غداة جلسة موسعة علي مستوي وزراء الخارجية بمجلس الأمن الدولي، وبينما كشفت مصادر دبلوماسية ل«روزاليوسف» عن تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقرراً عقده الأحد المقبل أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا ارتفاع حصيلة القتلي برصاص الأمن السوري أمس إلي 20 شخصا أغلبهم سقطوا في ريف دمشق. فيما دعا وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا أمس الأول مجلس الأمن الدولي إلي الخروج عن صمته المستمر منذ عشرة أشهر إزاء الأزمة في سوريا. وفي مستهل الجلسة، دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني باسم الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي إلي اتخاذ خطوات لوقف «آلة القتل» في سوريا وأنها لا تزال تعمل والعنف يستشري في كل مكان. واتهم الشيخ حمد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ب«قتل شعبه».. وقال: إن جهودنا ومبادراتنا ذهبت إدراج الرياح إذ لم تبذل الحكومة السورية أي جهد للتعاون مع جهودنا ولم يكن لديها حل سوي قتل شعبها. وأعلن بن جاسم «لا نهدف إلي تغيير النظام لأن هذا شأن يعود للشعب السوري»، كما أكد أن الجامعة العربية لا تطلب من مجلس الأمن تدخلا عسكريا بل بضغوط اقتصادية لحمل النظام علي فهم الرسالة الموجهة إليه. ودعا رئيس الوزراء القطري الأممالمتحدة إلي اعتماد مشروع القرار ا لذي تقدمت به المغرب ويدعو إلي تسليم الرئيس السوري مهامه إلي نائبه لإنهاء العنف والبدء بمفاوضات لإيجاد حل للأزمة. وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف «مصداقية الأممالمتحدة». وقالت: «حان الوقت كي تضع الأسرة الدولية خلافاتها جانبا وترسل رسالة دعم واضحة للشعب السوري» داعية الدول الأعضاء ال15 إلي تبني قرار يدعم خطة الجامعة العربية في سوريا. وأضافت: إن الحل الآخر الاستخفاف بالجامعة العربية والتخلي عن الشعب السوري وتشجيع الديكتاتور علي القيام بمزيد من التهور يزيد من تفاقم هذا المأساة ويمنعنا من تحمل مسئولياتنا ويضعف مصداقية الأممالمتحدة. وأوضحت امامنا خيار: دعم الشعب في سوريا والمنطقة أو نصبح شركاء في استمرار العنف، وأن الولاياتالمتحدة تلح علي مجلس الأمن لدعم نداء الجامعة العربية إلي قيام مرحلة انتقالية سياسية في سوريا. وأضافت كلينتون متوجهة إلي روسيا والصين بعض أعضاء مجلس الأمن قلقون من خطر ليبيا أخري، أنها مقارنة سيئة فسوريا هي حالة فريدة تتطلب مقاربة محددة. من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه مجلس الأمن الدولي إلي الخروج عن «صمته المخزي» بشأن سوريا من خلال تبني قرار يدعم خطة الجامعة العربية حول الأزمة السورية. علي الجانب الآخر رفض المندوب السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري المسودة الأخيرة من مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلي التنحي، مؤكدا أن دمشق ستواجه «أعداءها» وأن حل الأزمة حصري للحكومة السورية. وأكد د.أحمد رياض غنام مؤسس كتلة أحرار الشام ل«روزاليوسف» أن اجهاض روسيا لأي قرار داخل مجلس الأمن يعود في الأساس إلي مصالحها الاستراتيجية البعيدة. كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أن اجتماع وزراء الخارجية المقرر عقده الأحد المقبل في الدوحة تم تأجيله إلي موعد لم يحدد حتي الآن واوضحت المصادر أن السبب وراء تأجيل الأجتماع يرجع إلي القاءات التي أجراها علي هامش اجتماعات مجلس الأمن كل من نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية ورائيس وزراء قطر خمدين جاسم مع مسئولي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكشفت المصادر أن الثلث الثاني من هذا الشهر هو موعد عقد الاجتماع حتي يتسني لوزراء الخارجية العرب تقييم الموقف بعد اجتماعات وقرار مجلس الأمن في هذا الصدد.