اختلف الإسلاميون حول الحاجة إلى وجود زعيم أو قائد للثورة أو وجود كيان يمثل ثوار الميدان كما اقترح د. محمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة الذرية سابقًا فى نهاية الأسبوع الماضى فى إحدى الندوات الثقافية بشأن تشكيل لجنة تتحدث باسم الثوار أمام البرلمان للضغط بمطالب الثورة أمام المجلس العسكرى وبرلمان الثورة، وأن يكون عضوًا بها استطلعنا آراء الإسلاميين حول إمكانية تكوين تلك الهيئة. فى البداية وافق محمد يسرى قيادى سلفى مشاركة د. محمد البرادعى لهيئة تمثل الثوار والضغط بمطالب الثورة أمام البرلمان والمجلس العسكرى واقترح وجود أشخاص أخرى منهم الشيخ حازم أبو إسماعيل ود. عبد المنعم أبو الفتوح وبمشاركة عدد من شباب الثورة. كما وافق أسامة القوصى داعية سلفى على تكوين تلك الهيئة وأن يكون د. البرادعى عضوًا فيها باعتباره الأب الروحى للثورة وذلك بعد تشتت وتفرق القوى السياسية وكثرة الائتلافات، والحركات الشبابية. وخاصة أن ما يطلق عليه برلمان ثورة ماهو إلا برلمان ما بعد الثورة فهو لا يمثل الميدان ونحن فى حاجة لكيان موحد يمثل الميدان. واقترح القوصى تكوين هيئة لقيادة الثورة مكونة من القوى السياسية والشبابية بجميع التيارات بعدما أصبح الثوار (جسدًا بلا رأس) وأصبحوا قوة ضاغطة بدلًا من كونهم قوة فاعلة. فيما أشار أسامة سليمان داعية سلفى أن البرادعى يبحث عن أى دور باى طريقة باقتراحه تلك اللجنة التى تمثل الثوار باعتبار أن الثوار ممثلين بأعضاء من ميدان التحرير مثل د. عمرو حمزاوى ود. مصطفى النجار ومحمد أبو حامد فهم يمثلون صوت الثوار فى البرلمان ولا أحبذ تواجدً إسلامياً فى تلك اللجنة. وأضاف بدلًا من البحث عن زعيم أو قائد للثورة كان يجب تكوين مجلس أهل حل والعقيدة مكون من علماء من مختلف المجالات يضعوا أسسًا نسير عليها فى الفترة المقبلة. كما أكد د. خالد سعيد المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية أن ذلك يعد انقلابا على سير العملية السياسية وعلى مكاسب الثورة، ونظرة معوجة من د. البرادعى للأمور الحالية، وخاصة إننا مازلنا فى المرحلة الانتقالية وهذا الاقتراح يعد انانية شديدة على حساب الوطن من قبل البرادعى خاصة بعد انسحابه من الانتخابات الرئاسية ثم طرحه فى حكومة انقاذ وطني، كما أنه يعد التفافًا على مكتسبات الثورة من ( برلمان منتخب - رئيس منتخب ودستور مستوفى عليه) وان الثوار ممثلون فى بعض أعضاء مجلس الشعب. لا غنى عن وجود زعيم للثورة «الثورة بحاجة لزعيم شعبى وليس محللًا سياسيًا يجيد الجلوس على مقاعد الإعلاميين».. هكذا وصف «ناجح إبراهيم» عضو الجماعة الإسلامية مواصفات الزعيم الذى يجب أن يقود الثورة حتى تستمر وتتحقق أهدافها. مؤكداً أنه بسقوط النظام أصبح هناك ضرورة ملحة لوجود قائد، حتى لا تتخبط الثورة، ويصبح هناك مزيد من دماء الشهداء والحرائق. وحول مزايا وجود «زعيم» الثورة فى الوقت الراهن، يؤكد سيتم تعديل مسار الثورة وتسلم السلطة للمدنيين. صعوبة ظهور زعيم وعن امكانية وجود زعيم بعد مرور عام على الثورة، صرح «ناجح» متشائمًا: فى الوقت الحالى ومع تعدد التيارات السياسية وخلافاتهما أصبح كل منهم كل همه الحصول على جزء من كعكة الحكم وغاب الوفاق الوطنى عن الثورة وظهرت الخطايا الحادة بين التيارات، كذلك الاتهامات. فقد كان أنسب وقت لوجود زعيم هو عقب سقوط النظام، أما الآن فالأمر أشبه بالمستحيل.