الثانوية العامة بشكلها الجديد تحد كبير يواجه طلاب الصف الثالث الثانوى هذا العام والذى يطبق عليهم النظام الجديد للامتحانات لأول مرة بالرغم من أنه قد تم تدريبهم على النوعية الجديدة فى الامتحانات خلال تدرجهم بالصفين الأول والثانى الثانوى إلا أن تغير شكل الامتحان فى السنة المصيرية يؤثر بشكل كبير على الطلاب وأولياء أمورهم. التحدى الأهم لطلاب الثانوية العامة هذا العام هو تغيير فلسفة الامتحانات وتحويلها من المعتقد الخاص بأن «المذاكرة هدفها تحصيل الدرجات» إلى أن «المذاكرة هدفها التعلم واكتشاف ما يرغب فيه الطالب»، وهذا يضع مسئولية جديدة على الطالب فى البحث من عدة مصادر على المعلومات ولا يكتفى بأن يكون متلقيا سلبيا للعملية التعليمية خلال الدرس أو المدرسة. النظام الجديد للامتحانات فى الثانوية العامة المصرية هذا العام هو المطبق فى معظم دول العالم المتقدم مثل امتحانات سات الأمريكى أو الدبلومة البريطانية وهو ما يعنى الارتفاع بمستوى خريجى الثانوية العامة إلى مستوى نظائرهم بالعديد من الدول الأخرى وفتح أبواب الجامعات العالمية تدريجيا أمام الخريجين المصريين. امتحان هذا العام بدون أسئلة مقالية إذ يعتمد الامتحان بكامله على نوعية الأسئلة الخاصة بالصواب والخطأ أو الاختيار من متعدد أو وضع الإجابة الصحيحة بعد حلها فى أوراق خارجية بهدف أن يتم تصحيح الامتحان كاملا إلكترونيا وهو ما يضمن شفافية ونزاهة التصحيح وإلغاء ما يسمى بتظلمات الثانوية العامة. أكدت وزارة التربية والتعليم بكل صراحة أن أسئلة امتحان هذا العام لن تأتى من الكتاب المدرسى ولن تكون معروفة للطلاب أسوة بما كان يحدث فى النظام القديم تطبيقا لفلسفة النظام التعليمى الجديد والذى يهدف إلى فهم نواتج التعلم وليس الحفظ . سيتم عمل امتحان يقيس المهارات التعبيرية والكتابة قبل موعد امتحانات الثانوية العامة المرتبطة بالمجموع المؤهل للجامعات أو فى امتحان منفصل مؤهل لدخول الجامعات، حتى الآن لم تضع الوزارة الشكل الأخير للامتحانات التى لن تدخل فى مجموع الثانوية العامة انه من المفترض على طلاب الثانوية العامة الاهتمام بالكل المواد التى قدمتها الوزارة مثل القصة والتعبير لانه سيتم تقييم الطالب فيها بشكل أو بآخر نتيجة الامتحان سيتم اعلانها فى موعد قريب جدا قد تصل الى الاعلان فور الانتهاء من الامتحان خاصة ان الامتحان سيتم تصحيحه إلكترونيا ولا توجد كنترولات فى تصحيح الأوراق او لرصد الدرجات بل يقوم النظام الإلكترونى بعمل كل هذه المهام. النظام الجديد للامتحانات يقضى على فكرة التسريب نهائيا لانه لا يوجد امتحان من الاساس يمكن تسريبه وانما يقوم النظام الالكترونى ببناء الامتحان وارساله خلال دقائق محدودة من بدء امتحان الطلاب مباشرة فى اجهزة التابلت عن طريق ما يسمى ببنوك الاسئلة والتى تمكنت الوزارة من بنائها خلال الفترة الماضية. إنتاج الامتحان علم كبير يقوم عليه حاليا مئات الخبراء من المركز القومى للامتحانات فى بناء وتطوير بنوك الاسئلة ورفع مستواها الى نظائرها الدولية خاصة ان عدد الدول التى تمتلك بنوك اسئلة فى العالم قليل جدا ويجرى حاليا زيادة اعداد الاسئلة فى هذه البنوك لعمل امتحانات الثانوية العامة هذا العام، حيث يتم وضع آلاف الاسئلة على الوحدات المختلفة لكل مادة تعليمية وتحديد مستوى صعوبته ويتم حفظ هذه الاسئلة حتى يتمكن الكمبيوتر بنفسه من عمل النماذج يوم الامتحان وارسالها الى الطلاب. كما يقضى النظام الالكترونى الجديد على فكرة الغش الإلكترونى نهائيا بعد أن اربكت الاسر المصرية العديد من السنوات وقتلت مبدأ تكافؤ الفرص حيث أنه يوجد ما يقرب من 4 امتحانات مختلفة لكل مادة تعليمية وهو ما يعنى أن التصوير او نقل احد الامتحانات لن يفيد معظم الطلاب الاخرين كما انه سيتم تفنيط الاسئلة بشكل مختلف بين كل جهاز واخر، الا انهم متساوون تماما فى مستوى الصعوبة كما يحدث فى العديد من الامتحانات عالمية مثل التويفل الذى يحدد مستوى الشخص فى اللغة الانجليزية. امتحان الثانوية العامة هذا العام له فرصتان احداهما فى شهر يونيو الاخر فى شهر اغسطس ويمكن للطالب دخول جميع الامتحانات فى الفرصتين، أو فى المواد التى يرغب فى تحسين مجموعه بها حيث يتم اتخاذ الدرجة الاكبر من الامتحانين وتهدف الوزارة بهذا الى دعم الطلاب المجتهدين والذين لديهم حلم فى دخول كلية معينة عن طريق اعطائهم عدة فرص لتحقيق أحلامهم، والغاء فكرة الامتحان الموحد الذى يؤدى الى كثير من الضغط للطلاب واولياء امورهم ويدفعهم الى سلوك خاطئ مثل محاولة الغش للوصول الى اهدافهم، ومن المتوقع أن يتم الاعلان عن فرصة ثالثة حال تغيير قانون امتحانات الثانوية العامة قبل يونيو القادم وفى حال حدث هذا التغيير سيتم الاعلان عن ثلاث فرص خلال شهر يونيو يوليو اغسطس بحيث لا يتم تاخير تنسيق الجامعات. تراهن الوزارة التربية والتعليم على القدرات التعليمية للطلاب وقدرتهم على التعامل مع النماذج المختلفة على العكس من اولياء الامور الذين لديهم حمل ثقافى رافض لكل ما هو جديد حتى إذا كان أفضل ، وتضع الوزارة خطة لتجهيز طلاب الثانوية العامة لهذا الامتحان عن طريق امتحان تجريبى بالاضافة الى التدريبات الموجودة على المنصات الإلكترونية الحديثة والتى تؤهل الطلاب لشكل الامتحان المختلف. مجاميع طلاب ثانوى الثانوية العامة ستكون مختلفة هذا العام على ما اعتدناه فى مصر حيث إنه يتوقع أن يحصل معظم الطلاب على درجات متوسطة اسوة بالمستوى العالمى فى حين يحصل من 5٪ الى 8٪ من الطلاب علي درجات عليا، الا أن دخول الجامعات لا يعتمد على مجموع الطلبة وانما على ترتيبهم على مستوى الدفعة وبالتالى فإن التنسيق للجامعات سيشهد اختلافا كبيرا فى العام الدراسى الجديد.