بصراحة.. الرياضة المصرية بشكل عام وكرة القدم خاصة، لا تواكب ما يحدث فى كل قطاعات البلد.. بمعنى أدق مازالت كرة القدم كصناعة - كما نقرأ أو نسمع - مواردها لصالح مجموعة. الدولة لم تتربح منها الدولة هنا تقدم لها خدمات بالملايين.. تحت شعار «الشعب يحتاج الكرة قبل ضروريات الحياة». منذ أن أطلق المغفور له بإذن الله سمير زاهر إعلانه الشهير «كرة القدم أصبحت صناعة»، وتدر أموالًا وأرباحًا، بعد أن باع حقوق إعلانات ومباريات الدورى للأهرام ب13 مليون جنيه.. وارتفع الرقم إلى 17 مليونا - إتحاد الإذاعة - و32، تم ما تسمعه الآن من برزنتيشن كحقوق منتخبات + حقوق الأندية فى حدود 600 مليون جنيه بخلاف روافد أخرى متنوعة فى حدود 60 مليونا.. ومازالت الكرة المصرية محاصرة ومكبلة بطلبات أكبر من مدخلاتها.. يعنى صناعة خاسرة!! طيب إيه المشكلة..؟ المشكلة أن كرة القدم المصرية مدخلاتها المالية بشكل عام والبزنس المرتبط بها - بيع وشراء لاعبين، إيجارات ملاعب وملابس، وعقود لاعبين، وغيرها وستادات «ملك أو إيجار» فى حدود 8 مليارات جنيه. لو دققنا النظر نلاحظ.. فى مصر كرة القدم خاسرة.. وفى أى بلد عربى، السعودية كمثال والإمارات كمثال، اللعبة الشعبية تحقق مليارات من الدولارات والبطولات تباع بالمليارات من الدولارات واللعبة فى تلك الدولتين صناعة لها عائد مالى مهم. - أسأل: وإيه المشكلة، طول عمرها خاسرة، والدولة بتدفع وساكتة؟ - أرى أن نمزق ونحرق صفحات الماضى.. وندقق فى عوامل نجاح كرة القدم فى مصر ونلاحظ. - عندنا جماهير.. كرة القدم عندها أهم من السكر والزيت والأكل بشكل عام. جماهير مرعبة، 100 مليون مصرى بيتكلموا كورة، عشاق لها، أكبر كتلة جماهيرية فى العالم.. - عندنا ملاعب وستادات - عندنا مواهب كروية - جيل من المدربين رائع - إعلام مروج لها هو الأفضل - تحليل فنى، وعلمى وأدبى للمباريات - حكام هم الأفضل - عندنا صحافة رياضية رائدة.. لكن.. أرى أن هناك عوامل وتحديات معرقلة ومحبطة وتلعب الدور الأهم فى «خنق» كرة القدم وتراجع إيراداتها وتهدد الصناعة نفسها ومنها: 1- التحديات التى تواجه إدارة اللعبة - اتحاد الكرة - أو غيره، تاريخية - متنوعة، متجددة، ودور الإدارة هنا حل تلك المشاكل المتجددة. 2- غياب التخطيط الحقيقى ومن الملاحظ أن إدارات اتحاد اللعبة، لراحة دماغها.. تعيين مدير للتخطيط، ولكن لم نسمع أو نقرأ إلا سطور من أوراق. 3- كرة القدم فى مصر -الآن- تدار بعشوائية بمعنى الفوز ببطولة أو مباراة لمنتخب أو لناد تكفى.. وهى أمور تؤكد أن الرؤية فى التطوير أو التغيير تحت الأقدام فقط. 4- اتحاد الكرة اكتفى بدوره فى دورى أو بطولة وتدريب للاعب صناعة النادى. 5- تنافر عناصر اللعبة بشكل عام وتحديد هدف كل عنصر فى الفضاء أو كسر العناصر الأخرى ليتقدم الصفوف. 6- انحياز المروجين من كبار اللاعبين أو الإعلاميين المتخصصين والمؤثرين.. لم نسمع ولو مرة واحدة خلال 50 عامًا أن أتفق ثلاث أو أربع من هؤلاء، وقدموا لنا خطة متفق عليها لاكتشاف المواهب وتشكيل جيل جديد وفقا لأساليب علمية.. ويقدمون لنا كيف نساندهم. = طبعا الإدارة، الإدارة تلعب دورًا مهمًا فى دفع اللعبة للأمام أو تجميدها وإنهيارها. = هناك مقترح.. معروف لنا ليس شرطا أن ينجح من يملك ما يفيد اللعبة ويثريها، ومن يملك الأصوات قد يكون هو آخر من نحتاجه. الحل هنا.. مجلس إدارة بالانتخابات.. وضرورة عمل مجلس تنفيذي دوره.. تقديم البرامج والمبادرات للمجلس. 7- الدولة مهما كان اهتمامها بكرة القدم لها حدود، إنها تقدم لوجستيات بالمليارات كمساندة واضحة وتفرض الأمن وتضمن سلامة كل المنظومة الكروية. ■ جمال علام رئيسا للاتحاد المصرى لكرة القدم، ومعه م.خالد الدرندلى نائبا للرئيس وأعضاء، حلمى مشهور، محمد أبوالوفا، حازم إمام، محمد بركات، إيهاب الكومى، عامر حسين، دينا الرفاعى. مليون مبروك مجموعة رائعة ويمكنها إحداث الفارق وتحقيق الحلم. - مجموعة بلا أحقاد.. جمال علام شخصية فى غاية الاحترام، قدم خلال رئاسته للاتحاد نموذج غير مسبوق من حيث النزاهة والشفافية والأخلاق.. لم يتربح ولو بجنيه واحد.. لم تسمع عليه ولو ديفوه واحد، هو استثناء ونجاحه هذه المرة بالإجماع، والأهم ليس عليه أن يرد الجميل إلا للبلد ولكرة القدم. مجموعة رائعة من إدارة اللعبة واثق فى قدرتهم على إدارة الملف بهدوء وبشرف. جمال علام والمجموعة ستقدم لنا أداء رائعًا.. وعينها على المستقبل للعبة.