استضافت بوركينا فاسو النسخة 21 من بطولة كأس الأمم الافريقية فى الفترة من 7 إلى 27 فبراير عام 1998، بمشاركة 16 منتخباً، قسمت لأربع مجموعات يتأهل الاول والثانى من كل مجموعة الى دور الثمانية. وضمت المجموعة الأولى منتخبات بوركينا فاسو البلد المضيف، الكاميرون، غينيا والجزائر، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات تونس، زائير، غانا وتوجو، بينما ضمت المجموعة الثالثة منتخبات أنجولا، جنوب إفريقياحامل اللقب، كوت ديفوار ونامبيا، واخيراً ضمت المجموعة الرابعة منتخبنا الوطنى المصرى ومعه منتخبات المغرب، زامبياوموزمبيق. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل إلى الدور الثانى فى النسخة ال21 من كأس أمم إفريقيا، نظراً لمستوى المنتخب آنذاك مقارنة بمستوى باقى المنتخبات المشاركة ونظراً للأسماء الجديدة التى انضمت للمنتخب فى ذلك التوقيت، ولكن المنتخب كان تحت قيادة فنية للجنرال محمود الجوهري، وعنه حدث ولا حرج. «جوهرى .. جوهري» هو الهتاف الأشهر الذى وطد علاقة معظم المصريين بالكرة فمحمود الجوهرى لم يكن مجرد لاعب أو مدرب بل كان ايقونة السعادة الكروية والانجازات للمصريين. فى عام 1959 توج الجوهرى بلقب أفضل لاعبى امم افريقيا. والجوهرى هو أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 . بدأ الجوهرى حياته الكروية لاعبا بالنادى الأهلى وانضم لمنتخب مصر منذ عام 1955، عمر الجوهرى فى الملاعب كلاعب لم يستمر أكثر من 11 عاما حيث أصيب بالرباط الصليبى واعتزل مبكرا، ليبدأ مشواره التدريبى بالاهلى مدربا للناشئين والشباب ثم الفريق الأول ليحصد معه اول لقب إفريقى فى تاريخه عام 1982 ،ويتولى بعدها قيادة المنتخب الوطنى عام 1988 ويستطيع التأهل لكأس العالم بإيطاليا عام 1990 للمرة الثانية فى تاريخ مصر بعد غياب دام 56 عاماً . وكونه دائما منفردا وصاحب فكر احترافى لم يسبقه اليه أحد فى مصر كان الجوهرى أول مدرب فى التاريخ يقود قطبى الكرة فنيا فبعد قيادته للأهلى فى الثمانينيات، قاد الزمالك للفوز بأول لقب افريقى وأول لقب سوبر افريقى له عامى 1993 و1994 على الترتيب. واستمرارا لتفرده كان الجوهرى أول مدرب فى تاريخ القارة يحصد لقب أمم افريقيا لاعبا ومدربا حيث حصدها لاعبا عام 1957 و1959 ومدربا عام عام 1998. كما قاد الجوهرى منتخب مصر للفوز بالميدالية الذهبية فى دورة الألعاب العربية عام 1992 . وخارج مصر قاد الجوهرى العديد من الفرق والمنتخبات العربية وحقق معها انجازات غير مسبوقة كانت ابرزها مع منتخب الأردن قبل أن يرحل عن عالمنا عام 2012 عن عمر يناهز 74 عاما. بعد النبذة المختصرة والواجبة تخليدا لروح الجنرال محمود الجوهرى نعود لمنافسات النسخة الحادية والعشرين من كأس الامم الافريقية حيث استهل منتخبنا مشواره بالبطولة بالفوز على موزمبيق بهدفين دون رد لحسام حسن، ثم فوزاً عريضاً على زامبيا فى المباراة الثانية. برباعية نظيفة أحرز خلالها حسام حسن ثلاثة اهداف «هاتريك» وأضاف