أن يمنحك القدر فرصة حضور ومشاهدة المراحل الأولى والقراءة التحضيرية لعمل مسرحى من إخراج سمير العصفورى فأنت الأسعد حظا بأن ترى خبرة التاريخ وعمق التجربة يتجسد أمامك فى شخصيتى العصفورى والفنانة القديرة سميحة ايوب فى اليوم الثالث لبروفة عرضهما الجديد «المورستان» على المسرح القومى، بروفة قراءة لم يحفظ فيها الممثلون أدوراهم بعد، ولكن بدت هذه البروفة وكأنها عمل من لحم ودم بدءا من مديرها المايسترو الكبير مخرج العرض المندفع بعصاه السحرية بطاقة شاب فى العشرينيات وهو يدير ويوجه ممثليه بشد الإيقاع ومنحهم توجيهات بأداء الشخصيات، وبين الفنانة سميحة أيوب التى تعمل وكأن التمثيل جزء لا يتجزأ من الممارسة الاعتيادية لحياتها اليومية سلاسة ومرونة فى القراءة والقدرة على التلون بالأداء من مجرد قراءة أولية للنص المسرحى الجديد، جلس سمير العصفورى فى منتصف خشبة المسرح وحوله الممثلون كل فتح نسخته من النص الخاص به وبدأت معركة العصف الذهنى والمباراة فى بروفة الترابيزة، لعرض «المورستان» عن مسرحية «بير السلم» للكاتب الراحل سعد الدين وهبة توسط العصفورى الجلسة والتف حوله أبطال العمل سميحة ايوب، أشرف عبدالغفور، أحمد سلامة، سماح أنور، رامى الطمبارى، على كمالو، سميحة توفيق، هشام الشربينى، أيمن اسماعيل، فتحى سعد، محمد نصار، ديكور حازم شبل، استعراضات ضياء شفيق، ملابس أمانى حسنى، موسيقى أحمد الناصر، أجواء من الجدية والشعور بالمسئولية الكبرى من الجميع تجاه تقديم عمل ضخم يعود به المخرج سمير العصفورى والفنانة سميحة أيوب للمسرح القومى بعد غياب دام سنوات، وبالرغم من الشكل الكلاسيكى التقليدى الذى سبق وأن قدم عليه نص الراحل سعد الدين وهبة «بير السلم» فى ستينيات القرن الماضى إخراج سعد أردش إلا أن العصفورى يعيد تقديمه وقراءته من جديد فى قالب فنى مناسب للواقع والأحداث الحالية، وأكد أنه أخذ فقط تيمة الأب الغائب المختبىء فى بير السلم من النص الأصلى وشكل حول هذه التيمة أجواء أخرى جديدة تلائم الأوضاع الاجتماعية والسياسية الحالية، بروفات يومية مكثفة يستعد صناع العمل لموعد افتتاحه قريبا على المسرح القومي، وهو العرض الذى سيعقب «المتفائل» للمخرج إسلام إمام وبطولة سامح حسين وسهر الصايغ الذى استمر عامين بنجاح كبير على نفس المسرح.