الحلم أصبح حقيقة.. الرئيس يشهد افتتاح مشروع «بشاير الخير- 2»

كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل والحسين عبدالفتاح

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، افتتاح مشروع الإسكان غيط العنب «بشاير الخير - 2» بمحافظة الإسكندرية، بحضور المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وعدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة .
ويعد مشروع مدينة «بشائر الخير- 2»، هو المرحلة الثانية لاستكمال مشروع التطوير الحضارى لمنطقة غيط العنب، والذى شملت فيه المرحلة الأولى 1632 وحدة سكنية، وتستهدف المرحلة الثانية إنشاء 18 بلوكًا وعمارة فردية، بإجمالى 37 عمارة، تشمل 1869 وحدة سكنية، علاوة على العديد من الخدمات الأخرى والمحال والمولات التجارية بالدورين الأرضى والأول وتم تجهيز جميع الوحدات السكنية وتزويدها بالأثاث وجميع الأجهزة اللازمة.
من جانبه أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمشاركة المجتمع المدنى فى مراحل مشروع بشاير الخير «1 و2 و3» بمحافظة الإسكندرية، مؤكدًا أن هناك جهدًا كبيرًا مبذولًا من قبل رجال الأعمال ومن البنك الأهلى وصندوق تحيا مصر لخروج هذا المشروع إلى النور، وأنه مازال هناك حاجة للتمويل لاستكمال مراحله.
وسأل السيسى، خلال افتتاحه المرحلة الثانية من المشروع، محافظ الإسكندرية عبدالعزيز قنصوة، عن التكلفة الإجمالية للمشروع بمراحله الثلاث، حيث أجاب قنصوة بأنها تبلغ 9 مليارات جنيه.
وأعرب الرئيس عن رضاه بهذه التكلفة، مشيرًا إلى أن المجتمع المدنى وتحيا مصر لن يتحملا المزيد من التكلفة خلال المرحلة المقبلة، حيث تم توفير 600 مليون جنيه من ميزانية وزارة الإسكان.
وحث السيسى - فى مداخلته - وزارة المالية والمحليات على متابعة العقود التى يتم إبرامها مع مدنيين والحرص على تحصيل الأموال دون الخوض فى نزاعات وتوقيع وثيقة مؤمنة لتحديد حقوق كل طرف.
من جانبه، قال اللواء أحمد العزازى رئيس الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية: إنه حصل على 200 مليون جنيه من وزارة الإسكان.
وعقب السيسى قائلا: «إنه فى حالة رغبتنا فى الحصول على 3500 وحدة سكنية فإن التكلفة المتوقعة تتراوح ما بين 5 و6 مليارات جنيه».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «نحن كمسئولين لن نتغافل عن حق الدولة، وهذا أمر لم ولن أسمح به، ويجب على كل مسئول متواجد على رأس جهة ما الانتباه جيدًا لأى أموال تدخل المكان المسئول عنه، ويجب إعطاء المواطنين حقوقهم وبالتالى على الدولة أخذ حقها».
وتساءل السيسى «هل من المعقول إبرام عقد لمدة 20 أو 25 عامًا، ولا يتم تسديد المستحقات المقررة عليه إلا لعام واحد فقط، أما السنوات الأخرى فلم يتم سدادها»، مكلفًا قائد المنطقة الشمالية العسكرية بالمسئولية عن تحصيل مستحقات الدولة من الحديقة الدولية وحدائق أنطونيادس والشلالات الثلاثة؛ لكى تنتظم الأمور وتأخذ الدولة حقها فى هذا الأمر، وفى حال التخلف عن السداد يتعين فسخ التعاقد.
ووجه الرئيس كافة المسئولين، بدءًا من وزير المالية، بضرورة متابعة العقود وتحصيل مستحقات الدولة، قائلا: «يتعين أيضا على كل محافظ متابعة العقود المبرمة داخل محافظته لأن هذا يعد دخلًا للمحافظة، يتم استخدامه لتنفيذ مشروعات للمواطن البسيط».
