كشف بحث أثري جديد أن الفرعون رمسيس الثاني هو فرعون الخروج وأنه لم يغرق ولم تكن نجاته ببدنه فقط بل كانت بالبدن والروح، وأنه خاض أيضًا بعد النجاة حروبًا مع اليهود وهزمهم فيها. استند الباحث إلي أنه لا يمكن أن يكون هناك خلاف بين نصوص كتاب سماوي ونص أثري كما هو ثابت لدي رجال الدين الرافضين لفكرة غرق الفرعون وأن الله لم يتقبل إيمانه به وقت الغرق، وأن هناك بعدًا ثالثًا بين النصين، كما استند لتفاسير الألوسي والقرطبي حول أمر الفرعون الغريق، كما استند لتفسير ابن عباس الذي يري أن هناك قراءة أقرها تجزم الجدل الدائر حول هذا الموضوع. الآثاري د.جلال نعمان الباحث في معهد حضارات الشرق الأدني القديم بالزقازيق، والمدرس بمعهد السياحة والآثار بالغردقة، يري أنه كان هناك اجتهاد من علماء الآثار واللاهوت في الربط بين سفر الخروج وبضعة فراعين من عصر الدولة الحديثة في تاريخ مصر القديم، وأن الدراسات التاريخية والأثرية انتهت إلي أن الخروج كان في عصر الرعامسة الذين حكموا مصر في الأسرة التاسعة عشرة وفي زمن سابق للفرعون «مرنبتاح» الذي ترشح بقوة ليكون فرعون الخروج استنادًا إلي لوحته الشهيرة بلوحة إسرائيل. ويؤكد الباحث أن الخروج انحصر في زمن الفرعون رمسيس الثاني الذي حكم مصر في الفترة الممتدة ما بين عام 1290 ق.م وحتي 1224ق.م أي خلال ال67 عامًا التي حكم فيها مصر، يوضح نعمان أنه استند إلي تفاسير عدة في استقراء الفروق بينها في تفسير الآية 92 من سورة يونس «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، فعاد إلي المجلد الرابع للقرطبي كتاب الشعب وتنوير المقياس في تفسير ابن عباس في جزئه الثاني التي كانت علي حد تعبيره مقتضبة، إلا أن الألوسي روح المعاني، كما يري من أكثر المراجع إطالة وإسهابًا فيما أورده من تفسيرات مسندة وتحليلات عديدة، حيث جاء فيه حديث بين جبريل والرسول محمد صلي الله عليه وسلم بأنه كان يضع الطين في فم الفرعون مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له، فإنه رتب فيه المغفرة علي إدراك الرحمة وهو ظاهر فيه أنه ليس المراد بها الرحمة الدنيوية لأن المغفرة لا تترتب عليها، وإنما تترتب عليها النجاة، وأن التفسير أيضًا أرجع معني البدن بالدرع، وأن هناك استنادًا إلي ابن مسعود بأنه قرأ «بندائك» أي بدعائك. ويتساءل الباحث في تعقيب له هل كان هدف جبريل حينما وضع الطين في فم فرعون هو منعه من النداء إلي الله أم قبض روحه وهي من المهام المنوطة بعزرائيل؟ كما أن قراءة بن مسعود ببدنك لتكون بندائك فهذه واردة، خاصة أن التنقيط في القرآن كان علي عهد خامس الخلفاء الأمويين سنة 65 هجرية.