تمثل عملية تطوير مجمع التحرير، أهمية كبيرة لدى الدولة المصرية نظرًا لقيمته التاريخية والرمزية لدى الشعب المصرى، كونه الموقع الحكومى الأكثر شهرة فى وسط القاهرة بميدان التحرير، حيث تتضمن استراتيجية الصندوق السيادى فى هذا الشأن تطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات «فندقى تجارى إدارى ثقافى»، وليتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التى تقوم بها الدولة فى منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية. وفى هذا الصدد، شهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى، وأيمن سليمان، الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى. وجاء فوز التحالف الأمريكى، الذى يضم مجموعة «جلوبال فينتشرز»، ومجموعة «أوكسفورد كابيتال»، وشركة «العتيبة للاستثمار»، بعد عملية طرح استهدفت جذب مطورين وشركاء من جميع أنحاء العالم، متخصصين فى إعادة تأهيل وتطوير المبانى التاريخية، وتم تصفيتها إلى ثلاثة تحالفات، ليفوز التحالف الأمريكى بأفضل عرض فنى ومالى، هذا بالإضافة إلى ما يتمتع به التحالف من سابقة أعمال ثرية لتطوير مجموعة من المبانى التاريخية فى أمريكا وأوروبا. ووقع اتفاقية اختيار التحالف الأمريكى الفائز، كل من «المهندس عمرو إلهامى، المدير التنفيذى لصندوق مصر الفرعى للسياحة والاستثمار العقارى وتطوير الآثار، وراندال لانجر، رئيس مجلس إدارة مجموعة «جلوبال فينتشرز»، وجون راتليدج، رئيس مجلس إدارة مجموعة «أوكسفورد كابيتال»، وعمرو شكرى، رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة «العتيبة للاستثمار»، ويصل إجمالى الاستثمارات التى سيتم ضخها فى عملية التطوير إلى أكثر من 3.5 مليار جنيه مصرى. الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة الصندوق السيادى، أشارت إلى أن توقيع اتفاقية تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير مع تحالف يضم 3 من أكبر الشركات الدولية المتخصصة فى تطوير المبانى التاريخية بالعواصم الكبرى، جاء بعد عملية طرح عالمى تنافست فيها كبرى الكيانات المحلية والعالمية التى تسعى للدخول إلى السوق المصرية لأول مرة، على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية، وهو ما يعكس الثقة الدولية التى يتمتع بها مناخ الاستثمار المصرى، مضيفة أن الاتفاق مع مستثمر عالمى يعكس استراتيجية الصندوق السيادى فى تطوير واستغلال الأصول لتحقيق أعلى عائد. «وزيرة التخطيط»، نوهت إلى أن استراتيجية صندوق مصر السيادى من شأنها وضع مصر فى المكانة الاستثمارية التى تستحقها، من حيث جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، والحرص على تلبية احتياجات المستثمرين، من خلال بنية تحتية متطورة واصلاحات اقتصادية وهيكلية تستهدف خلق بيئة استثمارية جاذبة، وهو ما يضمن تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، مؤكدة أن مصر تخطو حاليًا خطوات واسعة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات طبقًا للخطط التنموية المقررة، وذلك تحقيقًا ل» رؤية واستراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة».
