دقيقة ونصف هى «واسطة» عمل الخير، دقيقة ونصف هى «إعلان خير».. لكن هذا الخير قد تكون تكلفته ملايين الجنيهات، ومريض بين الحياة والموت ينتظر انتهاء الحسابات..!، دقيقة ونصف «سيناريو تراجيدى» يعتمد على استمالات عاطفية لحث الناس «للتبرع لوجه الله»، دقيقة ونصف قد تكون المتحكم فى «مستقبل عمل خيرى» يتوقف أو يستمر لأنه غير قادر على حساب «دقيقة ونصف»..! المشهد الخيرى بات يحمل «مفارقات كبيرة» بين من يستطيع ومن لا يستطيع!.. بين مؤسسات خيرية استحوذت على تبرعات كبيرة لأنها تضخ «بملايين الجنيهات» لتمويل «حملات إعلانية» وتعرف كيف تحصل على دعم مجتمعى للأسف من أموال التبرعات .. وبين مؤسسات خيرية أخرى لاتملك الملايين لتدفع للإعلانات، أو ترفض أن يذهب نصف مال الخير والتبرعات للإعلانات، فالأولى بهذه الأموال المحتاجون لها، هذه المؤسسات بالفعل هى أكثر احتياجًا للدعم، وأكثر تغطيةً وخدمة لشرائح مجتمعية أكبر.. ومع الأسف كثير من أهل الخير لا يعلمون عنها شيئًا. هذه الحالة تدفعنا لنتساءل.. هل أصبح عمل الخير وتوصيله لمن يستحقه بحاجة إلى «واسطة إعلانية» تكلفتها ملايين الجنيهات ليصل التبرع لمن يستحقه؟! هل أصبح عمل الخير بحاجة إلى «استمالة العواطف بإعلانات ممولة» للوصول للمتبرعين، وأعلم أنهم يريدون أن يصل خيرهم كاملًا لمن يستحقه؟!، ماذا إن لم نستطع أن ندفع الملايين للإعلانات، هل سيبقى أهل الخير الأكرمين لا يعلمون الطريق للمحتاجين الحقيقيين!! «توزيع منافذ الزكاة» هو أحد أهم أعمدة التكافل المجتمعى وعمل الخير، لذلك كان واجبًا على المؤسسات الإعلامية تفعيل رسالتها الإعلامية من خلال دعم ومساندة العمل الخيرى بمنتهى الشفافية دون التحيز لأحد، بما فيها المؤسسات الخيرية التى تخدم مناطق نائية، ولا تمتلك الملايين لتمويل الإعلانات وذلك ضمانًا لاستمرار جميع أوجه عمل الخير فى جميع أرجاء مصر على خط متقارب من الكفاءة والعطاء، وهذا جزء أساسى من المسئولية المجتمعية لوسائل الإعلام وللقائمين عليها. ومن هذا المنطلق ومن مسئوليتى المجتمعية والإعلامية.. أردت من خلال إثارت هذا الموضوع طرق جدار الصمت لتفعيل الدور التنموى والأخلاقى للإعلام ومساعدة العمل الخيرى دون الحاجة «لسماسرة»، تقاسم المرضى والفقراء والمحتاجين حقهم، ومن منطلق دعمى الكامل «لنواة عمل خيرى جديد» قد لا يعلم الكثيرون عنه، حريص أن تكون كل أموال الخير والتبرعات لصالح استكماله وبنائه دون اللجوء لحملات إعلانية قد تكلفه الملايين. «مستشفى جامعة بنها التخصصى الجديد»، صرح طبى سيخدم شريحة كبيرة من المجتمع (قطاع القليوبية بأكمله والمحافظات المجاورة له)، بحاجة لأهل الخير الحقيقيين الأكرمين لاستكمال بنائه وتجهيزه، بمواصفات عالمية تليق بأهالينا وتكافئ الخبرات البشرية الطبية والإدارية التى تجندت للعمل فى هذا الصرح. لمن أراد عمل الخير لوجه الله وخدمة من ينتظر العون بإمكانه التبرع مباشرة «دون واسطات» على حساب رقم (99999 بجميع فروع البنك الأهلى)، والأهم فى تبرعك عزيزى أنه سيصل كاملًا للخير والمحتاجين دون أن يضيع أكثر من نصفه فى الطريق لحملات إعلانية باهظة .. لذلك ندعو كل رجال الأعمال وجميع فئات المجتمع لدعم هذا العمل الخيرى. ومن باب إعطاء أصحاب الحق حقهم، الشكر لكل القيادات الفاعلة والقائمة على هذا الصرح الطبى بدءًا من محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها وعميد كلية طب بنها وكل يد ساهمت فى دعم هذا العمل، وسارعت بتلبية نداء مجتمع القليوبية والتخفيف عنه.