أنا سيدى الفاضل زوجة فى بداية العقد الثالث من العمر انتمى لأسرة عريقة تعيش بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة، ومتزوجة من رجل يعمل بمركز مرموق فى شركة عالمية لها استثمارات فى مصر، شجعتنى أسرتى على الارتباط به نظرا لوضعه الاجتماعى المناسب لنا، وهو انجذب الىَّ بسبب تمتعى بقدر كبير من الجمال والخلق، أحببت فيه أناقته وكرمه الشديد معى، لكن بعد زواجنا وانجابنا لبنت 6 سنوات وولد 4 سنوات اكتشفت الوجه الآخر له، وأصبحت أتحمل مالا يستطيع أحد ان يتحمله من قسوة وغلظة فى المعاملة من أجل أطفالى. وبرغم حصولى على بكالوريوس تربية قسم علم نفس - إلا أننى فشلت تماما فى تحييد رد فعله المتهور معى وتلذذه يوميًا بتعذيبى الذى وصل للضرب المبرح والإهانات اللفظية على أتفه الأسباب، كلما أشتكيت لأهلى يطالبوننى بتحمله لأنه ربما يكون مضغوطا فى عمله، وطالما انه يلبى احتياجاتى المادية فمن الواجب الصبر عليه على أمل التغيير حسب رؤيتهم، مع مرور السنين تأكدت بأنه لن يطرأ جديد على سلوكه وجحوده، ووجدت نفسى أقوم كعادة الكثيرات بمشاركة بعض الصور الرمزية الحزينة والمعبرة عن مشاعرى السلبية مع الأصدقاء على الفيس دون البوح بشيء من أسرارى الزوجية لأننى كنت بحاجة للتنفيس حتى ولو فى صمت بعد كل هذا الكم من الكبت الذى بداخلى. فى أحد الأيام الذى قام فيه زوجى بضربى أرسل لى زميل جامعى قديم بطلب صداقة على الفيس فقبلته على الفور، ثم تطور الأمر بيننا للحديث التليفونى فقط، وفى أحد المكالمات وضع زوجى دون علمى برنامج لتسجيل المكالمات وسجل لى محادثة مع هذا الزميل وهو يقول لى «تعالى يا حبيبتى نخرج شوية ونمشى على البحر تغيرى جو وتبعدى شوية عن فرعون دا»، وعلى أثر هذه المحادثة قام زوجى بمنعى من الخروج مع التكتم على الموقف وضربنى حتى سالت الدماء من فمى، وما أن رأت إبنتى هذا الموقف فأبلغت على الفور جدها بعد دخولها الحمام واتصالها به خلسه، فأتى والدى وأصر على ذهابى معه إلى بيته، إلا أن زوجى رفض وأنا طالبت أبى بالبقاء خوفًا من إفشائه لسر مكالمتى وشكواى لزميل الدراسة، لكن مع إصرار والدى وقوة شخصيته وافق زوجى وخرجت مع أبى إلى بيته. ما زاد ودعم كرهى وعدم تقبلى للعيش مع هذا الرجل هو اكتشافى لدلائل خيانته لى عندما رأيت صورًا شبه عارية لسيدات هو فى الغالب يخوننى معهم - ورسائل حب لا ترقى للذكر هنا، مشكلتى الآن أستاذ أحمد أننى أعانى من أعراض الاكتئاب والتفكير بقوة فى الانتحار للتخلص من حياتى، وأصبحت بين العودة إلى أحضان زوج لا يرحم أو إفشائه لسر علاقتى برجل غريب والتى لم تتخط مكالمات تليفونية للفضفضة وليست لغرض دنيء أو خيانة لم أتربى عليها ولا توافق شخصيتى،، فماذا أفعل!؟. إمضاء ه. ب
عزيزتى ف. س تحية طيبة وبعد… لابد أن تعرفى شيئا مهما أنت وغيرك من بنات حواء - وهو أن المشاكل الأسرية لا يجب أن تحل بالفضفضة مع الغرباء بعيدا عن نطاق الأسرة، لأن الأهل دائما هم من ليس لهم أطماع وينصحون بالتى هى أحسن، عكس أمثال هذا الزميل الذى تحول لصديق مقرب ثم أطلق لنفسه الأمارة بالسوء العنان واعتبرك حبيبته دون أى وجه حق، وهو اعتبار حميمى لا يستحقه لأنه ليس زوجك ولا يحل لك من قريب أو من بعيد، وهذا إن دل فإنما يدل على خطته للاستحواذ والسيطرة عليكِ. فمن البداية يجب على كل أنثى وضع حدود لعلاقاتها مع الآخرين حتى تحافظ على كيانها وسمعتها مستقيمة لا غبار عليها، وكان من الواجب على أسرتك أن تنظر إلى شكواكِ بجدية أكثر من ذلك إذا كنت أحسنتِ عرض ما يفيد بإكراهك على الحياة مع زوج يضعك تحت ضغط مستمر، ولا غضاضة على الإطلاق فى وضع حد لمن لا يقدر ابنتهم ولا يصونها، بل إن أبغض الحلال وهو الطلاق يظل حلا أخيرا مطروحا إذا استحالت العشرة التى لا يستحقها بعض الرجال ممن تسول لهم أنفسهم بضرب زوجاتهم والتلذذ باستعبادهم، ودائما ما يكون للأهل دور محورى هنا فى احتواء فلذات أكبادهم سواء بالنصيحة قبل مشاركتهم الحياة مع النصف الآخر لهم أو متابعة تطورهم اجتماعيًا بعد الزواج، كما لهم دور كبير أيضًا فى توطين الثقة بالنفس وإثقال مهارات التواصل لديهم، وهو ما ينعكس على اتخاذهم لقرارت سليمة فى الأمور والقضايا الشائكة، تلك القدرات سالفة الذكر دفعتكِ بشُحها إلى الغرق فى نهر من السراب لا يروى ظمآنا - باعتقادك الخاطئ أن تخفيف زميل الدراسة عنكِ بطريقته الخبيثة ودغدغة مشاعركِ هو تأكيد على ظلم زوجك واعتراف من رجل مثله بجبروته، كما أن تلذذك بحنان زميلك وإطرائه جاء لتعويض عدم تقدير شريك حياتك لك كأنثى، وهذه المعالجة الخاطئة تقود فى النهاية حتما لتقديم تنازلات أكثر لا تليق ولا تتفق مع صحيح الدين أو التربية التى تتحدثين عنها، أما بالنسبة لدلائل خيانته لك فهى نزوة سرعان ما تتلاشى يومًا ما، بعد تأكده من الفارق الكبير بين زوجته التى تصونه وعشيقته التى كما خانت قبله ستخون بعده. لذا أنصحك بإبلاغ والدتك او شقيقتك بما حدث والسبب الحقيقى للخلاف الأخير مع زوجك حتى تحدد ما يجب أن يكون سواء بإبلاغ والدك شخصيًا إذا كان بمقدوره ضبط نفسه معك ومعه، أو تقريب وجهات النظر بينكما وشرح أهمية الاستقرار من أجل أبنائكما الذين ليس لهم أى ذنب فى نشئة مهزوزة وغير سوية نخسر بسببها أجيالاً وأجيال. دمت سعيدا وموفقا دائما ه. ب