كتب: حسنين كروم ما الذي سيحدث لنا لو تحققت دعوة الشيخ يوسف القرضاوي للأحزاب والقوي الدينية بأن تستغل الفرصة المواتية لها الآن بالتكتل في الانتخابات المقبلة للفوز بالأغلبية فيها وحكم مصر لأول مرة، وتطبيق ما أسماه النموذج الإسلامي وتذوق حلاوته بعد أن جربت العلماني؟ والشيخ حسين يعقوب سبق وأعطانا فكرة لبعض مما سيحدث.. وهو أن علي أشقائنا الأقباط ومعهم المسلمون الذين قالوا لا للاستفتاء علي المواد الدستورية في 19 مارس الماضي أن يهاجروا خارج مصر، ثم قال بعد تعرضه للهجوم.. ده أنا كنت بهزر. والشيخ الحويني أوضح أن القيام بالجهاد والغزوات وبيع الأسيرات والسبايا والحصول علي المغانم، كفيل بحل الأزمة الاقتصادية والشيخ عبدالمنعم الشحات تواضع وقال: أما بالنسبة للآثار الفرعونية - وهي أوثان - فبدلا من تحطيمها يمكن الاكتفاء بتغطيتها بطبقة من الشمع لإخفاء ملامحها، ثم خرجت علينا الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تضم جميع القوي الدينية بالدستور الذي ستأخذ به وتم وضعه عندما كان شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود شيخا له وفيه تطبيق للدور.. أي الرجم وقطع الأيدي والجلد، أما الأخطر فهو قيام واحد من أكثرهم اعتدالا بالحكم بالكفر والخيانة العظمي علي الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر ونظامه، وبالتالي فهو ينسحب علي عشرات الملايين من المصريين الذين لا يزالون يقدرونه ويعتبرونه أعظم زعمائهم والكافر والعميل عقابهما معروف.. وأنا هنا اتحدث عن الشيخ أحمد المحلاوي الذي نشرت له جريدة اللواء الإسلامي يوم الخميس الماضي حديثا اجراه معه زميلنا عبدالمعطي عمران.. قال فيه بالنص: «منذ قيام ثورة يوليو 1952 كان هناك مخطط لإضعاف الإسلام في قلعته الحصينة مصر، وتمثل هذا في حل هيئة كبار العلماء، وكان هذا القرار ضربة قاصمة للأزهر وضرب التيار الإسلامي ممثلاً في الإخوان المسلمين». وقال أيضا: «عبدالناصر عمل «أخطاء» فادحة ضد الإسلام والمسلمين لصالح أمريكا».. وأورد وقائع ليدلل بها علي استهداف عبدالناصر لضرب الأزهر، أكدبها، لا جهله بالحقيقة، ولكن تعمده انكار عكسها تماما، لأن اثنين من الإخوان المسلمين كانا عضوين في مكتب الارشاد، ومرشحين ليكون أي واحد منهما مرشداً لها بعد اغتيال حسن البنا - عليه رحمة الله - في 12 فبراير 1949 هما الشيخ أحمد حسن الباقوري والدكتور عبدالعزيز كامل- عليهما رحمة ربك - توليا وزارة الأوقاف، وشئون الأزهر في عهد عبدالناصر وأن عضوا آخر كان في مكتب الإرشاد وهو الشيخ الفقيه والمفكر وأستاذ أساتذة المحلاوي وهو محسن الغزالي كان مدير إدارة الدعوة في وزارة أوقاف عبدالناصر، فهل هؤلاء وغيرهم من مشايخ الأزهر العظام في عهد عبدالناصر وكبار المشايخ والفقهاء الذين كانوا وراء خطة تطوير الأزهر، ينفذون مخططه لنشر الكفر والتآمر علي الإسلام؟ ما الذي حدث له بعد كل تلك السنين وحوله إلي مروج لأكاذيب ليتهم أناسا بالكفر والعمالة؟ والادعاء بالباطل علي الناس في عقيدتهم بينما هو يعظهم في خطبه أن يتجنبوا الكذب؟ هل أثرت سنوات إبعاده عن المسجد بعد الافراج عنه عام 1982، ثم ظهوره مرة أخري بعد الإطاحة بمبارك ونظامه علي تركيبته؟ أم أن تخيله أنهم قاب قوسين أو أدني من حكم مصر، افقد هؤلاء الناس صوابهم فنزعوا أقنعتهم وظهرت حقيقة ما يخفونه؟ لا أعلم، ومن قال لا أعلم، فقد أفتي طبعا أما الكلام الآخر الداعي إلي السخرية والعجب، فكان للمفتي الأسبق الدكتور الشيخ نصر فريد واصل، فقد اتهم عبدالناصر بالشيوعية - أي بالكفر والعياذ بالله - ومحاربة الإسلام، وذلك في حديث له بملحق أهرام الجمعة الثاني من الشهر الحالي وأجرته معه زميلتنا سامية أبوالنصر، قال فيه بالنص: «في فترة عبدالناصر تم الفصل الكامل بين الدين والدولة، ودخل الإخوان السجون، وتقلص دور الأزهر، وبدأت العملية تخف حدتها في عصر السادات، لطرد الشيوعية وعودة الدين». ولأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فقد أوقعه الله سبحانه وتعالي، وهو خير الماكرين في شر أقواله، إذ بعد عدة أسطر قال بالنص: «أيام عبدالناصر كان هناك نشاط للأزهر في أفريقيا.. وكان بمثابة السفير الذي يربط بين أفريقيا ومصر». فكيف يبرر هذا التناقض؟ ولماذا لم ينتبه إليه، وكان الأمين علي إصدار الفتاوي للناس؟ أم أنه يقصد أن عبدالناصر عقد اتفاقا مع الأزهر، بأن يقوم هو بنشر الكفر والشيوعية داخل مصر وينشر الأزهر الإسلام في افريقيا؟ ولو أنه قال ذلك لاقتنعنا بأنها ماتت! كيف سيقابل هؤلاء الناس ربهم يوم الحساب ويبررون أكاذيب روجوها ضدهم واتهموا اناسا بالكفر يقولون ربنا الله والإسلام ديننا ومحمد عليه الصلاة والسلام رسولنا؟