يخرج علينا عمر سليمان ببيان مقتضب يعلن فيه تخلي مبارك عن السلطة وإسنادها للمجلس العسكري، فتصيح مصر ابتهاجا من شرقها لغربها، وتعم مظاهر الفرح ربوع البلاد في ليلة الحادي عشر من فبراير، ثم يعلن المخرجون والمؤلفون عن التحضير لأكثر من 10 أفلام عن الثورة ويطلقون تصريحاتهم واخبارهم هنا وهناك، قبل أن تنقضي أكثر من 7 شهور دون أن يظهر مشروع واحد منها للنور، والآن يشاهد الجمهور في دور العرض كمًا هائلاً من أفلام الكوميديا الهزلية التي لا تمت بصلة لأحداث الثورة عدا فيلم «تك تك بوم» للفنان محمد سعد الذي تناول قضية الانفلات الأمني بشكل فج، فماذا عن أفلام الثورة التي تم الإعلان عنها؟ هناك عدة أفلام تم الانتهاء منها بالفعل، ومتوقفة علي موعد العرض الذي لم يتحدد بعد علي رأسها فيلم «18يوم» الذي الذي أخرجه 10 مخرجين ويحتوي علي 10 أفلام روائية قصيرة قام ببطولتها نخبة نجوم مصر مثل أحمد حلمي ومني زكي وآسر ياسين ويسرا اللوزي وغيرهم، وكان من المقرر عرضه في موسم الصيف إلا أن الرقابة أوقفت التصريح بعرضه لعدم وجود شركة إنتاج محددة إذ تبرع كل القائمين عليه بأجورهم وتم إنتاجه بإمكانياتهم الذاتية، ويقوم حاليا القائمون عليه بانشاء جمعية خيرية تحمل اسم الفيلم لاستخراج التصريح علي اسمها لكن لازال أمامه كومة من العقد القانونية، ومن الجدير بالذكر أن أسرة الفيلم لم تتمكن من عرضه في بلدها بينما تم عرضه كأول فيلم عن الثورة يستقبله مهرجان «كان» السينمائي الدولي. الفيلم الآخر هو «بعد الطوفان» الذي تم الانتهاء من تصويره، وأصبح جاهزاً للعرض في الوقت الحالي، بينما أكدت بطلته حنان مطاوع أنه لم يتم تحديد موعد نهائي للعرض سواء في عيد الأضحي أو قبله مما يصيبها بالاحباط. وفي السياق نفسه لم يشأ المنتج محمد حفظي تحديد موعد نهائي لعرض فيلمه «الطيب والشرس والسياسي» الذي قام بإخراجه عمرو سلامة وآيتن امين وتامر عزت، ويتكون من ثلاثة أفلام قصيرة، حيث يريد حفظي أن يشارك فيلمه بالعديد من المهرجانات الدولية والعربية قبل الدخول في إجراءات عرضه بالسينمات المصرية، وبالفعل قد تم عرض الفيلم بمهرجاني «تورينتو» و«فينيسيا» الدوليين، وينتمي الفيلم لنوعية أفلام الديكودراما التي يمتزج فيها الجانب الوثائقي بالجانب الدرامي .. من جانب آخر تو. ف عدد من المشاريع بسبب عدم وجود منتج يمول العمل. فبالرغم من بدء المخرج مجدي أحمد علي في تصوير مشاهد فيلمه «الميدان» الذي يعد أول فيلم يقدم عن الثورة، إلا أنه أكد علي تعطله لعدم وجود منتج يريد تبني الفكرة حتي الآن، وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم «بلطجية يناير» عن منتج يتبني الفكرة التي تدور حول حالة الانفلات الأمني التي عاني منها الشعب المصري ليلة جمعة الغضب.