التنمر فى مدارسنا ظاهرة لا ننكر أنها فردية .. وإنما حان الوقت لتقويم أصحابها.. وأن نضع المرآة أمام وجوههم ليروا .. كيف أصبحوا قساة القلب.. كيف أن كلمة أو وصفا خرج فى لحظة سخرية أو غضب قد يعوق طفل اليوم ومواطن الغد عن حب المجتمع والاندماج فيه.. آن الأوان لمواجهة نمور المدارس بأفعالهم، والتصدى لهم ولهن، ومحاسبتهم. فإذا لم تردعهم ضمائرهم، ولم ترشدهم عقولهم للصواب.. فإن مجتمع دولة المواطن المصرى اليوم بأطفاله وشبابه وأمهاته وآبائه، وكل مسئول فيه بات مجتمعًا واعيًا بحقوقه وواجباته.. مجتمع لا يقبل بكل ما تحمله من كلمة الانتقاص من شخصية «مواطن مصرى». «بسملة».. الجميلة التى هزمت «العنصرية»
دمياط – محمد هشام بسملة طفلة جميلة، طالبة متفوقة بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة محمد جمال صابر الإعدادية المشتركة بالسنانية بمحافظة دمياط، تحلم أن تصبح طبيبة تحاليل فى المستقبل، ميزها الله بالبشرة السمراء النقية، ذات روح فكاهية، تحب الحياة وتتمسك بحلمها، حافظة ل3 أجزاء من القرآن الكريم، نشأت على التربية الدينية الصحيحة، تمد يد العون لزملائها بالرغم من حداثة سنها والذى لا يتعدى ال13 عاما. فالطفلة السمراء الجميلة ضحية مدرس لغة عربية عنصرى أراد أن يظهر خفة دمه بالاستهزاء بالجمال الربانى صنيعة الخالق عز وجل، إلا أن تلك الخفة تحولت إلى أزمة أخلاقية كشفت سوء تعامل مربى الأجيال مع زهور مازالت تتفتح، عندما مارس المدرس نقصه فى الاستهزاء بالبشرة السمراء عقب طلبه إعراب جملة « بسملة طالبة سمراء» ليفتح الباب أمام أقرانها للسخرية، حيث علق أحد الأطفال « سودا وجاية من الصومال» لتنفجر بسملة فى موجة بكاء. ليستكمل مدرس التنمر موهبته فى الإساءة ويهددها بالعقاب البدنى والتذنيب أمام التلاميذ إن لم تتوقف عن البكاء، لتذهب الطفلة لوالدها وهى منهارة، وعلى الفور قام الوالد بتقديم شكوى فى الإدارة التعليمية التابع لها، وتنقلب محافظة دمياط رأسا على عقب، لتذهب الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط لها وتعطيها الورود وتقدم اعتذارا نيابة عن جموع المعلمين. ولذلك فكان لجريدة «روزاليوسف» هذا اللقاء مع الطفلة الجميلة بسملة على عبد الحميد عبد الله وعائلتها لتحكى تفاصيل ما حدث حيث بدأت كلامها كالتالي: كان يومًا مُزعجًا بالنسبة لى، عُدت لمنزلى باكية، بعد أن سخر منى سامى دياب، مدرس اللغة العربية، حيث طلب منى إعراب جملة «بسملة طالبة سمراء»، فبكيت بالدموع بعد سخرية زملائى مني، ليهددنى بالعقاب إن لم أتوقف عن البكاء فى الفصل، قائلاً «لو مسكتيش هذنبك على السبورة». واستكملت: أسعى للتفوق العلمى فأمنية حياتى أن أصبح طبيبة تحاليل كبيرة، مشيرة إلى أن مكالمة الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، أعادت لها الروح المعنوية مرة أخرى، وستلبى دعوته لزيارته بديوان عام الوزارة فى موعد مناسب الأسبوع المقبل، مضيفة أن الزيارة المفاجئة للدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، بالمدرسة أنهت المضايقات التى كانت تتعرض لها من بعض الطلاب بسبب كلام المعلم، لافتة لقيام بعض زملاء المعلم وتلاميذه فى المدرسة بتنظيم وقفة تضامنية بالمدرسة التى شهدت الواقعة رافعين لافتات مطالبين بالحرية لزميلهم المحبوس بتهمة التنمر. وأضاف على عبدالحميد، والد الطالبة، العامل باليومية بإحدى الورش بقرية السنانية، أنه لديه محمد فى الصف الثالث الثانوى، وبسملة فى الصف الثانى الإعدادى، مشيرا لاستقراره بمحافظة دمياط، بعد نزوحه وأسرته من محافظة الشرقية. وعن تفاصيل واقعة التنمر واستهزاء مدرس اللغة العربية بنجلته بسملة قال: إنه فوجئ يوم 23 من أكتوبر الماضى، بعودة الطفلة وهى منهارة من البكاء، وبعد أن استمع منها لتفاصيل ما حدث أثناء اليوم الدراسى، تقدم بشكوى رسمية بإدارة دمياط التعليمية ضد تصرف المدرس، إلا أنه حضر للمنزل واعتذر للطفلة واصطحبها برفقة والدتها بسيارته الخاصة للتصالح فى الشكوى المقدمة ضده فى الإدارة التعليمية، وبالفعل تم التصالح فى الواقعة الأولى، التى وصف فيها بسملة بالسمراء. وتابع: إنه تمسك باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المدرس بالإضافة لتقديم شكوى أخرى بمكتب وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، عقب تكرار واقعة الاستهزاء والمعاناة النفسية الصعبة للطفلة عندما سأل أحد التلاميذ ويدعى حسن قائلاً له «جاوب يا سماره ولا هتشتكينى عند وكيل الوزارة، مضيفا أنه قام بالتصالح جنائيا بعد اعتذار المدرس، وتدخل الوسطاء، فى الشكوى التى قدمتها إحدى الجمعيات الحقوقية نيابة عنا للمحامى العام. واستنكرت «منال الغريب» والدة الطالبة ما قامت به وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وصفحات التواصل الاجتماعى بإعطاء الموضوع أكبر من حجمه، وإثارة الرأى العام، وتداول معلومات خاطئة دون التأكد منها، مضيفة أنهم سيراعون ظروف المدرس الصحية وكبر سنه، وخاصة بعد عودة حق وكرامة الطفلة أمام زملائها بالفصل، لافتة إلى أن محمد شقيق بسملة تعرضت لنفس المواقف فى مدرسته، وعندما كان يشكو لنا كان الرد» أنت ولد وستصبح رجلا». وأشارت والدة الطفلة إلى أنه يجرى حاليا التجهيزلعمل محضر صلح بالشهر العقارى حيث إن المدرس تم تحديد له جلسة عاجلة للمحاكمة يوم 2 ديسمبر أمام محكمة جنح مركز دمياط، وتم توجيه تهمة التمييز والسب والقذف له بموجب البلاغ رقم 8139 إدارى مركز دمياط لسنة 2018. وتشير «ياسمين» إحدى الطالبات بالمدرسة، إلى أن مدرس اللغة العربية قام منذ أيام بضرب زميل لهم يدعى أحمد ماهر «17» بعصاية إثر حدوث مشاجرة بينه وبين صديقه بالفصل، مضيفة أنه يستدعى التلاميذ من حصصهم لمساعدته فى أعمال المقصف وبيع السندوتشات.