إفريقيا.. أرض الميلاد والحياة، وأصل الوجود البشرى، محط أنظار العالم منذ فجر التاريخ وخطت أيدى أبناءها أولى صفحات سجله، كما أن مساحتها الشاسعة البالغة 30.2 مليون كم2، تشغل 20.4% من إجمالى اليابسة، فهى أكبر من الصين والولايات المتحدة، والمكسيك، وجزء كبير من قارة أوروبا مجتمعين. القارة الأم، بها 54 دولة تضم 1.2 مليار نسمة، وتحوى قرابة ال2000 لغة، حسب تقديرات اليونيسكو، كما أن حوالى 50% من إجمالى إنتاج الذهب العالمى يستخرج من مناجم جنوب إفريقيا. إفريقيا التى تمسكت بعاداتها وتقاليدها الفريدة، يراهن العالم على أنها ستقود قاطرة الطريق إلى المستقبل، وستحمل شعلة التنوير فى مواجهة ظلام التطرف، ودحر الإرهاب، وتحقيق السلم العالمى. تعدد الثقافات سمح لإفريقيا بالتميز عن نظيراتها الست، فهى تصدر لجيرانها العقول النابغة والقوى البشرية التى تفوقت فى كل المجالات الرياضية والفنية والعلمية وحتى السياسية. أرض المواهب أخرجت أبطالًا سطروا التاريخ بكفاحهم، وسعى الجميع للاقتداء بهم ورؤيتهم الثاقبة للمستقبل، فى مواجهة التحديات التى واجهت بلادهم لتحقيق التنمية الشاملة والنهضة التى يتطلع إليها الشعوب السمراء. مصر التى ستتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقية الأحد المقبل، ستعمل على ضمان التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى، ودخول اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية حيز النفاذ، بجانب التطبيق الفعلى للاتفاقية لتحقيق تحرير حقيقى للتجارة، وغيرها مما تحتاجه القارة. الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجح فى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح ووضع مصر فى مكانتها الإفريقية الريادية بعد تعليق أنشطتها فى الاتحاد الإفريقى، إذ أكد للعالم أن إنجاز المشاريع وتحقيق الطموحات لن يحدث دون أمن واستقرار دول القارة، واحترام سيادتها الوطنية. كما أعلن الرئيس فى ختام منتدى شباب العالم نوفمبر الماضى، مدينة أسوان كعاصمة للشباب الإفريقى لعام 2019, واستضافتها لمنتدى الشباب العربى والإفريقى، للاستفادة من طاقة وإبداع الشباب وبعث رسالة حب وسلام واستقرار للقارة الإفريقية.