبلغ 30 مليون كيلو متر مربع، متسائلًا: ما هى تكلفة البنية الأساسية التى تمكن دول القارة من تحقيق التكامل، وما هى مصادر تمويلها؟، مضيفًا: «إننى هنا أتحدث عن التكامل بين دول القارة الإفريقية». ولفت الرئيس السيسى إلى أنه سبق وأن أكد منذ 5 سنوات خلال زيارته إلى ألمانيا، حيث قال: إنه فى حال الرغبة لتغيير وجه القارة الإفريقية لتصبح قادرة على تلبية طموحات شعوبها وآمال شبابها فهى تحتاج فقط إلى إنشاء بنية أساسية، سواء مشروعات للطاقة الكهربائية أو الطرق والسكك الحديدة، أو الموانئ والمطارات. ونبه الرئيس إلى أن التحدى الأول أمام القارة الإفريقية يتمثل فى إيجاد بنية أساسية قارية، مجددًا التأكيد على ذلك أمام الحضور فى الجلسة الحوارية؛ لأنهم المعنيون بالمال والاقتصاد وبالأمل فى إفريقيا. ونوه السيسى إلى أن القارة الإفريقية تمتلك أكبر معدل نمو سكانى وأكبر عدد من الشباب فى قارات العالم بالكامل، متسائلًا: كيف ستتحقق أحلام هؤلاء الشباب ونحن غير قادرين على الربط بين دول القارة سواء عبر الطرق أو السكك الحديدية أو خطوط الطيران؟ وأوضح أن السياسيين معنيون بالتعرف أثناء تنفيذ أى تخطيط على قدراتهم الاقتصادية، وضرب مثالًا بدولة أوكرانيا، متسائلًا: أوكرانيا تنتج 60 مليون طن قمح، ومساحتها 600 ألف كيلو متر مربع، هل استطاعت أن تصبح مزرعة كبيرة، وتنتج هذا الكم بسبب الإرادة السياسية أم بسبب قدرات متواجدة على الأرض؟ ونوه الرئيس إلى أن أوكرانيا تمتلك البينة الأساسية المطلوبة للزراعة من كهرباء وطرق ومصارف وتكنولوجيا للزراعة المتقدمة حتى الصوامع المتواجدة تخزن 5 ملايين طن، وهو حجم التصريف الشهرى لهم أمام طلب العالم، ما يعنى أنها نفذت بنية أساسية هائلة.. وتساءل الرئيس: تنفيذ البنية الأساسية كم استغرق من الوقت والمال؟. ونبه الرئيس إلى بعض الدول الإفريقية تمتلك قدرات للزراعة أكثر من أوكرانيا، واستدرك قائلًا: «لكن هل لدى أحد معلومة أنه من أجل زراعة مليون فدان نحتاج إلى توافر كهرباء خاصة بها وتتكلف أموالًا ضخمة وطرقًا وسككًا حديدية وتكنولوجيا زراعية حديثة». وأضاف: أن القضية ليست فى وجود موارد طبيعية، لافتًا إلى أنه فى حالة الذهاب لأى دولة إفريقية من أجل العمل على الصناعات الأولية مثل القيمة المضافة للنحاس أو الحديد سنحتاج إلى الكهرباء والمصانع والطرق والسكك الحديدية من أجل تحويلها من مادة خام موجودة فى الأرض إلى قيمة مضافة لأى دولة ثم يتم تصديرها، وبالتالى ستحتاج إلى أموال واستثمارات ضخمة جدًا. وشدد على ضرورة توفير التمويل اللازم من أجل بنية أساسية تحقق التنمية المطلوبة فى القارة الإفريقية، مؤكدًا أهمية الأمن والاستقرار من أجل تأمين تكلفة الائتمان فالقطاع الخاص والأجنبى يرفض الاستثمار فى أى دولة لا تنعم بالاستقرار والأمن، مضيفًا إن تحقيق الأمن والاستقرار له أهمية كبيرة لتحقيق الأسس والركائز لأى تغيير مناسب فى أى دولة إفريقية. وقال الرئيس، إننا نواجه مشكلة تتمثل فى تلبية طموحات الشعوب التى تريد تحقيق آمالها وأحلامها بأسرع وقت ممكن، دون النظر إلى قدرة الدولة على تحقيق هذه المطالب فى منظور زمنى مناسب، وبالتالى تتمثل الإشكالية فى وجود زمن متاح وليس فقط إرادة أو خطط. وتساءل: كيف يمكن اليوم تحقيق الاستقرار والأمن للشعوب التى تحلم هى وشبابها بتحقيق الآمال والطموحات، مقارنة بقدرة الدولة على تنفيذ هذه الآمال والطموحات؟ وأضاف الرئيس: «إننى أحلم أيضًا لإفريقيا وليس لمصر فقط.. لأن من حق شعوبها أن تعيش بشكل أفضل وتحقق أحلامها وأحلام شبابها». وتابع: أنا بحلم أيضًا لإفريقيا ولو أعطيتنى يا رب لن أترك دولة إلا وأساعدها.. إن إفريقيا لن تعبر ما هى فيه إلا بتكاملنا جميعًا وأن تكون قلوبنا متكاتفة ونتجاوز أى خلافات أو مشاكل من أجل مستقبل نغير فيه الواقع الحالى أملًا فى مستقبل أفضل. وفى ختام كلمته، دعا الرئيس السيسى رجال الأعمال إلى الاهتمام بالقارة الإفريقية قائلا: «أقول لمجتمع المال والمصارف إن إفريقيا أمانة فى رقابكم.. والمليار مواطن إفريقى أيضا أمانة فى رقابكم».