فرعون مصر من الأسرة التاسعة عشر، ابن رمسيس الأول والملكة سات رع. وسيتى الأول هو والد رمسيس الثانى الذى وُلد 1303 قبل الميلاد. وحسب بعض المؤرخين فقد حكم الملك سيتى الأول الفترة من 1290 ق.م. حتى عام 1279 قبل الميلاد. سماه الإغريق سِثوسيس. وأخطأ المؤرخ المصرى مانيتو فى اعتباره مؤسس الأسرة التاسعة عشر، وسمى سيتى يعنى: المتعلق ب«ست»، والذى يدل على أنه وُهب للإله ست (كما نقول بالعربية: قاهرى أو عربى أو إسكندرى). وكمعظم الفراعنة كان لسيتى عدد من الأسماء لدى اعتلائه العرش. ولكن اسمه الأكثر شيوعا والأصلى كان: «سيتى مرى ن پتاح» ويعنى: رَجُل ست، محبوب بتاح. تزوج من تويا و رزق منها بولدين و بنت ولكن مات ابنه الاكبر وذلك فى سن مبكرة فآل العرش بعد وفاة سيتى الأول إلى ابنه الثانى رمسيس. كان سيتى ضابطا فى جيش حور إم حب, وقد شغل فى عهد أبيه الملك رمسيس الأول عدة وظائف ولعل أهم هذه الوظائف وظيفة قائد للفرسان ثم رفع بعد ذلك إلى أعلى مناصب الدولة مثل الوزير و قائد الشرطة مما كان له أثر فى اكتسابه للخبرات وتأهيله لإدارة البلاد. من حيث سياسته الخارجية قام الملك سيتى الأول بتوطيد السلطة المصرية فى بلاد الشام فى سورياوفلسطين وقاوم الحيثيين الذين كانوا يحكمون منطقة آسيا الصغرى فى بلاد الأناضول أو تركيا حاليًا بنجاح، فقد أعاد لمصر هيبتها وعظمتها فى الشرق الأدنى القديم وليبيا وبلاد النوبة, بعد أن كانت قد أوشكت على الضياع فى نهايات الأسرة الثامنة عشرة خصوصًا بعد حكم الملك اخناتون. وعمل على استغلال مناجم الفيروز فى سيناء واستخراج الذهب من مناجم النوبة وترجع إلى عصره أقدم خريطة تحدد الطرق إلى المناجم استغلال محاجر الصحراء الشرقية وحفر الأبار فيها. وقد عثر على اسمه مدونا على الصخور الموجودة بمنجم النحاس على بعد مسافة 25كيلو مترا شمال خليج العقبة. تركت لنا فترة حكمه القصيرة العديد من النصوص والنقوش الرائعة والأبنية الكاملة وتعد نقوش هذه الآثار من أروع ما أخرجته أيدى الفنان المصرى فأقام سيتى الأول العديد من الآثار منها الممنوميوم فى أبيدوس وخصص لعبادة عدد من الآلهة، كما يوجد بالمعبد قاعة الأجداد بها أسماء الملوك من تأسيس أول الأسرات إلى سيتى الأول (قائمة ملوك مصر (أبيدوس)، ومعبد القرنة الجنائزى فى طيبة، وبهو الأعمدة المسقوف بالكرنك وبه صور على الحوائط الخارجية تبين انتصارات سيتى على البدو والليبيين والأموريين فى قادش والحيثيين. أمر سيتى بإقامة مسلة تعرف باسم فلامنيوس ولكنه توفى قبل اتمام نقشها والذى أكمله ابنه رمسيس الثانى وهى الآن موجودة فى ميدان الشعب بروما.. عثر على مقبرة سيتى الأول فى عام 1817م بواسطة جوفانى باتيستا بلزونى وهى المقبرة رقم 17 فى وادى الملوك وهى من أجمل المقابر بوادى الملوك، يبلغ عمق المقبرة نحو 30 مترا ويصل طولها إلى 136 مترا، ومقبرة سيتى الأول منحوتة فى الصخر. وتم العثور على مومياء سيتى الأول عام 1881 فى خبيئة فى الدير البحرى، ويعتقد ان سيتى الأول توفى ولم يتم الأربعين من العمر وغير معروف سبب وفاة سيتى الأول ويرجح أنه كان يعانى مرضا فى القلب، وقد نقلت المومياء إلى المتحف المصرى بالقاهرة ثم نقلت حديثا الى متحف الحضارات بالفسطاط، أما التابوت فقد نحت من قطعة واحدة من الألبستر وعليه نقوش رائعة وهو موجود بمتحف لندن. . ولا شك أن التاريخ سيذكر الملك سيتى الأول كأحد ملوك مصر العظماء، فقد أفلح فى إعادة ما يقرب من نصف إمبراطورية مصر فى آسيا، كما أمن طرق المواصلات بين بلاده وبين «فلسطين»، وأزال الخطر الذى كان يتهدد البلاد. أستاذ بكلية طب الأزهر