وأضاف: «أنا أقول هذا الكلام لكى ننتبه ليس فقط فى الإسكندرية ولكن فى كل مكان، حيث أرى محالًا يتم تأجيرها حوالى 20 عاما بأرقام ضعيفة جدًا جدًا، الدولة تحترم العقد ولكن يجب على المواطن الالتزام بالسداد، وفى حالة التخلف عن السداد يدخل مع الدولة فى منازعة قضائية.. وهذا لا يرضى الله».
وشدد الرئيس السيسى على ضرورة تنفيذ آلية لإبرام عقود تحتوى على التزامات شديدة القسوة والانضباط، قائلا: «إن كل قائد تعبوى موجود هنا وفى الجيوش وفى المناطق العسكرية مسئول مع مدير الأمن على تنفيذ ذلك الأمر مع المحافظ؛ لتحصيل حقوق الدولة من المنتفعين».
وقال السيسي: «إنه لا يرضى الله أن يكسب المستأجر مئات الألوف والملايين بينما يضيع حق الدولة، هذا لن يتم فى أى مكان بمصر»، مضيفا: «إن هذا الأمر ينطبق على المحاجر وغيرها، حيث تمت صياغة قانون للمحاجر فى الخمسينيات والستينيات وبالرغم من ذلك لم تدر مكاسب؛ وذلك لعدم وجود حوكمة لهذا الموضوع، إلا أننا بدأنا فى علاج هذا القصور».
وعقب الرئيس على ما جاء على لسان إحدى السيدات خلال الفيلم التسجيلى الذى تمت إذاعته خلال الافتتاح، والتى تحدثت خلاله عن صعوبة المعيشة فى ظل إنجابها 6 أطفال.. قائلا: «يتعين على كل مواطن التفكير جيدًا فى كيفية تدبير حياته قبل الإقدام على خطوة إنجاب عدد كبير من الأطفال، فمسئولية توفير الغذاء والمسكن والتعليم والتربية تقع على عاتقه فى الأساس».
وسأل الرئيس عبدالفتاح السيسى محافظ الإسكندرية عن الدخل الشهرى للمحافظة، فأجاب قائلا «الدخل الشهرى المتوسط للمحافظة يبلغ حوالى 100 مليون جنيه «موارد ذاتية»، بالإضافة إلى الموازنة العامة للدولة السنوية التى تبلغ 550 مليون جنيه».
ووجه السيسى كلامه للمحافظ قائلا : «أنا لو مكانك سأحسب بالجنيه ما آخذه أو أنفقه، لأن حوكمة إنفاقى على المحافظة سيساعدنى على زيادة حجم الإنفاق وتحقيق الاستفادة القصوى منه».
وطالب الرئيس وزراء الكهرباء والبترول والمياه والإسكان بتوفير عدادات مسبوقة الدفع فى كل منشأة جديدة يتم بناؤها وإرسال الموظفين على كل البيوت لقراءة العدادات، مشددًا على ضرورة متابعة تحصيل الأموال المستحقة للدولة والالتزام بالعقود المبرمة معها، فيما وجه باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الجهات غير الملتزمة بالعقود المبرمة مع الدولة.
وقال السيسى: «إن المنطقة الشمالية هى المسئولة عن مشروع الحديقة الدولية ويتعين عليها استرداد 400 مليون جنيه بالإجراءات القانونية، أو أن ننهى الحديقة ونقوم بعمل مشروع آخر محلها».
وتابع «فى 2015 قام صندوق تحيا مصر بتقديم مليار جنيه لدعم شركات الرفع والصرف الصحى ولتعويض المزارعين، وقمنا برفع العوائق الموجودة فى مسار الترع والمصارف؛ وهذا معناه غياب للدولة فى متابعة مرافقها».
وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة متابعة العمل بكافة المرافق، والتعامل مع المخالفات والتعديات، قائلا: «إن المحافظ والمسئولين ومدير الأمن والداخلية والقوات المسلحة معنية بتحقيق الانضباط».
وقال: «إذا كان المواطنون يريدون دولة لها قيمة ومكانة فيتعين عليهم أن يتراجعوا عن الأخطاء التى اعتادوا عليها مسبقًا؛ حيث إن المنطق والموضوعية كانا غائبين فى بلادنا منذ سنوات، وهذا أمر غير مقبول أن نستمر فى السير عليه، وليس لأحد أن يجادل بأن الأمر أصبح معتادًا منذ سنوات حتى لو كان الخطأ يتعلق بمخالفات عديدة»، مضيفًا «الحق حق وإن لم يتبعه أحد والباطل باطل وإن اتبعه الجميع».
وشدد على أنه سيتم التعامل مع كافة المخالفات فى منطقة «كينج مريوط» والعمل على إزالتها لكى تعود إلى ما كانت عليه أو أفضل من ذلك، قائلا: «لا يوجد أى مواطن فى الإسكندرية أو فى مصر يقبل بالتعدى على مستقبل أولاده».
ووجه الرئيس بالتعامل مع أى تجاوزات مع مرافق الدولة، قائلا: «لن نقبل بالتعدى على مرافق الدولة أو التعامل معها بشكل غير مخطط»، مضيفًا: «نحن كدولة ومسئولين ومواطنين علينا التزام تجاه بلدنا وتجاه مستقبل أولادنا وأحفادنا، وهذا الموضوع ليس فقط فى الإسكندرية وإنما فى القاهرة وكل محافظات الدولة»، متسائلا كيف تغارون على بلدكم ويوجد هذا الكم الكبير من هذه التجاوزات؟
وأشار الرئيس فى هذا الصدد إلى أن بحيرة المنزلة تحتاج إلى 30 مليار جنيه لكى تعود إلى سابق عهدها، قائلا: «نحن لا نعمل لغد فقط ولكن للمستقبل البعيد».
ووجه السيسى بعرض تقارير دورية منتظمة من محافظ الإسكندرية والمنطقة الشمالية والداخلية بشأن التجاوزات فى المبانى والإزالات فى المحافظة، مؤكدًا أن ما تحدث فيه يعد أمنًا قوميًا، مشيرًا إلى أنه لو ترك الأمر بهذا الشكل ستدمر البلد، مطالبًا بتكاتف الأجهزة للوقف ضد هذه التجاوزات.
وحول الإنجازات التى تحققت فى قطاع الصحة بالمحافظة، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «قمتم بعمل فحص لطلبة المدارس سواء كانت مدارس خاصة أو حكومية، وقد أثبت المسح أن الطلبة رغم اختلاف المستوى الاجتماعى تبين أن كليهما يعانى من الأنيميا والسمنة»، داعيًا الآباء والأمهات إلى ضرورة الاهتمام بالنمط الغذائى لأطفالهم.
وأشار السيسى إلى أنه على الرغم من أن حديثه مؤخرًا عن موضوع زيادة الوزن آثار «نكات واسعة» بين المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعى، إلا أن نتيجة هذا المسح جاءت لتؤكد مجددًا أهمية تعاون الجميع كدولة وحكومة ومجتمع من أجل مراعاة نظام غذائى سليم يضمن تنشئة الأبناء بشكل صحى لمصلحتهم ومصلحة البلاد.
ونوه الرئيس بأن هناك 4 رجال أعمال قدم كل واحد منهم حوالى 100 مليون جنيه لتمويل مشروع بشاير الخير، فيما قدم صندوق تحيا مصر حوالى 700 مليون جنيه، بالإضافة إلى 10 آلاف طن حديد، مشيرًا إلى أن مشروع «بشاير الخير 2» وفر فرص عمل وبرامج لتمويل المشروعات.