فى الوقت التى دخلت فيه العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا يومها ال34، أمس الثلاثاء، ومواصلة الجيش الروسى استهداف المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية، وانتهاء جولة جديدة من المفاوضات بين موسكو وكييف بوساطة تركية. قال الكرملين أمس، إن استطلاعات الرأى تظهر ارتفاعاً غير مسبوق فى تأييد الروس للرئيس فلاديمير بوتين، وأنه يتمتع بدعم مطلق من الشعب. من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية فى بيان، إن موسكو طردت 10 دبلوماسيين من دول البلطيق، أمس، بينهم ثلاثة دبلوماسيين من إستونيا، ولاتفيا، و4 من ليتوانيا. وسبق للدول الثلاث طرد ما 10 دبلوماسيين روس فى تحرك منسق بينها فى وقت سابق الشهر الجارى، وحول العملية العسكرية، أعلنت روسيا أنها ستخفّض عملياتها العسكرية فى كييف وتشيرنيهيف، مشيرة إلى أن خفض عملياتها القتالية فى أوكرانيا يهدف لتهيئة أجواء مناسبة للمفاوضات، فيما أعلنت أن القوات الروسية ستركز على تحقيق الهدف الرئيسى وهو تحرير إقليم دونباس. وحذر وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو من أن بلاده سترد بشكل مناسب إذا زودت دول حلف الناتو أوكرانيا بمقاتلات وأنظمة دفاع جوى، كما حذر من أن هناك تهديدا حقيقيا للملاحة المدنية فى البحر الأسود بسبب الألغام البحرية. وأوضحت فى بيان أنها دمرت 68 منشأة عسكرية أوكرانية، و3 مسيرات خلال يوم واحد. وقالت الدفاع الروسية، إنها أسقطت 123 طائرة أوكرانية، و74 مروحية، و311 مسيرة منذ بداية العملية العسكرية. من جهته، أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف، تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة فى مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية فى ضواحى كييف، وإسقاط طائرتين ومروحية. فى سياق اخر، تداولت مواقع التواصل الاجتماعى فيديو لمشاهد تمت نسبتها لجنود أوكرانيين يقومون بإطلاق النار بشكل مباشر تجاه أقدام جنود أسرى روس من مسافة قصيرة جدا. من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية فى مواقعها وتحاول إعادة تنظيم صفوفها، فيما نجحت الهجمات الأوكرانية بدفع القوات الروسية إلى التراجع فى بعض المواقع، مؤكدة أن مركز مدينة ماريوبول لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن الضربات الجوية الروسية تشكل خطرا على العاصمة الأوكرانية كييف، من خلال قدرتها على القصف على الرغم من أن القوات الأوكرانية تواصل الهجمات المضادة فى شمال غرب المدينة. وفى كييف، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، إن الهجوم الروسى على ماريوبول يشكل «جريمة ضد الإنسانية». وأضاف زيلينسكى أمام البرلمان الدنماركى فى خطاب عبر الفيديو «ما تفعله القوات الروسية بماريوبول هو جريمة ضد الإنسانية، وهو أمر يحدث على مرأى العالم حاليا». وأوضح الرئيس الأوكرانى أن هناك 100 ألف شخص ما زالوا فى مدينة ماريوبول، مطالبا بضرورة تشديد العقوبات على روسيا وغلق الموانئ أمام سفنها. وأعلنت أوكرانيا، أمس، عن استئناف عمليات إجلاء السكان عبر 3 ممرات إنسانية، خصوصا من مدن شرق أوكرانيا المحاصرة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانى إنه سيتم فتح ممر آمن للسكان لمغادرة عدة مدن من بينها مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة فى سيارات خاصة. وقال زيلينسكى فى مقابلة مع وسائل إعلام روسية منعت من النشر فى روسيا، إن قضية «حياد» بلاده التى تشكل أحد البنود المركزية فى المفاوضات لإنهاء النزاع، «تُدرَس بعمق». إلا أنه تدارك ذلك، مضيفاً أن تلك المسألة يجب أن تضمنها دول غربية، كما يفترض أن تعرض على الاستفتاء الشعبى فى أوكرانيا. كما ذكّر باتفاقيات بودابست، قائلا بحسب ما نقلت فرانس برس، «لا أريد أن نضع وثيقة على طريقة اتفاقيات بودابست»، فى إشارة إلى الاتفاقيات التى وقعتها روسيا العام 1994، والتى ضمنت وحدة أراضى وأمن ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة بينها أوكرانيا، مقابل التخلى عن الأسلحة النووية الموروثة من الاتحاد السوفيتى، إلا أنها لم تحترم منذ عام 2014. إلى ذلك، كرر التشديد على ضرورة لقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقال «علينا أن نتفق مع رئيس روسيا الاتحادية، لكن من أجل الاتفاق، يجب أن يخرج من حيث هو ويأتى للقائى». من جهتها قالت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا، إن لديها «أدلّة» على أن القوات الروسية استخدمت فى اثنتين من مناطق جنوبأوكرانيا ذخائر عنقودية، وهى الأسلحة المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية. وأضافت المدّعية العامّة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا خلال مؤتمر صحافى «ليس لديّ أدلّة ملموسة» على أن هذه الأسلحة استخدمت فى العاصمة، مشيرة إلى أن الجهات المعنية تواصل إجراء «تحقيقات» بهذا الشأن. وأضافت «لكن لدينا أدلّة على استخدام قنابل عنقودية فى منطقة أوديسا وفى منطقة خيرسون». وأفادت أمينة المظالم الأوكرانية ليودميلا دينيسوفا بأن أكثر من 10 هكتارات من الغابات اشتعلت فيها النيران فى منطقة تشيرنوبل المحظورة بسبب العمليات العسكرية، وحذرت من ارتفاع مستويات التلوث الإشعاعى نتيجة انتشار الحرائق. وحول ملف المفاوضات، قال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إن مباحثات السلام بين الوفدين الأوكرانى والروسى أسفرت عن إحراز « أبرز تقدم» فى الطريق إلى وقف إطلاق النار منذ بدء المفاوضات. وقال «نحن سعداء للغاية لرؤية تقارب متزايد بين الجانبين فى كل مرحلة» مضيفا أن الأولوية القصوى هى « تأمين وقف إطلاق النار فى أقرب وقت ممكن وتمهيد الطرق لحل سياسى دائم». وأضاف» نحن نرى تقدما نحو هذه الغاية خلال اجتماع أمس» مضيفا أنه من المتوقع أن يلتقى وزيرا خارجية الدولتين فى مرحلة مقبلة لوضع تفاهم متبادل والاعداد للقاء بين رئيسى أوكرانياوروسيا. وأشار جاويش أوغلو أن تركيا تشجع بصورة منفصلة الجانبين على الاعلان عن وقف إطلاق النار وتسهيل الممرات والمساعدات الانسانية. وفى واشنطن، ناقش الرئيس الأمريكى جو بايدن الغزو الروسى لأوكرانيا مع قادة أوروبيين فى اتصال هاتفى أمس، حسبما أعلن البيت الأبيض. وأجرى بايدن المحادثة مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا «لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالغزو الروسى لأوكرانيا»، وفق متحدث.