بعد دعاوي الحسبَة التي طالت العديد من الكُتاب والمفكرين والمبدعين في التسعينيات من القرن الماضي الذين وجدوا ملاذاً لفكرهم في الدول الأوروبية والامريكية تظهر اليوم دعاوي «ازدراء الأديان» من قبل بعض الذين يقدمون انفسهم للمجتمع المصري كحراس للدين والمتكلمين باسم الله، بينما هم كل يوم في الفضائيات والصحف وعلي مرمي ومسمع من الجميع يقدمِون علي «ازدراء الأديان « فيفتون بعدم جواز تهنئة المسيحيين في أعيادهم وبأن عقيدتهم فاسدة بل يذهبون إلي أبعد من ذلك بأنهم «كفار» ولا يبالون بأن أقوالهم هذه تسبب فتنة في المجتمع وتوتراً بين المسلمين والمسيحيين ويغرسون في القلوب الحقد والكراهية. وأتساءل أليس قانون ازدراء الأديان يشمل الإسلام والمسيحية؟ أين المدافعون عن حقوق الإنسان وعن حق الشعب المصري في ألا يغرر به أحد حتي لو كان باسم الدين . لماذا تُرفع قضايا علي من يزدرون المسيحية فقط وليس العكس؟ بعد كل هذه الأقوال والأفعال غير المسئولة فهم يزدرون الشعب المصري كله ويجرحون شعور المسيحي والمسلم معاً ويزدرون قروناً طويلة من العيش المشترك ويضللونه في تاريخه ويشككون في قيمه بل يهددونه في حياته وأيضاً في آخرته. إن السكوت عن أقوال وأفعال هذه القلة يجعلنا جميعاً شركاء معهم.. أو أن السكوت علامة الرضا.