كشف خبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء حقائق مهمة عن بعض محطات رحلة العائلة المقدسة فى مصر، وذلك فى الحلقة الثالثة من استعراضه لدراسته العلمية المهمة التى أجراها عن مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما. كاسيوس «القلس» وينتقل بنا الدكتور ريحان إلى المحطة الخامسة فى مسار العائلة المقدسة وهى القلس التى تقع على شاطئ البحر المتوسط فوق المنحنى الذى تقع على جنوبه بحيرة البردويل على مسافة 38كم غرب الفلوسيات، وقد شهد هذا المكان حادثة قتل القائد الرومانى بومبى على يد رجال بطليموس الثانى عشر أخى كليوباترا بعد أن وعدوه بالحماية والمعونة وأمر الإمبراطور هادريان عام 122م عند مروره بهذا المكان فى طريق عودته من سوريا بأن يبنى فيها معبد للإله زيوس تخليدًا لذكرى بومبى الذى مات هناك ويشير كتّاب الفترة الرومانية والبيزنطية إلى وجود حصن ومعبد هام بها كما يشير بعض كتاب العرب إلى وجود حصن للمسيحيين بها. جرها «المحمدية» وينوه د.ريحان إلى المحطة السادسة وهى المحمدية التى تقع على شاطئ البحر عند الطرف الغربى لبحيرة البردويل،وطبقًا لما ذكره الدكتور أحمد فخرى فإن بها بقايا حصن كبير فوق رابية مشرفة على البحر وبقايا مبانى كثيرة ولا يوجد على سطح الأرض ما يمكن تأريخه إلى أبعد من بداية العصر المسيحى وهى دون شك موقع ميناء جرها التى ورد ذكرها كثيرًا فى العصر البيزنطى. وقد قام كليدا بأعمال حفائر بها عام 1910 وكان يعتقد خطأ أنها موقع مدينة كاسيوم وبالمحمدية خرائب وأكوام كبيرة تدل على عظم هذه المحطة واتساعها وبقايا الحصن القائم هناك تدل على أنه كان حصنًا كبيرًا لا تزال حوائطه باقية، كما تمتد بقايا المبانى داخل البحر إلى مسافة بعيدة عن الساحل يستفيد منها الصيادون فى مهنتهم حيث تأوى إليها الأسماك وأغلب مبانى المحمدية من الطوب الأحمر مع وجود مبانى من الحجر ويصفها نعوم بك شقير بأنها خرائب مدينة فخمة قديمة العهد مبنية بالحجر المنحوت والطوب الأحمر على شاطئ البحر المتوسط وهناك قصر جميل بحمامات على أجمل طراز قائم على تل مرتفع وجبانة شمال التل فيها قبور كثيرة حسنة الصنع وقد تحول البحر على تلك الخرائب فغمر أكثرها.