أيام قليلة وتنطلق فعاليات الدورة ال40 من عمر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وأقدم مهرجان سينمائى دولى بالعالم العربى، وبما أن هذه الدورة تعد استثنائية لمرور أكثر من 40 عامًا على انطلاق المهرجان الأعرق، فإن إدارة المهرجان بدأت فى التحضير لفعاليات تليق بهذه الدورة المميزة من حيث عدد الأفلام والأقسام الجديدة والتكريمات، بالإضافة إلى بداية عهد جديد من ايجاد حلول للمشكلات التى دوما ما تقابل المهرجان مثل أماكن العرض وعدم توافر امكانيات تقنية وآلات للعرض الجيد بدار الأوبرا مما يتسبب فى غضب صناع الأفلام فى كل عام. وقال يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان إنهم قاموا بالتعاقد على أجهزة عرض حديثة خاصة بالمهرجان لتكون لهم ملكيتها الخاصة بدلًا من ايجارها بكل عام، موضحًا أنهم حصلوا على أجهزة قليلة ولكن فى الفترات المقبلة وعلى مدار السنوات سيتمكن المهرجان من الحصول على أجهزته الخاصة بالعرض حتى يتم تخفيف أعباء تلك الأمور من الميزانية. بينما كشف محمد حفظى رئيس المهرجان ل«روزاليوسف» عن تفاصيل عرض أول فيلم بتقنية ال4k والتى سيتم التعامل معها لأول مرة بالوطن العربى، حيث قال إنه سيتم عرض فيلم «roma» والذى يشارك ببانوراما الدولية للمهرجان، مؤكدًا أنه قام بالبحث عن أجهزة عرض لهذه التقنية خصيصًا لعرض هذا الفيلم هذا حسب الاتفاق المبرم بين إدارة المهرجان وشركة نتفليكس المنتجة والموزعة للفيلم.. والتى طلبت من المهرجان ضرورة عرضه بهذه التقنية، مما دفع حفظى بمحاولة استئجار ماكينة العرض الخاصة به وهى قليلة بالوطن العربى، ليكون هذا هو الفيلم الأول الذى يعرض بالتقنية في الوطن العربى كله. كما أعلنت الإدارة عن مسابقتين ماليتين جديدتين إحداهما لأفضل فيلم بتصويت الجهور والتى ستمنح لفيلم أجنبى مناصفة بين منتجه وموزعه بمصر لتشجيع الموزعين لعرضه هنا، وستكون قيمتها المالية 20 ألف دولار، والجائزة الثانية لأفضل فيلم عربى بكل مسابقات المهرجان وستكون قيمتها 15 ألف دولار. لا يوجد تطبيع تحت أى مسمى لم يخل المهرجان سنويًا من العديد من المشكلات التى تثار حوله، وكان أبرزها هذا العام مشكلة تكريم المخرج الفرنسى كلود ليلوش والذى أثيرت حول المهرجان ليردو بذكاء بالتجاوب مع اتهامات البعض لهم بالتطبيع مع إسرائيل.. حيث خرج حفظى عن صمته موضحًا أن اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان هى المفوضة لاختيار أسماء المكرمين موضحًا أنهم قاموا بالاتفاق على ليلوش لما له من شهرة واسعة وتاريخ فنى ثرى بمجاله وهو من أشهر المخرجين الفرنسيين بالعالم. وأضاف قائلًا إنه تواصل مع ليلوش ووضح له حقيقة ما أثير حول تكريمه هنا مما دفع الأخير عن الاعتذارعن التكريم بنفسه حتى يرفع الحرج عن المهرجان. وأضاف قائلًا إن المهرجان يرفض أن يتم تسييسه من قبل البعض، حيث إنه مهرجان فنى سينمائى فقط.. مؤكدا على موقف المهرجان من التطبيع مع اسرائيل حيث قال:» نرفض أى نوع من أنواع التطبيع ولن يتعاون المهرجان مع أى مخرج إسرائيلى الجنسية أو أى فيلم مشارك به إسرائيل.» كما وقع اختيار اللجنة الاستشارية على النجم العالمى ريف فاينز والقدير حسن حسنى والموسيقار الشاب هشام نزيه ليكونوا المكرمين بتلك الدورة. فيلم مصرى وحيد و14 فيلم عرض أول تشهد هذه الدورة مشاركة أكبر من حيث عدد الأفلام حيث أعلنت إدارة المهرجان عن وجود أكثر من 14 فيلم عرض عالمى أول وتمت الاستعانة بها من أكبر المهرجانات العالمية مثل كان وفينسيا وبرلين وغيرها، وسيكون فيلم الافتتاح هو فيلم «كتاب أخضر» للمخرج الأمريكى بيتر فاريلى إنتاج عام 2018، بينما ستشهد المسابقة الدولية عرض فيلم مصرى وحيد وهو «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبدالله.. بينما ستشارك مصر بأكثر من عمل بمسابقة سينما الغد الخاصة بالأفلام القصيرة. بينما سيتم عرض فيلم «جريمة الإيموبيليا» لمخرج خالد الحجر فى القسم الخاص خارج المسابقة. بينما قام المهرجان باستحداث مسابقات جديدة ومنها قسم خاص بالسينما الروسية و«عروض منتصف الليل» و«أفلام للمخرجات».. بينما ستقام العروض فى عدد كبير من السينمات الكبيرة بالقاهرة بجانب مسارح دار الاوبرا وهناك ايضا عروض على السجادة الحمراء سيتم من خلالها عرض بعض الأعمال المميزة. كما أعلن رزق الله عن استمرار عرض أحدث الانتاجات المصرية للضيوف الأجانب حتى يتيح لهم التعرف على الثقافة السينمائية المصرية والتقرب إليها. الاهتمام بالمرأة كما أعلن محمد حفظى أن المهرجان قرر الاهتمام بتمثيل المرأة ضمن أعضاء لجان التحكيم.. وجاء ذلك القرار وفقا لمهرجان كان الذى اطلق مبادرة بين عدد من المهرجانات الدولية للمطالبة بضرورة تواجد المرأة بشكل مكثف فى لجان التحكيم ومنها مبادرة 50/50 عام 2020 والتى تنص على المساواة بين التمثيل الأناث والذكور، وقام القاهرة السينمائى بدوره بتبنى الحملة وادخال العنصر النسائى بكل المسابقات حتى لو بواحدة فقط، ومنهن المخرجة هالة خليل والفنانة البلجيكية نتاشا ريجنى وسامال يسلياموفا والمصرية ياسمين رئيس وعائشة بن أحمد. بينما قال حفظى أنهم راعوا تنوع الأعمار والثقافات بين أعضاء لجنة التحكيم والتى غلب عليها الشباب والفكر الحديث.. بينما أعلن عن دخول ملتقى القاهرة السينمائى لعهد جديد ومختلف يتطور لتكوين سوق سينمائى بمعنى الكلمة.