كتب خالد عبدالخالق ومصطفي أمين ووكالات الأنباء كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف« أن اجتماع وزراء الخارجية المقرر عقده يوم 11 الشهر الجاري سوف يتم تأجيله وذلك لأن القرار المنتظر صدوره عن مجلس الأمن بشأن سوريا لا يدعم المبادرة العربية والتي تتضمن نص صريحا بتنحي الأسد عن السلطة وتفويض صلاحياته لنائبه. ونوهت المصادر إلي أن التيار الموجود داخل الجامعة العربية والذي كان يدعم ويسعي إلي الإطاحة بنظام الأسد شعر بخيبة أمل جراء عدم تصديق مجلس الأمن علي المبادرة العربية فيما ارتفع عدد ضحايا تظاهرات جمعة «عذرا حماة سامحينا» برصاص قوات الأمن والجيش السوريين إلي388 شهيدا وأكثر من 1300 مصاب في مدينة حمص في حصيلة هي الأعلي خلال يوم واحد منذ اندلاع الثورة السورية. وتتدفق التعزيزات العسكرية علي المدينة من جانب النظام السوري، خوفا من حدوث عمليات انتقامية من جانب الأهالي ردا علي المجزرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له: إن القصف الذي استهدف حي الخالدية وحدها أسفر عن استشهاد 138 بينهم نساء وأطفال بالإضافة إلي 79 سقطوا في أحياء الإنشاءات وباب الدريب وباب السباع وبابا عمرو والبياضة ومدخل جورة الشياح. وناشد المرصد أبناء الشعب السوري في مختلف المحافظات النزول إلي شوارع المدن والقري والانتفاض في وجه النظام الذي يرتكب مجزرة حقيقة الآن في مدينة حمص. من جانبهم، طالبت جماعة الإخوان المسلمين السورية إحالة المسئولين عن «المجزرة المروعة في حمص» إلي القضاء الدولي، داعية مؤسسات الإغاثة الدولية إلي التحرك فوراً لإنقاذ الجرحي. وطالب زهير سالم الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين في بيان له مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية بلجنة تحقيق دولية لتحديد المسئولية القانونية والإنسانية عن المجزرة المروعة التي حصلت في حمص في الرابع من فبراير، وتحويل المسئولين عنها إلي محكمة الجنايات الدولية». من جهته، أكد برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض أن نظام الرئيس السوري بشار الاسد بارتكابه مجزرة مدينة حمص يحاول أن يثبت للعالم أنه متمرد علي القانون الشعبي والعربي والعالمي . وشدد غليون علي أن المجتمع الدولي خلال اجتماع مجلس الأمن يجب أن يصوت علي مشروع قرار بشأن سوريا يلفظ هذا النظام كما لفظه المجتمع العربي. وفي نفس السياق، أعلن المجلس الوطني السوري أن النظام ارتكب واحدة من ابشع جرائمه منذ بداية ثورة الكرامة وقام بقصف عشوائي علي الاحياء المدنية في حمص راح ضحيته مئات الشهداء والمصابين. ودعا المجلس الوطني السوري روسيا التي تمنع تبني قرار ضد سوريا في مجلس الامن الدولي، الي إدانة النظام بشكل واضح. من جانب آخر، نفي التليفزيون السوري قصف مدينة حمص، معتبرة أن بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار التصعيد المستمر للتأثير علي مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي. وقال مصدر اعلامي سوري: إن الجثث التي عرضتها قنوات التحريض هي لشهداء من مواطنين اختطفتهم المجموعات الارهابية المسلحة وقتلتهم وصورتهم علي انهم جثث لضحايا القصف المزعوم. وفي تصعيد مستمر، استهدف الجيش السوري الحر فجر أمس مبني المخابرات الجوية في حمص وطوق مفرزة أمن الدولة في الزبداني. وهدّد عمار الواوي، من الجيش السوري الحر، بقصف كل الأهداف العسكرية التابعة للنظام في دمشق وجميع أنحاء سوريا، رداً علي مجزرة حي الخالدية في حمص، وفي سياق متصل، اجتمع أمس 15 من الدول الاعضاء في مجلس الامن للتصويت علي مشروع قرار يندد بالقمع في سوريا. ويصوت مجلس الامن الدولي الذي عجز عن تبني أي نص ضد سوريا بعد عشرة اشهر من بدء اعمال العنف، اليوم علي مشروع قرار يدين القمع في هذا البلد لكنه يتضمن تنازلات كبيرة لروسيا حليفة دمشق. ولا يطلب المجلس صراحة تنحي الرئيس السوري بشار الاسد ولا يشير الي أي حظر علي الاسلحة او عقوبات جديدة علي سوريا، لكنه فقط يدعم بشكل كامل قرار الجامعة العربية بتسهيل عملية انتقال سياسي يتولاها السوريون انفسهم. من جانبه، حذر سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي من «فضيحة» في مجلس الأمن في حال طرح مشروع القرار حول سوريا للتصويت، مضيفا: إن مشروع القرار لا يناسبنا أبدا، وآمل ألا يطرح للتصويت. وفي سلسلة متتابعة من اقتحام السفارات السورية، اقتحم حشد من السوريين مقر السفارة في القاهرة وحطم أثاثها وتجهيزاتها وأضرم النيران في أجزاء من المبني احتجاجا علي الاحداث الدموية في سوريا مما دعا قوات الأمن إلي القبض علي 13 معارضاً منهم، وأكد المعارضون أن سبب اقتحامهم يرجع إلي اعمال العنف المتواصلة ضد الشعب السوري واعتقال ذويهم نتيجة مشاركتهم في معارضة النظام السوري القاتل . فيما أكد جبر الشوفي عضو المجلس الوطني السوري أن اقتحام السفارات أمر غير قانوني ولا ينبغي للمجلس الوطني هذه الأفعال ولكنه في الوقت نفسه أكد أنه يتمني علي الحكومة المصرية الإفراج عنهم واخذ تعهد عليهم بعدم تكرار هذه الأفعال ولكنه شدد علي أن هذا الأمر رد فعل طبيعي للعنف والقتل الذي يمارسه النظام ضد شعبه الذي يطالب برحيله منذ أكثر من 10 أشهر. ويعد هذا ثاني هجوم من نوعه علي مقر السفارة، احتجاجا علي الحملة التي يشنها بشار الأسد علي احتجاجات تطالب بانهاء حكمه. وفي لندن، رشق أكثر من مئة شخص السفارة السورية بالحجارة فحطموا بعض النوافذ ورددوا شعارات واعتقل خمسة اشخاص عقب محاولتهم اقتحامها وفق ما ذكرته تقارير صحفية. في الكويت، اعتقل عدد من الاشخاص أثناء محاولة مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين اقتحام السفارة السورية، كما ذكر ناشطون ومصدر امني كويتي. وفي برلين، اقتحم عشرون شخصا مقر السفارة السورية في برلين والحقوا بعض الاضرار المادية قبل ان يتم اجلاؤهم من جانب الشرطة. من جهته، أكد داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي ان الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه انتفاضة مستمرة منذ 11 شهرا سيسقط في نهاية الامر ولكن هذه العملية قد تكون «طويلة ودامية» نظرا لتمتعه بدعم خارجي من ايران.