فى غضون أيام، ستعلن ألمانيا قرارها بشأن الجماعة الإرهابية حيث كشفت دراسة جديدة صادرة عن المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب عن أن هناك احتمالية كبيرة خلال الفترة المقبلة أن تتعرض شبكات تمويل الإخوان وقياداتها وقنواتها الفضائية للحظر الكامل فى ألمانيا، مشيرة إلى أن الاستخبارات الألمانية قد رصدت سبل استغلال الجماعة للدعم المالى الحكومى للتصدى ومواجهة فيروس كورونا فى تمويل الإرهاب. ونوهت إلى أن التقارير الاستخباراتية كشفت أن جماعة الإخوان تسعى باستمرار للتقرب إلى الأحزاب السياسية وصانعى القرار فى ألمانيا كوسيلة لتوسيع نفوذها داخل المجتمع الألماني، ما دفع أحزابًا سياسية عدة فى البلاد إلى تقديم مشاريع لقوانين تستهدف التنظيم، فضلا عن الضغوط الإعلامية التى تطالب بحظره. ودعت الدراسة السلطات فى ألمانيا أن تتخذ خطوات سريعة وحاسمة بتصنيف الإخوان جماعة إرهابية وحظر أنشطتها على الأراضى الألمانية، والبعد عن أى موقف يتسم بالتردد والمهادنة حيال ذلك. وتابعت أن جماعة الإخوان تستخدم أسلوب المراوغة أيضا لتخفيف الضغوط عليها عبر تنصل مؤسساتها وعناصرها بشكل كامل من الانتماء لهذا التنظيم، والتظاهر على الملأ إنها ليست جزءا منه. وأوضحت الدراسة أن الإخوان تستغل دور العبادة والمؤسسات الدينية والمساجد لنشر أفكارها المتطرفة، ما دفع الاستخبارات الألمانية إلى وضع مسجد ميونيخ تحت المراقبة ولكن لم تستطع الاستخبارات إثبات علاقتها بالإرهاب. وذكرت الدراسة أن تنظيم الإخوان يسعى باستمرار للتقرب إلى الأحزاب الألمانية لتوسيع نفوذه، ويأتى على رأس تلك الأحزاب: حزبا "الخضر" و"اليسار" فى ألمانيا. ولفتت إلى أن الكاتب والباحث المتخصص فى شئون الإخوان هايكو هاينش، أكد أن هجمات أحزاب اليسار المتكررة على التنظيمات المتطرفة مؤخرا "تعكس بداية مرحلة جديدة فى مكافحة الإسلام السياسى فى ألمانيا". أما فيما يتعلق بالتقرب لصانعى القرار السياسي، فقد جرى تعيين ثلاث نساء فى الفرع الألمانى للمجلس الأوروبى للفتوى والبحوث فى سبتمبر 2020، وهنا تجدر الإشارة إلى ثلاث جمعيات نسائية فى ألمانيا، الأولى هى "الرابطة النسائية الإسلامية للتعليم والتربية"، وهى عضو فى المنتدى الأوروبى للمرأة المسلمة. والثانية هى منظمة "ب أو بدون" (فى إشارة إلى ارتداء الحجاب من عدمه) وتُعرف اختصارًا باسم "WoW e.V". والثالثة هى "مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة". وتابعت أنه فى الآونة الأخيرة تُعيَّن النساء فى عددٍ من الهيئات التى تسيطر عليها جماعة الإخوان فى مناصب قيادية، وتذهب آراء إلى اعتبار أن الجماعة تعين النساء فى هذه المناصب لتلبى وتتناغم مع التوقعات المتصوَّرة لصانعى القرار السياسى الأوروبيين فيما يتعلق بتمكين المرأة.