أشار الاتحاد الدولى للنقل الجوى «أياتا» إلى أن استئناف شركات الطيران إلى أعمالها يتطلب جهداً وتعاونا كبيرين ما بين شركات الطيران والمطارات والحكومات وغيرها من الأطراف المعنية، وأن قرار عودة شركات الطيران لمزاولة أعمالها يعتمد على تقييم الحكومات للمخاطر للحد من انتشار الفيروس، إضافة إلى اعتمادها على المزيد من التدابير الوقائية الممنهجة فى غياب اللقاحات المضادة أو العلاج فى الوقت الراهن. ونوه نائب رئيس الاتحاد الدولى للنقل الجوى فى منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، محمد على البكري، إلى أن عودة القطاع ستكون تدريجية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة حيث شهدنا إعلان بعض شركات الطيران فى المنطقة إعادة تسيير الرحلات إلى وجهات محددة خلال الشهر الجاري. وكشف البكري، أن شركات الطيران العالمية قد تكبدت خسائر ب400 مليار دولار خلال عام 2020، إلى جانب 550 مليار دولار ديون تترتب عليها والتى لن تستطيع التخلص منها فى السنوات القادمة. ولفت إلى أن «أياتا» تطلق خطة لإعادة السفر تأمل بتطبيقها دوليا، حيث إن المطارات تستعد لإعادة الرحلات تحت إجراءات جديدة، ما يتطلب تنسيقا دوليا بين شركات الطيران والمطارات والحكومات فى تبنى إجراءات متناسقة وتفادى أحادية التطبيق. ونوه بأن حركة السفر ستعود تدريجيا فى الربع الثالث والرابع من العام الحالي، ولكن لن تعود إلى المستويات الطبيعة قبل عام 2023. ولكن حذر من أن أى موجة جديدة للكورونا ستؤجل تعافى الطيران لسنوات عديدة، قد تمتد إلى عام 2027 – 2029. وناشد البكرى الحكومات بالتدخل لتقديم المساعدات إلى شركات الطيران. إذ إن انتعاش قطاع الطيران من تفشى جائحة فيروس كورونا سيكون بطيئًا وسيستغرق وقتا طويلا، إذ من المرجح أن تظل أعداد الركاب أقل من مستويات ما قبل الوباء حتى عام 2023، وفقًا لشركة S&P Global Ratings . وتوقعت S&P أن عدد المسافرين العالميين عبر المطارات سيتراجع بنسبة 55% هذا العام، وهو مايعنى هبوطا أكبر بكثير مما كان متوقعًا فى السابق. أن الانتعاش سيعتمد على عوامل تشمل كيفية تخفيف الحكومات لقيود السفر، واستعداد الناس للطيران مرة أخرى ومدى الضرر الاقتصادى الناجم عن كورونا. وحذرت S&P Global Ratings من المزيد من الخفض فى تصنيف المطارات فى الأشهر القليلة القادمة علما أنها خفضت تصنيف 11 مطارا حتى الآن، مشيرة إلى أن إيرادات الطيران تمثل 50% من إيرادات المطارات فيما تمثل إيرادات التجزئة النصف الآخر وهى الأخرى تأثرت بشكل كبير. من جانبه اعتمد مجلس منظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO) توجيهات وتوصيات جديدة بشأن إعادة تشغيل نظام النقل الجوى الدولى، فى ضوء تقرير فريق عمل استعادة الطيران التابع للمجلس (CART) فى ظل استمرار أزمة فيروس «كورونا» المستجد. وتشمل هذه الإجراءات توصيات وتوجيهات من سلطات الصحة العامة تخفف من خطر انتقال فيروس «كورونا» أثناء عملية السفر، ومنها : التباعد الجسدى بالقدر الممكن، وتنفيذ التدابير الملائمة القائمة على المخاطر عندما يكون التباعد غير ممكن.. ففى كبائن الطائرات يجب ارتداء أغطية الوجه والأقنعة من قبل الركاب وعمال الطيران، والتطهير الروتينى لجميع المناطق التى يمكن أن تتلامس مع البشر وانتقالهم، والفحص الصحى الذى يمكن أن يشمل الإعلانات الذاتية قبل الطيران وبعده، بالإضافة إلى فحص درجة الحرارة والملاحظة البصرية التى يجريها المهنيون الصحيون. كما تشمل الإجراءات تتبع جهات الاتصال للمسافرين وموظفى الطيران، وطلب معلومات الاتصال المحدثة كجزء من الإعلان الذاتى للصحة، كما يجب أن يتم التفاعل بين الركاب والحكومات مباشرة عبر البوابات الحكومية وإعداد نماذج التصريح الصحى للركاب، بما فى ذلك الإعلانات الذاتية بما يتماشى مع توصيات السلطات الصحية ذات الصلة وتشجيع الأدوات الإلكترونية لتجنب الورق وإجراء الاختبار اللازم فى حالة توفر طريقة سريعة وموثوق بها فى وقت ملائم. وذكر التقرير الذى أورده موقع «الايكاو» أن تأثير جائحة «كورونا» على النقل الجوى العالمى ليس له سابقة، حيث شهدت المطارات انخفاضاً بنسبة 28.4% فى حجم حركة الركاب العالمية للربع الأول من العام الجاري» 2020» أى ما يعادل انخفاضا قدره 612 مليون مسافر، ويتوقع أن تنخفض هذه الأحجام - حركة المرور المحلية والدولية - بنسبة 50.4% مقارنة بالعام الماضى «2019» . وتقدر منظمة الطيران المدنى الدولى أنه بحلول نهاية عام 2020، يمكن أن يصل تأثير فيروس «كورونا» على حركة الركاب الدولية «المجدولة » إلى تخفيضات تصل إلى 71%من سعة المقاعد وما يصل إلى 1.5 مليار مسافر على مستوى العالم وتواجه شركات الطيران والمطارات خسارة محتملة فى الإيرادات تصل إلى 414 مليار دولار أمريكى منها 100 مليار دولار أمريكى لعام 2020. بينما أطلق المجلس العالمى للسفر والسياحة، المرحلة الثانية من التدابير اللازمة لإعادة بناء الثقة للمسافرين حول العالم، وتشجيع عودة السفر، والتى تتضمن بروتوكولات السفر الآمن لشركات الطيران والمطارات ومنظمى الرحلات السياحية. وقالت جلوريا جيفارا، الرئيس والمدير التنفيذى للمجلس العالمى للسفر والسياحة: «للمرة الأولى على الإطلاق، احتشد القطاع الخاص العالمى حول بروتوكولات رحلاتنا الآمنة التى ستخلق الاتساق اللازم للسماح بإعادة تنشيط قطاع السفر والسياحة للأعمال». وتابعت: «من بين أهم هذه الإجراءات تلك التى ستمكن قطاع الطيران من الإقلاع، تعتبر عودة الطيران أمراً بالغ الأهمية للمساعدة فى تعزيز الانتعاش الاقتصادى العالمي».وأضافت جيفارا أنه تم إنشاء بروتوكولات الطيران بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الدولى للنقل الجوى (أياتا) والمجلس الدولى للمطارات، لاستعادة الثقة وجعل الناس يسافرون ويطيرون بأمان. من جانبها، قالت أنجيلا جيتينز رئيس المجلس العالمى للمطارات: «لقد توقفت صناعتنا، وتعتمد إعادة التشغيل المتوازنة والفعالة والانتعاش لقطاع السفر والسياحة العالمى على التعاون بين المشاركين الرئيسيين فى هذا النظام الجديد».