مما لا شك فيه أن الإنترنت أصبح لازما من لوازم الحياة فى ظل التقدم التكنولوجى والمعرفى الذى نعيشه الآن، فهو عالم واسع يُستخدم فى العديد من المجالات، ولا بد من مراعاة الآداب والأخلاقيات اللازمة أثناء استخدامه، ويمكن القول بأن البعض لايلتزم بآداب التعامل مع شبكة الإنترنت، ومن ذلك: 1- إنشاء منتديات وصفحات ومواقع لاختراق صفحات الغير الشخصية والعامة، والعمل بعد ذلك على الابتزاز ومساومته بأقصى درجة ممكنة. 2- مشاركة صفحات الغير ورفع ملفات منها بدون إذن من صاحبها، وقد تتم مشاركتها مع أشخاص آخرين دون علم المستخدم، وعلى الصعيد الآخر تجب مراعاة خصوصية الآخرين وعدم الدخول إلى حساباتهم أو ملفاتهم الشخصية حتى لو ظهرت لدى المستخدم. 3- نشر محتوى إباحى فاضح يمس قيم المجتمع وأخلاقه ويعزز من فرص وقوع الجرائم فى المجتمع. 4- الإساءة للآخرين وشتمهم وعرض محتوى فاضح من خلال الصور والفيديوهات المركبة بقصد تخويفهم وترويعهم وإسقاط مكانتهم فى قلوب الناس. ويمكن أن يتغلب الإنسان فى بيته على هذا البلاء بما يلى: أولاً: تفعيل المراقبة الذاتية من الإنسان على نفسه، وليتذكر قوله تعالى {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] ويمكن للإنسان استخدام نظام حماية يحجب هذا المحتوى تلقائياً، ليجعل تصفح الإنترنت بالنسبة له أكثر سهولة وأقل إيذاء له، بالإضافة إلى تطبيقات حجب الإعلانات لتجنب الإعلانات المسيئة. ثانياً: الجيل المعاصر نشأ فى ظل التكنولوجيا الرقمية فهو أكثر دراية من الآباء بالتعامل تقنيا مع الانترنت وعليه فلابد من وجود الرقابة والتوجيه من الآباء والأمهات للأطفال والقاصرين حتى لا يتعرضوا لمشاكل عبر الإنترنت، فيجب الانتباه إلى المحتوى الذى يشاهدونه بحيث لا يكون مسيئاً، ومعرفة اهتماماتهم والأمور التى يبحثون عنها عبر الإنترنت، وإرشادهم بألا يشاركوا معلوماتهم الشخصية، أو عنوان المنزل، أو صورهم الشخصية مع أحد لا يعرفونه عبر الإنترنت، فهذا قد يعرضهم للابتزاز أو التنمر، كما يجب الحذر من إدمانهم الإنترنت، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا ليس بهدف حدّ لحريتهم وإنما بهدف إرشادهم وحمايتهم للتعامل مع الإنترنت بشكل أفضل. ثالثاً: الحذر من إدمان التواجد على الإنترنت فى تضييع العمر والوقت، حيث إن الإنترنت يعد من أكبر سارقى الأعمار لاسيما من يدمنون الألعاب الإلكترونية وصفحات الدردشة ومواقع التواصل، مع العلم أن الكتاب الورقى والمجلات المطبوعة تعد أكثر إفادة من القراءة على الإنترنت حيث الشبكة العنكبوتية تشغل الإنسان كثيرا. رابعاً: مراعاة آداب التواصل عبر الإنترنت يمكن التواصل مع الآخرين عبر الإنترنت من خلال البريد الإلكترونى أو مواقع التواصل الاجتماعى، لكن لا بدّ من مراعاة مجموعة من الآداب، منها: استخدام كلمات مهذبة ولطيفة أثناء التواصل، وعدم استخدام لغة مسيئة. مشاركة المعلومات المفيدة للآخرين وتجنُّب نشر أى محتوى مسىء لشخص، أو عرق، أو دين. عدم إزعاج أشخاص لا يعرفهم المستخدم. احترام اختلاف وجهات النظر. مراعاة حقوق النشر من المهم التعامل مع الآخرين عبر الإنترنت كما يتمّ التعامل معهم فى الحياة على أرض الواقع، فلا بد من عرض شخصيتك بوضوح ومصداقية وعدم انتحال شخصية أحدهم أو استخدام شخصية مزيفة، وألاّ ينسب المستخدم أى عمل قام به أحد آخر إلى نفسه، سواء كان نصّاً، أو فيلماً، أو موسيقى، أو برمجية ما، فهذه تعدّ سرقة حتى لو كانت عبر الفضاء الإلكترونى. خامسا: فى مجال التعليم يحرم سرقة مجهود الآخرين العلمى وإضافته لغير صاحبه فهذه خيانة علمية غير مقبولة، نسأل الله السلامة.