طالب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم أمس الأول الذي عقد بالمغرب الحكومة السورية بالاعتذار رسميا عما صدر من المندوب الدائم السوري تجاه مجلس الجامعة من عبارات نابية وغير دبلوماسية في اجتماع المجلس قبل الأخير، كما طلب وزراء الخارجية العرب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي علي المستوي الوزاري إلي الاجتماع لتدارس ما يخص الجزء الاقتصادي تنفيذاً لما ورد في قرار تعليق عضوية سوريا خاصة ما يخص الجانب الاقتصادي وفرض عقوبات اقتصادية عليها. كما دعا وزراء الخارجية العرب ونظيرهم التركي أحمد داود أوغلو في ختام الدورة الرابعة لمنتدي التعاون العربي التركي الذي عقد في المغرب إلي حل في سوريا «دون أي تدخل أجنبي» وإلي «إجراءات عاجلة لحماية المدنيين». ودعا المنتدي في بيان إلي «وقف إراقة الدماء وتجنب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل، الأمر الذي يتطلب اتخاذ الإجراءات العاجلة لضمان حماية المدنيين». من ناحية أخري استدعت المغرب سفيرها لدي دمشق وقالت الحكومة المغربية: إنها استدعت سفيرها بعد هجوم علي سفارتها من قبل مؤيدين للأسد بعد ساعات من إجراء مماثل أعلنت عنه فرنسا بسحب سفيرها من سوريا بعد تعرض السفارة للاقتحام. هذا وقد تعرضت مقرات عدة سفارات عربية وأجنبية في سوريا إلي هجمات من قبل موالين لنظام الرئيس بشار الأسد. وحاول المئات من السوريين الغاضبين من قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية اقتحام سفارات قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وتركيا وفرنسا والمغرب. ميدانيا قتل 23 شخصا جراء قمع النظام السوري للمحتجين وقالت الهيئة العامة: إن 15 قتيلاً سقطوا في حمص وسط سوريا، كما قتل 6 آخرون في إدلب شمال البلاد، في حين قضي شخص واحد في كل من ريف دمشق وحلب. ويستعد المحتجون في سوريا غدًا لجمعة أطلقوا عليها «جمعة طرد السفراء» في إشارة إلي مطالبتهم دول العالم بطرد السفراء السوريين الذين يمثلون النظام السوري الذي يتهم بقمع المحتجين. علي صعيد متصل صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تصريحات صحفية بأن الهجوم الذي شنه منشقون من الجيش السوري علي مجمع للمخابرات هو بمثابة حرب أهلية ودعا مجددا إلي إجراء محادثات بين حكومة دمشق والمعارضة. وصرح بأن هذه المحادثات يجب أن تجري بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. في السياق ذاته كشف مسئولون ألمان أمس الأول أن بريطانيا وفرنساوألمانيا وبضع دول عربية ستدعو إلي التصويت قريبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة علي مشروع قرار يدين سوريا علي حملة العنف التي تشنها منذ تسعة أشهر علي المحتجين المناهضين للحكومة. وقال متحدث باسم بعثة ألمانيا في الأممالمتحدة إن القوي الغربية الثلاث عرضت مشروع قرار أمس بهدف طرحه للتصويت في لجنة حقوق الإنسان المنبثقة عن الجمعية العامة يوم الثلاثاء المقبل. الصين من جهتها عبرت عن «قلقها الشديد» ازاء الوضع في سوريا امهلتها الجامعة العربية ثلاثة أيام إضافية لوقف قمع الاحتجاجات التي اوقعت أكثر من 3500 قتيل منذ بدئها بحسب حصيلة الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين إن «الصين قلقة جدا ازاء الأحداث في سوريا». وأضاف «ندعو الأطراف المعنية في سوريا إلي وقف العنف وارساء الاستقرار الوطني وعودة الأوضاع إلي طبيعتها في أسرع وقت ممكن مذكرا بأن بلاده تطالب دمشق بتطبيق الخطة العربية التي تنص علي الإفراج عن متظاهرين وسحب القوات المسلحة من المدن. وبخصوص احتمال القيام بتحركات علي مستوي الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي عبرت بكين عن رغبتها في أن تساهم في التحركات في ايجاد حل للتوتر في سوريا وتسهيل حل النزاعات عبر الحوار السياسي والحفاظ علي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. جلعاد اعتبر حدوث ذلك سيؤدي إلي قيام «امبراطورية إسلامية» بالمنطقة علي جانب آخر عبر رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد عن رأيه في أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي علي إسرائيل، مشيرًا إلي أن بديل الأسد ولادة إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط في مصر والأردن وسوريا. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المسئول الإسرائيلي أن إسرائيل ستواجه كارثة وستصبح مهددة دائمًا بالحرب مع الإخوان المسلمين، إذا نجحت الثورة السورية في الإطاحة بنظام الأسد، الذي يمثل وجوده مصلحة لإسرائيل حسب تعبيره.