أدي رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي أمس اليمين الدستورية أمام اعضاء المجلس الوطني التأسيسي بحضور كبار مسئولي الدولة. واقسم المرزوقي واضعا يده علي القرآن الكريم علي "الحفاظ علي استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري" وعلي "احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة" في تونس والعمل علي "حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات" وعلي "الوفاء لارواح الشهداء وتضحيات التونسيين علي مر الاجيال وتجسيد مبادئ الثورة". ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح علي سترة زرقاء وقميص ابيض وبدا فخورا وهادئا، بأن يكون "رئيسا لكل التونسيين" وان لا "يوفر اي جهد" من اجل تحسين مستوي عيش مواطنيه. كما شدد المرزوقي علي "تثمين هويتنا العربية الاسلامية" مشيرا في هذا السياق الي ان الدولة التونسية ستعمل علي "حماية المنقبات والمحجبات والسافرات" بلا تمييز، وبمساواة أمام القانون. كما دعا التونسيون الي "المصالحة" مشيرا في هذا الصدد الي انه "لا مكان للثأر والانتقام لكن لن نخضع للابتزاز". وأضاف ان "المرحلة القادمة التي تشهدها تونس ستكون صعبة لكن سنعمل علي اجتيازها بنفس العزيمة التي اجتزنا بها جميع الصعوبات التي واجهت البلاد في المرحلة السابقة". وترحم المرزوقي في تأثر واضح علي ارواح "شهداء الثورة" التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.. قائلاً والدموع في عينيه: "بدون تضحياتهم ما كنت لاوجد في هذا المكان. وأعلن المرزوقي استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من اجل الجمهورية كما ينص عليه القانون لمن يتولي رئاسة تونس. ومن المقرر أن يتوجه المرزوقي عقب ادائه القسم وإلقاء كلمته امام المجلس التاسيسي، الي القصر الرئاسي في قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة حيث سينظم موكب استلامه الرئاسة من الرئيس فؤاد المبزع بعد نحو عام من اندلاع "ثورة الحرية والكرامة". يذكر أنه تم انتخاب المرزوقي من قبل المجلس الوطني التأسيسي بأغلبية 153 صوتا، في نتيجة كانت منتظرة باعتباره المرشح الوحيد، واختارت المعارضة التصويت بورقة بيضاء احتجاجاً علي ما قالت إنها عملية "سلب" لصلاحيات الرئيس. وتم تسجيل 44 ورقة بيضاء، إلي جانب صوتين متحفظين وثلاثة أصوات معترضة. وأكدت مية الجريبي عضو المجلس التأسيسي والأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض أن قرار التصويت بالورقة البيضاء "هو رسالة إلي جميع التونسيين مفادها أن هذه المرحلة ليست بمرحلة التأسيس لمنظومة ديمقراطية."