مع استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الاحتجاجات المناوئة له والمطالبة برحيله، ينتظر أن يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً اليوم يدين فيه الممارسات القمعية التي يمارسها الأسد ضد شعبه. وكشفت مصادر دبلوماسية في الأممالمتحدة أنه من المنتظر خلال ساعات أن يصدر مجلس الأمن قراراً يطالب سوريا بالوقف الفوري لأعمال "قمع" المعارضين المناوئين لنظام الأسد، مشيرة إلي عدم وضوح الموقف الروسي بشأن القرار ووسط مخاوف من استخدام موسكو لحق نقض الفيتو. ومشروع القرار الذي صاغته فرنسا بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا والبرتغال هو نسخة مخففة من مشروعات سابقة هددت سوريا بعقوبات إذا لم تذعن للمطالب الدولية بان توقف حملتها علي المحتجين المطالبين بالديمقراطية. ويطلب وضع حد فوري لأعمال العنف، وينص علي إجراءات هادفة إذا لم يمتثل النظام السوري لهذه الدعوة في غضون 30 يوما. ميدانياً، لقي ثلاثة جنود ومدني مصرعهم أمس في اشتباكات بين عسكريين ومنشقين بمحافظة أدلب شمال غرب سوريا فيما اغتيل ناشط في حمص كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات الجيش السوري بلدة في محافظة حمص لمطاردة ما وصفتهم بالمسلحين. وقال ناشطون محليون: إن عملية عسكرية تركزت علي تلبيسة قرب حمص علي بعد نحو 150 كيلومترا إلي الشمال من دمشق بعدما دخلت قوات الامن بلدة الرستن القريبة التي تقع علي الطريق السريع بين العاصمة ومدينة حلب في الشمال. فيما، أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أمس الأول إن السوريين الذين يعيشون في الخارج يتعرضون لرقابة عن كثب "ومضايقات بصورة ممنهجة" من قبل مسئولي السفارات السورية، الذين يردون علي الحركة الاحتجاجية المناوئة للحكومة باستهداف أقارب المغتربين في الداخل. وأشار التقرير الذي نشر في كل من لندن والدوحة إلي أن أكثر من 30 حالة لنشطاء في 8 دول هي كندا وتشيلي وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد وبريطانيا والولايات المتحدة تعرضوا لمضايقات من قبل السفارات السورية بالخارج. وعلي صعيد المعارضة، دعت مجموعة من الضباط انشقوا عن الجيش السوري، ضمن ما يسمي "الجيش السوري الحر"، المجتمع الدولي إلي فرض منطقة "حظر جوي"، وتوفير الحماية لمناطق المعارضين والمنشقين، لمنع وصول القوات الحكومية إليها، وفق ما أكد منهل العداي، المتحدث باسم المجموعة. في حين، نفي قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في تصريحات صحفية الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام عن القبض عليه من قبل السلطات السورية، ويتزامن ذلك مع إعلان كتيبة "خالد بن الوليد" المشنقة عن الجيش السوري أن انسحابها من مدينة الرستن في حمص جاء حفاظاً علي أرواح المدنيين. من جانب آخر، أكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين روبرت فورد سفيرا في سوريا، وذلك في غمرة الأزمة الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن إثر هجوم مجموعة من الشبيحة الموالين لبشار الأسد علي فورد بالبيض والحجارة الخميس الماضي لدوره في دعم الاحتجاجات السورية ضد النظام وقيامه بتحدي النظام السوري وتوجه تكرارا الي المدن التي قمعت فيها المظاهرات. كان الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي عرض اسم فورد علي مجلس الشيوخ في فبراير 2010 قد استفاد من عطلة المجلس في ديسمبر الماضي للالتفاف علي معارضة الجمهوريين واصدر مرسوما بتعيين فورد سفيراً لبلاده بدمشق.