كتب - حسن أبوخزيم دروس مصر تقدمها للعالم على مستويات متعددة اقتصادية وعلمية واجتماعية، وهى رسالة قدمها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه أمس وفد اللجنة اليهودية الأمريكية الذى يزور مصر حالياً لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، بحضور السفير رضا حبيب، مساعد وزير الخارجية للشئون الأمريكية. المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، قال: إن أعضاء وفد اللجنة اليهودية الأمريكية أعربوا عن تقديرهم للقاء رئيس الوزراء، مُؤكدين حرص اللجنة على المساهمة فى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة، ومن ثم فهُم على تواصل مع السفير ياسر رضا، سفير مصر فى واشنطن، من أجل المساهمة فى خدمة المصالح المشتركة بين مصر والولايات المتحدة، إيمانًا منهم بأن مصر هى ركيزة الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأنها شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة فى جهودها لإحلال السلام فى المنطقة. وأشاد وفد اللجنة اليهودية الأمريكية باهتمام الحكومة المصرية بترميم الآثار اليهودية فى مصر والحفاظ على المخطوطات التاريخية، فعقّب رئيس الوزراء بأن تلك الآثار جزء لا يتجزأ من التاريخ والتراث الحضارى المصرى، مثلها مثل الآثار الإسلامية والمسيحية، ومن ثم فإن الحكومة تقوم بالحفاظ على الآثار اليهودية وترميمها، لا سيما فى ضوء حرص الرئيس السيسى على تكريس قيم المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين المصريين، لأن مصر كانت وستظل دومًا واحة للتسامح وملتقى لأصحاب الشرائع السماوية. عقب ذلك فتح رئيس الوزراء حوارًا مع أعضاء اللجنة أجاب خلاله على أسئلتهم واستفساراتهم. ورداً على سؤال حول الهدف من سعى الحكومة إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة فى مناطق مختلفة من الجمهورية، أشار رئيس الوزراء إلى أن الشعب المصرى يتزايد بمقدار 2,5 مليون نسمة سنويًا، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا فى حد ذاته، ويتطلب من الحكومة العمل بشكل متواصل على إقامة مجتمعات عمرانية مخططة ومنظمة من أجل استيعاب هذه الزيادة السكانية، لأن عدم إقامة هذه المدن الجديدة سوف يتسبب فى انتشار العشوائيات والمناطق غير المخططة، نتيجة زيادة السكان. وأضاف مدبولى أن الحكومة تعمل فى الوقت ذاته على معالجة أسباب الزيادة السكانية، لأن استمرار الزيادة بهذه المعدلات المرتفعة سوف يقوض جهود التنمية ولا يجعل المواطن يشعر بآثار النمو، مُشيرًا فى هذا السياق إلى الدعم المتميز الذى كانت تتلقاه برامج تنظيم الأسرة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID فى الأعوام الماضية. وأضاف المتحدث باسم مجلس الوزراء أن وفد اللجنة اليهودية الأمريكية استفسر عما تقوم به الحكومة من جهد فى تطوير التعليم، وما إذا كانت الحكومة تولى اهتمامًا باستخدام التعليم كأداة لمحاربة الفكر المتطرف، فأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن الرئيس السيسى يقود ثورة حقيقية فى مجال التعليم وتطوير المناهج والوسائل التعليمية لتواكب أحدث الطرق المطبقة عالمياً، مُشيرًا إلى أنه يتم تزويد الأطفال منذ سن صغيرة بمهارات اللغات الأجنبية، مُضيفًا أن هذا التطوير سوف ينعكس على توسيع أفق الطلاب ويجعلهم أكثر انفتاحًا على العالم وأقل تأثرًا بأفكار الانغلاق والتطرف. وحول الجهود الاقتصادية للحكومة من أجل مكافحة الفكر المتطرف، أشار رئيس الوزراء إلى أن البطالة تمثل العنصر الثانى الذى يجعل الشباب قابلاً للتأثر بالأفكار المتطرفة، ولذا فقد وضعت الحكومة على قمة أولوياتها زيادة الاستثمارات الحكومية فى مجالات البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة والمشروعات القومية الكبرى، من أجل توفير فرص العمل للشباب، وهو ما أثمر عن انخفاض البطالة لما دون ال 9% لأول مرة منذ 2010. ورداً على سؤال حول قرار البنك المركزى مؤخرًا بتخفيض معدل الفائدة، أشار رئيس الوزراء إلى أن هذا القرار يأتى انعكاسًا لتحسن المؤشرات الاقتصادية فى الفترة الأخيرة، وفى مقدمتها انخفاض معدل التضخم، ولذا جاء قرار تخفيض الفائدة من أجل تشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على الاقتراض والتوسع فى مشروعاتهم. إلى ذلك، أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، قرارًا بتشكيل مجلس إدارة هيئة تنمية الصعيد لمدة ثلاث سنوات. رسائل طمأنة من رئيس البنك المركزى كتب – أحمد زغلول أعلن طارق عامر، محافظ البنك المركزى، أن البنك يستهدف توجيه تريليون جنيه كتمويلات من البنوك من أجل تنشيط الاقتصاد والمشروعات فى الفترة المقبلة. وذكر «عامر»، خلال كلمته فى مؤتمر إطلاق مبادرة رواد النيل، أن محفظة القروض فى الجهاز المصرفى، تجاوزت تريليون جنيه، وأن محفظة الودائع وصلت إلى 4 تريليونات جنيه حتى الآن. وأكد «عامر» أن مصر فقدت القدرة على الصناعة خلال سنوات طويلة ماضية وفقدت القدرة على تبنى أبنائها من الموهوبين بسبب اتباع سياسات اقتصادية خاطئة، وإن كانت هذه السياسات قد انتهجت بنية حسنة، لكنها أثرت على الاقتصاد بشكل كبير. وأشار إلى أن البنك المركزى يطلق مبادرة رواد النيل بالتعاون مع البنوك لتوفير رؤوس الأموال اللازمة لدعم الشباب وبناء صناعة مصرية فى كافة المجالات. وقال عامر: إن الجهاز المصرفى المصرى يهدف لخلق الثقة فى القطاع الاقتصادى وجذب استثمارات أجنبية. وأضاف أن «مصر ليست فى معزل عن العالم.. ونعمل ليلاً ونهار اًلتجنيب الدولة أيّة هزات من الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها الدول الناشئة واستطعنا عبور أزمات الدول الناشئة وكذلك ارتفاع أسعار البترول بدون حدوث أى تأثير على المواطن المصرى والاقتصاد».
