تتعرض الأرض، اليوم، لأخطر عاصفة مغناطيسية للشمس، إذ لم يشهد الكوكب مثلها منذ العاصفة الشمسية «كارينجتون» التى حدثت عام 1859، ما قد ينذر بحدوث خسائر هائلة للاقتصاد العالمى. فيما حذر معهد «ليبيديف» الفيزيائى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، من حدوث عاصفة مغناطيسية فى الفترة من 28 إلى 29 يوليو قادرة على تعطيل عمل الأجهزة الإلكترونية والاتصالات وشبكة الإنترنت. فى الإطار ذاته، أكد تقرير أعدته مؤسسة أبحاث الغلاف الجوى والبيئة بالتعاون مع شركة «لويدز» العالمية للتأمين، أن عواقب عاصفة مغناطيسية قوية ناتجة عن التوهج الشمسى الهائل على الأرض سوف تكون كارثية، متوقعًا أن تعانى العاصمة الأمريكيةواشنطن ومدينة نيويورك أسوأ آثارها، حيث تنتج العواصف المغناطيسية عن تقلبات فى المجال المغناطيسى للكوكب، بسبب نشاط الشمس التى تصدر توهجات قوية ينجم عنها شحنات كهربائية ويعجز الحقل المغناطيسى لكوكب الأرض عن مقاومتها فتحدث العاصفة. وأوضح التقرير أن الجسيمات المشحونة من انبعاثات الشمس ستعطل المجال المغناطيسى للأرض وتعطل الأقمار الصناعية والأخطر التسبب فى زيادة الكهرباء بخطوط الكهرباء، مما يؤدى إلى انفجار المحولات الكهربائية. ووفقًا للتقرير، فإن حدثًا شمسيًا قويًا مثل الذى ضرب الأرض عام 1859 والمعروف باسم حدث «كارينجتون»، لديه القدرة على التسبب فى انقطاع التيار الكهربائى قد يستمر لأشهر طويلة فى مناطق من العالم، علاوة على أن إجمالى سكان الولاياتالمتحدة المعرضين لخطر انقطاع التيار الكهربائى الممتد من عاصفة على مستوى كارينجتون يتراوح بين 20-40 مليونًا. وحدد التقرير مدن نيويوركوواشنطن باعتبارهما أكثر المناطق عرضة للخطر بسبب موقعهما، وتخطيط شبكات النقل بها. يذكر أنه فى 1859 حدثت أكبر عاصفة شمسية، أدت لانهيار أنظمة التلغراف وحرائق هائلة فى جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث اكتشف تلك الظاهرة الباحث ريتشارد كارينجتون.