ياسر رضوان الرابع، بينما خسرت مصر، المواجهة الاخيرة بالدور الاول أمام المغرب، بهدف نظيف لمصطفى حجي، ليتأهل منتخبنا لدور الثمانية كثانى المجموعة برصيد 6 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن المنتخب المغربى المتصدر . بينما تأهل عن المجموعة الاولى منتخبا الكاميرون وبوركينا فاسو، وعن المجموعة الثانية منتخبا تونسوزائير، وعن المجموعة الثالثة منتخبا كوت ديفوار، وجنوب إفريقيا. وشهد دور الثمانية منافسات شرسة، كان أبرزها مواجهة مصر وكوت ديفوار، والتى انتهت بفوز منتخبنا 5-4 بركلات الترجيح، بعد انتهاء الوقتين الأصلى والاضافى من عمر المباراة بالتهعادلدالسلبي، وخلال ركلات الترجيح تصدى حارس منتخبنا نادر السيد للضربة الثالثة للمنتخب الإيفواري، بينما أحرز حازم إمام الركلة الخامسة لمصر، ليحجز بها بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائى ، وادار اللقاء تحكيمياً الجنوب افريقى أيان مكلويد، وشهده 20 الف متفرج . اما عن باقى لقاءات دور الثمانية فتأهل أصحاب الأرض المنتخب البوركينى على حساب تونس، بعد مباراة ماراثونية انتهى وقتلها الأصلى والاضافى بالتعادل الايجابى بهدف لكل منهما ليتم اللجوء لركلات الترجيح التى رجحت كفة بوركينا فاسو بنتيجة 8-7، وتأهلت جنوب إفريقيا على حساب المغرب بعد الفوز عليها بهدفين لبينديكت ماكارثى وديفيد نياثى مقابل هدف مغربى لسعيد شيبا، وفجرت زائير « الكونغو الديموقراطية» كبرى مفاجأت البطولة، بتأهلها على حساب الكاميرون بهدف نظيف. فى 26 فبراير وامام 40 الف متفرج فى لقاء اداره تحكيمياً الدنماركى كيم ميدلتون نيلسون، تفوق المنتخب المصرى على نفسه أمام المنتخب البوركينى صاحب الأرض والجماهير فى مباراة الدور قبل النهائي، حيث فاز منتخبنا بهدفين نظيفين لحسام حسن، وسط تألق كل من حازم إمام وعبد الستار صبري. وفِى مباراة نصف النهائى الثانية تغلب منتخب جنوب إفريقيا على المنتخب الكونغولى الديموقراطى «زائير»، بنتيجة 2-1. واحرز منتخب الكونغو الديموقراطية «زائير» المركز الثالث بعد الفوز على بوركينا فاسو 1/4 بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلى والاضافى للمباراة بتعادل المنتخبين بأربعة اهداف لكل منهما. فى 28 فبراير 1998 وأمام 40 الف متفرج وبإدارة تحكيمية للمغربى سعيد بلقولة كانت القارة السمراء على موعد مع نهائى النسخة 21 بين حامل اللقب الذى يسعى للحفاظ على لقبه المنتخب الجنوب افريقى وبين اول المتوجين وصاحب الثلاثة القاب الذى يسعى لاسترداد لقبه بعد غياب 12. عاماً منتخبنا الوطنى المصري، واستطاع منتخبنا ان يتوج بلقبه القارى الرابع بأقدام طارق مصطفى وأحمد حسن، ليرفع حسام حسن كابتن منتخبنا آنذاك كأس البطولة، ويحصل معها أيضا على لقب الهداف برصيد 7 أهداف مناصفة مع الجنوب افريقى بنديكيت مكارثى الجنوب إفريقى الذى احرز لقب افضل لاعبى البطولة ، فى النسخة التى شهدت تسجيل 93 هدفاً، وكان منتخبنا الاقوى هجوما برصيد 10 أهداف.