عشق أهلها حرفة صناعة السجاد اليدوى فذاع صيت قريتهم «الحرانية» فى ربوع العالم كله، وزينت لوحاتهم الفنية التى غزلتها أناملهم يوما بعد الآخر بيوت الأوروبيين. أصبح سجاد «الحرانية» ماركة مسجلة عالمية بأيد المصريين، يتنقل بين دول القارة الأوروبية مثل «ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمجر وسويسرا». يعود تاريخ دخول القرية فى هذه الصناعة اليدوية منذ أربعينيات القرن العشرين، عندما استقر فيها «ويصا واصف» وقرر أن يغير شكل هذه القرية ويصل بها للعالمية وتمكن بالفعل من إقناع أبناء القرية بتعلم الحرفة وإتقانها عبر توفيره للمدربين لتأهيلهم وقيامه بتسويق منتجاتهم فى المعارض الدولية. هيثم العمدة – القائم بأعمال عمدة الحرانية – يوضح أن شهرة القرية فى صناعة السجاد اليدوى عالميًا لم تكن وليدة الصدفة وإنما نتجت عن حب أبناء القرية للحرفة ورغبتهم فى الإنجاز والتطوير. فكرة البدء فى مشروع تصنيع السجاد اليدوى بقرية الحرانية بحسب – هيثم العمدة – جاءت بعد أن تمكن «ويصا واصف» من إقناع أبناء القرية بالعمل بعد عودتهم من أراضيهم بعد غروب الشمس، كما أنه وفر لهم مكانًا للتدريب والتعلم والعمل. كان أول معرض شاركت فيه منتجات القرية بدولة سويسرا عام 1958 ومنذ ذلك الوقت تسابقت الدول الأوروبية والسفارات على قرية «الحرانية» لشراء منتجاتها من السجاد والمفارش التى تحمل توقيعات صانعيها وتزيين جدران منازلهم وأبنيتهم بها بعد أن تمكن «ويصا واصف» من تسويق هذه المنتجات بشكل جيد بحسب هيثم العمدة. يعمل الفنان أكرم سليم – فنان نسيج – فى هذه الحرفة منذ 25 عامًا، بعد أن تعلم الحرفة على يد والده، الذى تتلمذ على يد «ويصا واصف» منذ دخول الحرفة إلى قرية الحرانية. يوضح «سليم» أن نسج السجادة الواحدة من الممكن أن يستمر شهرين سواء كانت اللوحة من بنات أفكاره عن الطبيعة، أو أن يقتبس رسمها من «كتالوج»، بحسب طلب العميل. يتراوح سعر متر السجاد بحسب – سليم - مابين 5 إلى 6 آلاف جنيه لدرجة أن السجادة الواحدة يصل سعرها إلى 25 ألف جنيه وهذا النوع من السجاد يجد عملاءه سواء داخل مصر أو خارجها. رجب رضوان – مالك لأحد معارض السجاد بمنطقة الحرانية – يعمل بهذه الحرفة يشترى – رضوان - خيوط صوف لونه أبيض ويقوم بتلوينه بصبغة نباتية باللون الذى يحتاجه سواء كان «أحمر أو أخضر أو أصفر أو أزرق» وتكون مجموعة الخيوط معلقة أمامه فى الماكينة اليدوية التى تتكون من بدال يقوم بتحريكه بقدمه اليمنى أو اليسرى ثم يقوم بالنسج بيديه خلال اليوم بمفرده.. لأنه يحتاج لتركيزه وينسج ما فى ذهنه ولا يستطيع غيره أن ينجزه حتى لا يكون هناك خلل فى اللوحة الفنية لتخرج فى صورتها الأخيرة بشكل جيد.