للمرة الأولى فى التاريخ يطلق الاتحاد الفلكى الدولى اسم عالم مصرى على كويكب فى السماء، إذ أطلق اسم د.فاروق الباز الأيقونة المصرية فى علم الجيولوجيا والعالم فى الوكالة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء «ناسا» على اسم كويكب مُكتشف حديثًا تكريمًا له على إسهاماته فى استكشاف الفضاء. يشتهر الباز (81 عامًا) كأول عالم جيولوجى تخصص فى تحليل سطح القمر من الأرض، وتوفير خرائط ودراسات لصخور القمر. المسئول عن عملية إطلاق أسماء على الأجسام الفضائية هو الاتحاد الفلكى الدولى ويتركز دور وكالة «ناسا» فى تسجيل اللقب فى جدول الأسماء الذى يضم ملايين الكويكبات المكتشفة، وعندما يتم اكتشاف كويكب لأول مرة، يتم إعطاؤه تسمية مؤقتة من ثمانية رموز تمثل العام الذى تم اكتشافه خلاله ومتى ثم يأخذ رقمًا متسلسلًا. للحضارة الفرعونية رصيد كبير من الأسماء التى أطلقت على كويكبات مثل الملكة نفرتيتى التى أطلق اسمها على كويكبين أحدهما اكتشف عام 1926 والآخر عام 1982، والملكة «كليوباترا» والإلهة سخمت، آلهة الحرب لدى الفراعنة وحتحور، آلهة الخصب والنماء لدى الفراعنة وآمون. وهناك كويكبات تحمل أسماء علماء مثل الرحالة «ماجلان» و«جاليلليو». أسهم «الباز» فى وكالة «ناسا» فى تخطيط وتحديد موقع هبوط مكوك الفضاء «أبولو 11» وقام بتدريب رواد الفضاء الأمريكيين على المهارات المهمة للرصد البصرى وتصوير الفضاء، وهو أحد المتخصصين الرائدين فى دراسة الصحارى وكيفية العثور على المياه والحفاظ عليها فى مثل هذه البيئات فى العالم العربى. والطريف أنه كان عضوًا فى مجموعة عمل التسميات القمرية التابعة للاتحاد الفلكى الدولي؛ واستمر بالمشاركة فى تسمية معالم القمر المكتشفة من قبل بعثات التصوير القمرية. ولد ابن مصر عام 1938 فى إحدى قرى الشرقية وهو ينتمى لعائلة الباز التى مسقط رأسها مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. حصل على البكالوريوس فى علوم الكيمياء والجيولوجيا من جامعة عين شمس عام 1958 وحصل فى عام 1961 على شهادة ماجستير العلوم. وعمل بتدريس الجيولوجيا فى جامعة أسيوط وإحدى الجامعات الألمانية. عمل فاروق الباز فى وكالة ناسا خلال برنامج أبولو بين عامى 1967 و 1972، حيث كان أمينًا عامًا للجنة اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر لبعثات أبولو لاستكشافه حيث اكتشف أنه يوجد نحو 16 موقعاً صالحًا، كما تولى منصب رئيس فريق تدريب رواد الفضاء. وعقب توقف برنامج أبولو عام 1972، التحق بمعهد سميثسونيان بواشنطن ليؤسس ويدير مركز دراسات الأرض والكواكب. وفى عام 1973، اختارته وكالة ناسا كباحثٍ مسئول عن تجربة عمليات رصد الأرض وتصويرها فى مشروع «أبولو- سويوز» الأمريكى - السوفيتى المشترك، حيث انصبّ اهتمامه على تصوير البيئات الصحراوية، مثل شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.