الإنفلات الأمنى الذى ما زالت تعانى منه مصر حاليا أدى إلى وقوع الكثير من الانتهاكات والتعديات على عدد كبير من الآثار والمنشآت الأثرية الإسلامية لدرجة أن أحد الأسبلة الأثرية حوله بعض الباعة الجائلين من الخارج إلى معرض ل«الشباشب»! «سبيل وكتاب الست صالحة» يقع فى السيدة زينب (ناصية الدرب الشمسى - أول شارع بورسعيد ميدان السيدة زينب)، وتاريخ إنشائه يرجع إلى عام 1741م-1154ه فى عهد الوالى العثمانى على باشا الحكيم ويتبع تخطيطه الطراز المحلى المصرى غير المتأثر بالأساليب العثمانية. وهو ثانى سبيل من العصر العثمانى أنشأته إمرأة. الكارثة أن أحد الباعة وعلى مدخل السبيل وأسفل اللافتة المتضمنة بياناته كأثر، أقام معرضا لبيع الشباشب البلاستيكية الرخيصة دون أدنى إحساس منه بالقيمة التاريخية والأثرية للمكان، ليس هذا فقط، بل إن أنصار أحد مرشحى الانتخابات البرلمانية قام بوضع ملصقات دعائية على أحد الأعمدة الجانبية للسبيل من الخارج، حتى بات مسخاً مشوهاً. واجهة السبيل الخارجية بها زخارف هندسية محفورة بدقة فى الحجر ضاعت أغلب ملامحها مما أفقدها الكثير من قيمتها ونفس الأمر تكرر مع الزخارف الموجودة فى سقف السبيل من الداخل، ناهيك عن الشبابيك والأبواب الخشبية التى انتزعت حشوات عديدة منها.