لم نكن نتخيل ونحن نستقبل فيلم "أفاتار" الذي عرض في دور العرض المصرية بتقنية ال 3D أو الأبعاد الثلاثية التي تحتاج إلي نظارة خاصة لمشاهدتها والاستمتاع بها، أن الجمهور المصري سيصاب بهوس هذه التقنية إلي هذا الحد رافعاً شعار "نظارتك قبل تذكرتك"، وما أن تساءل الجميع عن عدد السنوات التي علينا انتظارها حتي نشاهد فيلما مصريا بهذه التقنية والإبهار البصري، حتي فاجأنا المخرج تامر مرتضي المتخصص في عمل الجرافيك بالسينما، أنه بصدد إخراج أول فيلم مصري بتقنية ال 3D بعنوان "ألف ليلة وليلة" من تأليف محمد أمين راضي وبطولة غادة عادل وعمرو سعد وعمرو واكد وسوسن بدر واحمد بدير، ويتناول قصصاً من بعض الأساطير المصرية القديمة، وقبل أن نفيق من المفاجأة ونجد إجابة عن تساؤلات تتعلق بميزانية الفيلم المقترحة، ومدي تقبل الجمهور المصري لمشاهدة فيلم مصري بهذه التقنية، حتي استقبلنا خبراً جديداً عن إنتاج فيلم "الدجال" بميزانية مقترحة هي 50 مليون دولار من إخراج طارق العريان وبطولة خالد الصاوي وآسر ياسين، وبغض النظر عن نفي كل من خالد الصاوي وآسر ياسين لهذا الخبر، إلا أن إنتاج أفلام مصرية بهذه التقنية يستحق التوقف حقاً، لنعرف هل الأمر مجرد فرقعة إعلامية وحواديت مقاهي أم أنه واقع ننتظره قريباً . البداية كانت مع المنتج هاني جرجس فوزي الذي أكد أن أفلام ال3D أو الأفلام ثلاثية الأبعاد تحتاج لمواصفات خاصة لمشاهدتها وإلي تقنيات أعلي للاستمتاع بها، بخلاف الأموال الباهظة لإنتاجها، وعن رأيه في اتجاه بعض منتجي السينما إلي إنتاج مثل هذه النوعية من الافلام قال فوزي إن هذه الأفلام ستظهر بلا شك في القريب العاجل، وأن المنتجين سينتجون تلك النوعية من الأفلام لأن وراءها الكثير من الفوائد خصوصاً مع ظهور قنوات تلفزيونية تعتمد علي تلك الخاصية في أعمالها بل ومن الممكن أن تكون هناك قنوات مخصصة لها فقط في المستقبل ،ومع ظهور أجهزة حديثة تتيح هذه الظاهرة الجديدة. وأنهي جرجس فوزي كلامه بأن أبطال هذه الأفلام سيكونون ممن برعوا في تقديم الأكشن في السينما العادية، ويجب أن يكون فريق العمل بالكامل علي دراية تامة بتلك النوعية من الأعمال، وأضاف: لكني في الوقت نفسه لن أكذب عليك وأحصر القادرين علي بطولة وإنتاج وإخراج مثل هذه الأفلام في اسماء بعينها، لأن لدينا الكثير والعديد من الكفاءات السينمائية العالية التي تحتاج فقط للنظر لها ومن ثم ستجد فيلماً مصرياً ثلاثي الأبعاد قريباً. أما المنتج محمد حسن رمزي فأكد أن مصر قادرة علي عمل أفلام بهذه التقنية، لكن يحول أمامها التكاليف المرتفعة التي تحتاجها مثل هذه الأفلام وتابع: الكثير من المنتجين وأنا منهم يخافون من خوض تلك التجربة لأنهم سيعتبرونها مخاطرة غير محسوبة، أما من اتجه لها الآن فهو بلا شك يجازف خاصة مع الانهيار الاقتصادي في مصر، وهذه الأفلام من الممكن نجاحها وأيضاً متوقع فشلها، وبالتالي أعتقد أن الكثيرين سينتظرون عرض فيلم مصري بتلك التقنية للإقدام علي تلك الخطوة وإن نجحت ستغزو الأفلام ثلاثية الأبعاد دور العرض المصرية، وسيتشجع الموزعون علي تزويد السينمات بدور عرض مجهزة لعرض تلك النوعية من الأعمال. أما المخرج طارق العريان فقال عن فيلم "الدجال": بغض النظر عن أبطال الفيلم، يعتبر هذا الفيلم أول فيلم سينمائي مصري يتم تصويره بتقنية ال3D فضلا عن أن فكرته من الأساس لم يسبق أن تعرضت لها السينما، فالأحداث كلها خيالية، لذلك فهو يعتمد بشكل رئيسي علي عنصر الإبهار سواء في الملابس أو الديكور أو الموسيقي، مما يتطلب الاعتماد علي تكنولوجيا عالية جدا في صناعة الفيلم، مما يجعل تكلفة الفيلم تصل إلي أرقام كبيرة جدا، لذلك فإننا لم نعتمد علي جهة واحدة لتمويله، وإنما سيشارك في إنتاجه أكثر من شركة مصرية فضلا عن شركة أمريكية تحمل اسم "لينك". وأضاف طارق : الجمهور المصري سيتحمس لمشاهدة فيلمي الأول لأنه سيكون أول فيلم في تاريخ السينما المصرية يصور بهذه التقنية مما يعطيه الاستثنائية في المشاهدة والتكنولوجيا الحديثة ستحتم علينا التواكب معها لأنه من غير المعقول أن تتواجد هذه الافلام لأكثر من عشر سنوات في السينما الامريكية بينما لا نستطيع انتاج فيلم لجمهورنا بهذه التقنية . واختتم طارق كلامه : اتمني ان يحقق "الدجال" فرصة مشاهدة عالية عند الجمهور وان نبدأ خطوات صحيحة لانتاجه حتي نصنع فيلما قادراعلي المنافسة مع افلام لاقت نجاحا مثل "أفاتار" و"سو".