«واحدة من أكثر الأماكن سوءاً على وجه الأرض».. بهذا التعبير وصف كاتب تركى كبير بلاده بالأمس، منددا بسياسات القمع والتعذيب وتكميم الأفواه، إذ قال خلوق أوزدالجا، أمس الثلاثاء، إن الشعب التركى يعانى من تدهور الأوضاع الحقوقية فى تركيا، فضلا عن تدنى الأوضاع الاقتصادية، وانتشار الفقر والجوع، مؤكدًا أن الشعب لن يتحمل تلك الضغوط طويلا، وربما تتجلى شرارة الانفجار فى الانتخابات القادمة. وفى ظل تصاعد الغضب الشعبى، والانتقادات الحادة الموجهة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من قبل الأوساط السياسية والشعبية، دعا الصحفى التركى جان أتاكلى، لاحتجاجات شعبية، ضد أردوغان، قبيل الانتخابات القادمة، متوقعًا أن الرئيس التركى لن يسلم السلطة، ولن يمرر عملية الانتخابات الرئاسية. وقال أتاكلي، إن أردوغان لن يعترف بهزيمته، لذا يجب أن تقوم ضده ثورة شعبية حتى يتم انتقال السلطة، مؤكدًا أن الاحتجاجات الشعبية ستجبر أردوغان على التنحى عن سلطته. وبالتزامن مع تلك الدعوات، اندلعت مظاهرات طلابية ضد أردوغان وحكومته، بعد أن أثار تعيين الرئيس التركى لعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، مليح بولو، رئيسًا لجامعة بوغازيجي، غضب طلاب الجامعة الذين احتشدوا عند مدخل الجامعة، رافضين قرار تعيين الرئيس الجديد، وطالبوا بانتخاب جميع العمداء، وهتفوا قائلين: «لا نريد عمداء أوصياء من الحكومة، والجامعات لنا، لا نريد أمناء على الجامعة، نريد جامعة حرة». وتضامن مع طلاب جامعة بوغازيجي، طلاب من جامعة إسطنبول وجامعة مرمرة وجامعة إسطنبول التكنولوجية، وجامعة التكنولوجية. وتعاملت قوات الشرطة التركية، مع المحتجين بكل أساليب العنف والقوة المفرطة، إذ لجأت الشرطة إلى استخدام الرصاص، لفض المسيرة الاحتجاجية التى نظمها الطلاب، كما تراشق الطرفان بالأحجار، نتيجة اشتباكات حادة وقعت بينهما. ولم تكتفِ الشرطة التركية بإطلاق الرصاص على الطلبة، بل أغلقت أبواب الجامعة بالأصفاد (الكلبشات)؛ لمنع الطلاب من دخول الحرم الجامعى، وسحبت الشرطة قواتها إلى داخل الحرم الجامعى. وداهمت الشرطة التركية، صباح أمس الثلاثاء، بعض منازل طلاب جامعة بوغازيجي، لاعتقال 28 طالبًا بزعم مقاومتهم أثناء فض التظاهرات الاحتجاجية. فقد هجمت قوات أمن إسطنبول 24 عنوانًا فى 13 مقاطعة، على منازل الطلاب لاعتقال 28 شخصًا، فيما اعتقلت حتى الآن 16 شخصًا فى تلك العمليات. وهدد عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، طيار، طلاب جامعة بوغازيجى بصور لأشخاص اعتقلوا ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو الفاشل، وذلك فى أعقاب اندلاع المظاهرات الطلابية. وقال طيار عبر حسابه على تويتر، إن من يحاولون الاحتجاج على تعيين رئيس الجامعة، وحولوا القضية إلى عنف رافعين شعار «الشرطة القاتلة»، والذى يسعون خلف حدوث انقلاب، والذين يريدون تعكير صفو البلاد، عليهم جميعًا أن يعلموا أن مصيرهم سيكون اسوأ من مصير من كانوا فى ليلة 15 يوليو».