قال مسئولون ليبيون إن سيف الإسلام القذافي أصبح ورقة مساومة بين الجهات الرسمية والثوار الذين تمكنوا من القبض عليه يوم الجمعة الماضية في جنوبي البلاد ويرفضون تسليمه إلي طرابلس، وفقا لما ذكرته صحيفة تايمز البريطانية، كما أن هناك مفاوضات مكثفة جرت بين الطرفين من أجل ضمان حصول الثوار علي نصيب في الحكومة المقبلة التي ستعلن قريبا. وأشارت صحيفة تايمز إلي أن ثوار الزنتان قد يسعون لمبادلة سيف الإسلام وتسليمه للجهات الرسمية مقابل منحهم وزارة الدفاع. من جانبه، قال رئيس المجلس العسكري في الزنتان محمد الكباش إن سيف الإسلام سيبقي تحت إشرافهم حتي يتم الانتهاء من إقامة نظام قضائي مناسب من أجل محاكمته، وهو ما أثار حفيظة الحكومة في طرابلس. أما المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الرحمن بوسن، أكد أنه إذا كانت الزنتان أفضل مكان آمن لسيف الإسلام، فالمجلس الانتقالي هو صاحب القرار في ذلك، ولكن إذا رفض أهالي الزنتان تسليمه، فسيمثل ذلك مشكلة طفيفة، وأوضح أن مصدر القلق الرئيسي يتمثل في توفير الحماية لسيف الإسلام من أي نوع من الانتقام مثل الذي لقيه والده، وأضاف أن هناك الكثير من الأموال التي فقدت والأسرار التي لم تنكشف بسبب موت القذافي، ولذلك يجب أن يبقي سيف الإسلام حياً لما لديه من معلومات. وأكد سيف الإسلام أن الجروح التي يعاني منها في يده بسبب غارة نفذها الحلف قبل شهر والتي استشهد فيها 26 من رفقائه، بينما تعرض الباقون لإصابات بليغة. وعلي الجانب الآخر، أكد أحد ثوار ليبيا أن زملاءه قطعوا 3 أصابع من اليد اليمني لسيف الإسلام، ردا علي تهديده لهم مشيرا بإصبعه. ولكن، استبعد مراقبون أن تكون أصابع سيف الإسلام قد أصيبت إثر غارة جوية للناتو، لأنها كانت ستأتي أيضا علي أجزاء من جسمه، وهذا لم يحدث. ومن ناحية أخري، قال مصدر أمني سوداني مسئول، إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني لعب دورا محوريا في الدعم الفني والتنسيق العملياتي، مما أدي إلي القبض علي سيف الإسلام قبل يومين جنوب ليبيا. وأكد المصدر أن هذا الدور هو امتداد لدور الحكومة السودانية في دعم الثورة الليبية، وعبرت غرفة العمليات العسكرية الليبية عن شكرها وتقديرها للدور الفاعل لجهاز الأمن والمخابرات السوداني في عملية القبض علي سيف الإسلام القذافي.