تعبير الفقاعة الاقتصادية Economic Bubble هو تعبير عبقرى بجدارة....جميعنا يتذكر تلك اللعبة التى كانت تسلب ألباب الاطفال....صابون سائل و دائرة بلاستيكية صغيرة....نغمسها فى الصابون ثم نقوم بنفخها لتخرج فقاعة صابون ملونة...نتبارى فى انتاج فقاعة اكبر...كلما كانت اكبر كلما كانت اسرع فى الانفجار و فى بعض الأحيان كانت تنفجر اثناء عملية النفخ مما يجعلها محاولة فاشلة...سرعان ما تعود الحلقة البلاستيكية الى العلبة لتتزود بكمية جديدة من الصابون استعدادا لإنتاج للفقاعة التالية. فى الاقتصاد يتم تعريف الفقاعة الاقتصادية على انها حالة تحدث للسلع و الخدمات والأسواق نتيجة المضاربة مما يجعل سعرها او التوقعات المرتبطة بها اكبر بكثير جدا من قيمتها المضاف اليها هامش ربح مناسب...ما يحدث للفقاعة هو انها تستمر فى النمو والكبر حتى تنفجر فى النهاية...مع الانفجار-وهو هبوط الأسعار أو التوقعات- فان الخسائر تكون طائلة...نصل لنقطة اقل من القيمة الحقيقية أيضا...يعتمد التعافى على عدد كبير من العوامل والتدخلات والحوافز...الازمة العالمية فى 2008 كانت نتيجة انفجار فقاعة فى قطاع الإسكان بالولايات المتحدة…
فى عصر المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعى والتى احالت حياة الانسان الى مجموعة من الشاشات والصور ومقاطع الفيديو والكلمات المختصرة فان مفهوم الفقاعات موجود ومتغلغل. الفقاعات لها عدة أنواع منها الفقاعات ثابتة الحجم ومنها الفقاعات الاخذة فى الانكماش أو النمو..... فقاعات لأيديولوجيات فكرية ودينية وسياسية... فقاعات فنية ورياضية واجتماعية...فقاعات للتسلية والهزل وفقاعات للحديث عن أمور مصيرية مرتبطة بنشأة الكون وما وراء الطبيعة ونهاية العالم.... فقاعات لنظرية المؤامرة. فقاعات لخفض الروح المعنوية وازهاق روح الوطنية وفقاعات مضادة لها.
فى إحصائية لعام 2010 يتضح فيها ان عدد المجموعات Groups على الفيسبوك فى حدود 620 مليون... يسمح الفيسبوك للمستخدم بالاشتراك حتى 6000 مجموعة...اذا رغب فى الاشتراك فى مجموعة اضافية فان عليه أن يترك احدى المجموعات المشترك فيها حاليا ليستطيع الاشتراك فى المجموعة الجديدة.... ستة آلاف مجموعة... ستة آلاف فقاعة يديرها مستخدمون بتوجهات مختلفة منهم الأبرياء بسلامة نية و منهم غير ذلك... منهم الاسوياء نفسيا ومنهم المرضى...فقاعات بعضها واقعى ولها حجم طبيعى ومنها فقاعات تضخم أمور عادية او تصغر أمور كبيرة...يعيش الناس داخلها فلا يروا ما يحدث خارجها ...لا يروا ما يحدث على ارض الواقع...لا يرون الأشياء بحجمها الحقيقي... تنفجر الفقاعة يوما ما لتنشأ فقاعة أخرى سرعان ما تجد لها مريدين ومؤمنين.... تشرق شمس يوم جديد... فقاعات تنشا وفقاعات تنفجر... ضحايا بالملايين واقل القليل من الناجين. تغريدة: اللهم اجعلنا من الناجين.