مؤمن زكريا ارجع يا مؤمن

من أنت؟، أنت مؤمن زكريا أحد أمهر لاعبى النادى الأهلى الذى تغنى له الجماهير لمواسم عدة، فلا تعتقد أنه يمكن بسهولة لهذه الجماهير أن تنسى من أسعدهم يومًا داخل المستطيل الأخضر، فلست وحدك مهما كانت الشدائد التى تواجهها، فأنت تسكن قلوب الملايين التى تنتظر عودة لاعبها الاستثنائى، الذى اجتمعت على حبه قلوب مشجعى كرة القدم بتنوعاتها، فهناك أسماء لا يمكن لتاريخ الرياضة أن يتخطاهم دون التوقف أمامهم طويلًا، يعدد إنجازاتهم, يتحدث عن سنوات كانوا فيها أحد أسباب فرحة المصريين وإمتاعهم.
■ ■
وحدها المواقف هى التى تثبت مكانتك الحقيقية فى قلوب الناس، أنت رجل فى الملاعب وخارجها، أقوى من الضغوط والمشاكل, تستطيع أن تتغلب عليها، والأمر لا يحتاج أن نضرب الأمثلة التى تؤكد ذلك، أو أن نقول «بوفون» الحارس الإيطالى الرهيب كان على وشك الانهيار تمامًا بسبب الضغوط النفسية فى موسم 2004, وصل به الأمر لدرجة شديدة من القلق والتوتر كانت تجعله يرتجف فى التدريبات وسط زملائه ويشعر بالخوف عند لمس الكرة أو قبل أى مباراة، مما اضطره للخضوع للعلاج والتأهيل النفسى لعدة أشهر.. نعم «بوفون» الأسطورى مر بتلك الحالة الصعبة جدًا، لكن فلننظر إليه بعد ذلك عاد أقوى وأفضل بكثير لدرجة جعلته من أعظم وربما الأعظم فى تاريخ حراسة المرمى.
■ ■
مؤمن زكريا نجم الأهلى، هو الآخر مر بظروف استثنائية كرويًا وإنسانيًا.. نعم ظروف فى غاية الصعوبة على أى شخص، لكنه ليس الأول ولن يكون الأخير، فتجربة المرض هى بمثابة محنة فى هيئة منحة، فهذا الموقف كشف له مدى حب الناس له.
أزمات متتالية من بينها مرض والدته ووالده، ناهيك عن الهجوم الإعلامى الذى تعرض له اللاعب بين حين وآخر.. مشكلات قادرة على «هد الجبال».
لكن لعل الدعم الكبير الذى ناله اللاعب هو مجرد البداية فى رحلة عودته إلى عشقه مع العُشب الأخضر وحبه لهز شباك المنافسين.
مؤمن الذى لقبته الجماهير الحمراء ب«الحراق»، لاعب يمتلك إمكانيات رائعة تجعل منه مفيدًا لأى فريق.. لاعب صاحب خبرات كبيرة جمعها من تجارب عديدة ويكفيه فخرًا أنه أحد القلائل الذين ارتدوا قميص قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك.
■ ■
هو لاعب عبقرى صاحب بصمة مؤثرة وتسديدات واثقة، فى عينه الإصرار والتحدى وفى ملامحه بساطة المصريين وشجن تاريخهم وتراثهم.. نثق فى عودته إلى الملاعب أفضل مما كان.. نثق فى تجاوزه الأزمة..
لقد نجح فى الحصول على دعم قلوب مشجعى كرة القدم من القطبين.. حتى أنه بات رمزًا لإعلاء قيم الروح الرياضية بين قطبى الكرة المصرية، فنجد جماهير نادى الزمالك تعبر له عن ثقتها فى عودته كما كان وأفضل والأمر نفسه يتكرر من جماهير النادى الأهلى..
لقد نجح فتى كرة القدم الأسمر فى الحصول على إجماع الآراء واكتساب احترام وتقدير الجماهير على مختلف تنوعاتها، وأصبح أيقونة على صفحات التواصل الاجتماعى لمشجعى الأندية المصرية وغير المصرية..
مؤمن زكريا أثبت لنا أن له مكانة خاصة فى قلوب المصريين.. مكانة طالبته بتجاوز محنته.. أعلنت له أن الجميع فى انتظاره.. فى انتظار إبداعاته فوق المستطيل الأخضر.. كعادته مرعبًا للمدافعين جلادًا للحراس.
■ ■
من أجل لاعب أسطورى.. من أجل لمسات تهديفية قاتلة.. من أجل شاب مصرى نبيل يحمل فى عقله وقلبه طموحات رقيقة هدفها إسعاد المصريين.. من أجل الكثير والكثير مما قدم للملاعب، ومن أجل سيمفونية حب ودعم من نجوم الفن والرياضة وقبلهم جماهير الكرة المصرية.. وجدناه عن جدارة يستحق وسام الاحترام.
روزاليوسف