شيرين الكردي يروي لنا الأثري مجدى شاكر كبير أثاريين عن حكاية مقبرة سيتى الأول"قبر بلزوني" KV17، بمناسبة مرور مائتى عام اليوم السابع عشر من نوفمبر على أعادة أكتشاف بلزونى لمقبرة سيتى الأول عام١٨١٧. ففى عام ١٨١٧ قام هذا الرحاله بإعادة اكتشاف مقبرة من أجمل وأكبر مقابر وادى الملوك يكفى أن التذكرة الخاصة بزيارتها تبلغ ألف جنية. وأضاف كبير الاثاريين، أن أسم "سيتى" يعنى المنتسب الى ست وترجع أصول سيتى الأول لشرق الدلتا قرب قرية قنتير بالشرقية وينحدر من أسرة عسكرية فهو أبن الملك رمسيس الأول ذلك الرجل العسكرى الذى كان يشغل وظيفة رئيس الرماة ثم وزيرا فى عهد حور محب آخر ملوك الأسرة ١٨. ثم ورث الحكم وأسس الأسرة ١٩ واشرك معه سيتى ولده فى الحكم وعينه قائد للفرسان والشرطة ثم تولى الحكم منفردا ، وهو فى منتصف الخمسينات من عمره وظل يحكم ١٥عام وأعتبر عصره بداية عصر البعث وانجنب ولدين وبنت من الملكة " تويا " فهو والد أعظم وأشهر ملوك مصر "رمسيس الثاني" وله كثير من الحروب ضد الأسيويين من الآموريين والأراميين وسجل ذلك على جدران البهو المسقوف فى معبد الكرنك وبنى معبد الأوزريون فى أبيدوس ولها مسله تعرف باسم "فلامنيوس" فى ميدان الشعب فى "روما" . وكانت مقبرته معروفة منذ العصر اليونانى وأعيد أكتشفها وعمقها ٣٠م وطولها 136م متر وبها ممر آخر فى حجرة الدفن عمل به "بلزونى "و"كارتر" و"على عبد الرسول" و "زاهى" وتعد حواس بلغ ١٧٦م ولم ينتهى العمل به وتعد المقبرة مثالا للمقبرة المحفوظة وأحسن طراز لمقابر الأسرة ١٩ وتضم كل كتب الموتى بالنقش الملوك وتعتبر مدرسة فنية لأنها تشمل كل أنواع الفنون من نقش بارز وغائر وملون وغير مكتمل وبها غرفة دفن مناظرها وسقفها ذو المناظر الفلكية من أجمل غرف الدفن فى مقابر الملوك بجانب تابوت الملك الذى يعتبر من روائع الفن فهو من المرمر الشفاف قام "بلزونى" ببيعه السيد جون سون بألفى جنية ولايزال محفوظ فى متحف سون بلندن أما موميائه فوجدت ضمن المومياوات التى عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى ١٨٨٦ وتعرض فى قاعة المومياوات بالمتحف المصرى . أما بلزونى الذى أكتشف هذه المقبرة فهو ذلك الصقلى من أصول أيطالية المولود فى الخامس عشر من نوفمبر فى مدنية بادوفا بأيطاليا حيث كان أبيه يعمل حلاقا وكان حلم الأب أن يكون الأبن حلاقا مثله وظل فى بلدته حتى الثالثة عشر وأنتقل لروما حيث تلقى تعليم هامشيا وبدأ مغامراتة التى أستغرقت كل عمره وعند أحتلال أيطاليا من فرنسا فر للشمال وكان يعمل بائع متجول يبيع مسابح وصور دينية وقطع أثرية لمدة ثلاث سنوات. وأنتقل للندن وعمل ممثل مسرحيا ولاعب أكروبات فى السيرك نظرا لضخامة بنيان جسمه الذى بلغ مترين وظل يقدم أستعراضات يحمل فيها أكثر من عشرون رجل فوق كتفه وكانت أهم فقراته عنوانها شمشون البتاجونى وهرقل الفرنسى وقد تزوج السيدة سارة خلال هذه الفترة وهى أما أنجليزية أو أيرلندية وكان زواجا غير مستقر غلب عليه الأسفار والترحال بين اروبا ومصر ولكن بعد أنتقاله كثيرا أنتقل للقسطنطنية فى تركيا ليعمل فى المهرجانات فالتقى مع وكيل محمد على باشا فاقناعه أنه قادر على صنع أله هيدورليكيه من أختراعة لرفع مياة النيل ولكن عند وصوله لمصر كان وباء الطاعون منتشرا فى القاهرة وأصيب بنزلة معوية وحتى مشروعه الذى حاول تقديمه الباشا محمد على قد فشل لوصول آلة بخارية ومضخة مياة من أنجلترا .وبدأت علاقته بالأثار بعد أن رأى بعض التحف وأوضح مجدي شاكر ،أن الأثرية التى يحتفظ بها القنصل الفرنسى دورفيتى الأيطالى الأصل بدأ شغفه بالأثار وبدأ يعمل لصالح قناصل بعض الدول للعثور على قطع أثار نادرة ورافق بعثة القنصل الأنجليزى هنرى سولت بناء على توصية بوركهارت لمرافقته لبعثة الرمسيوم وقام خلالها بنقل تمثال نصفي لرمسيس الثانى سمى بممنون الصغير بنفس طريقة المصرى القديم وتم شحنه للمتحف البريطانى ومازال حتى الأن من أهم معالم المتحف البريطاني وكان ذلك أهداء لولى عهد أنحلترا وكذلك حفر فى معبد الكرنك واكتشف كثير من تماثيل الربة سخمت. وعمل فى وادى الملوك حيث أكتشف مقبرة الملك أى وسيتى الاول وقام بحفائر فى معبد فيلة وسرق أحدى مسلاتها وأرسلها للندن وأول من نقب بالهرم الثانى بالجيزة حيث توصل لبوابته بعد أن فجره بالدناميت وأول أوروبى يزور الواحات البحرية . وحدد قرية برنيس على البحر الأحمر وهى الميناء الهام الذى بناه "بطليموس الثانى" . وأشار إلى أن معظم الأثار المصرية فى المتحف البريطاني منه هو والقنصل هنرى سولت وكان يقيم حفلات خاصة بعد منتصف الليل فى لندن لفك أربطة مومياوات أتى بها من مصر ليجذب الأطباء لعروضه ولكن أهم ما قام به هو أزاحة الرمال عن معبدى ابوسمبل . وكتب كتاب سجل فيه كل رحلاته ورسوماته ثم سافر للندن حيث عمل معرض لمقبرة سيتى وبعض الأثار الأخرى . ثم عاد وسافر لأفريقيا حيث مرض فى بنين بمرض الدوسنتريا الحادة ومات فى خلال اسبوع ودفن فى نيجيريا تحت شجرة ضخمة . وأن كان "بلزونى" ليس معدودا من العلماء إلا أنه من الأنصاف أن نضعه فى مصاف الرواد وأكثرهم مهارة فى حقل الكشف الأثرى فى مثل هذا اليوم رغم خسارة الحضارة وعلم المصريات مما فعله .